الدوحة-قنا: أكد الدكتور عبد اللطيف الخال الرئيس المشارك للجنة الوطنية للتأهب للأوبئة بوزارة الصحة العامة ورئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية ضرورة الحرص خلال هذه الفترة على تجنب مسببات الإصابة بفيروس كورونا وعدم المخالطة أو الخروج من المنزل إلا للضرورة مع التقيد بالإجراءات الاحترازية والوقائية مثل ارتداء الكمامة وغسل اليدين وتجنب التجمعات . وقال الدكتور الخال ، خلال مؤتمر صحفي عقد مساء اليوم حول آخر مستجدات فيروس كورونا (كوفيد 19 ، إن مرحلة الذروة لفيروس كورونا (كوفيد 19) في دولة قطر بدأت مع بداية الأسبوع الجاري ، متوقعا أن تشهد أعداد الاصابات تذبذبا خلال الأيام المقبلة ثم تستقر بحيث يتم تسجيل نفس عدد الحالات يوميا قبل أن يبدأ المرض في الانحسار التدريجي. ولفت الدكتور الخال إلى أن تذبذب عدد الحالات بين الارتفاع والانخفاض أمر طبيعي وقد يستمر خلال الأيام المقبلة قبل دخوله مرحلة الاستقرار ومن ثم التراجع مشيرا إلى أن عمر ظهور الفيروس في دولة قطر 59 يوما. وعرض الدكتور الخال ملخصا لعدد الحالات خلال الأسبوع المنقضي (من 30 ابريل إلى 6 مايو) مبينا أن معدل أعمار المصابين يتراوح بين 26 و43 عاما وهو الفئة العمرية الغالبة على المجتمع القطري ، مؤكدا أن إصابات كبار السن محدودة للغاية (فوق سن الستين) وهو أمر مطمئن لأنهم الأكثر عرضة لتعقيدات الإصابة ، والمضاعفات لديهم تكون أشد، كما أن إصابات الأطفال خفيفة وأغلبها بدون أعراض. وأوضح أن عدد المرضى الذين يحتاجون إلى العناية المركزة يمثلون 1 بالمئة من عدد المصابين بالفيروس نصفهم يحتاج لأجهزة تنفس صناعي منوها إلى أن 8 إلى 10 أشخاص يدخلون العناية المركزة يوميا أغلبهم من أصحاب الأمراض المزمنة "مرضى القلب والسكري والكلى والذين يتناولون العلاج الكيماوي ومثبطات المناعة" وأن نسبة الحالات التي تحتاج لاجهزة الأكسدة الغشائية خارج الجسم عددهم محدود جدا لا يتجاوز 5 بالمئة من حالات العناية المركزة. وقال الرئيس المشارك للجنة الوطنية للتأهب للأوبئة بوزارة الصحة العامة إن عدد المرضى الذين دخلوا العناية المركزة منذ بدء انتشار الفيروس بلغ 328 حالة خرج منهم 208 حالات وتوفي منهم 12 حالة ولا يزال 109 حالات يتلقون العلاج حاليا ، مؤكدا أن حالات الشفاء تشهد ارتفاعا ملحوظا وآخذة في التزايد وهذا مؤشر جيد جدا. وفي سؤال عن الإجراءات الصحية المتخذة في المنطقة الصناعية بعد قرار تنظيم الدخول والخروج منها ، أوضح رئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية أنه تم تطبيق عدد من الإجراءات تتوزع على 3 مستويات : الأول ويتعلق بالصحة العامة مثل الكشف المبكر عن الإصابات وتقصي الحالات المخالطة ووضعها تحت الحجر الصحي وعزل الحالات المصابة وهي إجراءات مستمرة وتعتبر ركيزة أساسية لمنع انتشار الفيروس لكن زادت كثافتها خلال الأيام الماضية . المستوى الثاني ويتعلق بالنظافة العامة والالتزام بالمبادئ الصحية التي تمنع الإصابة من الأمراض بشكل عام بما فيها الأمراض الفيروسية وتركز عليها وزارة الصحة العامة مثل تحسين ظروف المعيشة والثقافة الصحية لدى العاملين وكذلك إجراء الفحص العشوائي والمتكرر لمراقبة مدى انتشار الفيروس وهي أمور تعكس مدى نجاح الجهود في الحد من انتشار المرض . وتابع الدكتور الخال بأن المستوى الثالث يتركز في توفير الخدمات الصحية للمقيمين والعاملين في هذه المنطقة مؤكدا أن الأيام المقبلة ستشهد افتتاح مجمع طبي كبير يقدم مستويات طبية مختلفة "الطوارئ والعيادات الخارجية بتخصصات مختلفة والإقامة القصيرة" ويستوعب أعدادا كبيرة من ساكني المنطقة الصناعية ويقدم لهم العلاج السريع والمجاني بما يغنيهم عن الخروج من منطقة سكنهم وعملهم . وفي رده على سؤال حول إمكانية استعمال العقار الجديد الذي أعلن عنه في الولايات المتحدة الأمريكية ، أوضح الدكتور الخال أنه أول عقار لفيروس كورونا (كوفيد 19) وقد تمت الموافقة عليه "مبدئيا" لاستخدامه في الحالات الشديدة داخل أمريكا وللجهات البحثية لاختباره مبينا أن الدواء الجديد لا يصنّع حاليا بكميات تجارية ولم يأخذ التصريح ببيعه. وأشار الى أنه رغم ذلك تواصلت الوزارة مع الشركة المنتجة لتوفيره فور إتاحته بشكل تجاري ، لافتا إلى أن الدواء ثبتت فعاليته في تقليل فترة ظهور الأعراض إلى 5 أيام فقط لكن لم تثبت فعاليته حتى الآن في تقليل عدد الوفيات. كما استعرض الدكتور أحمد المحمد رئيس قسم العناية المركزة في مؤسسة حمد الطبية بالوكالة، الاستعدادات على مستوى المستشفيات وتقديم الرعاية الصحية لمرضى /كوفيد-19/ ولكافة المرضى الاخرين، وذلك عبر وضع استراتيجية شاملة تبدأ بمواجهة المرض بشكل قوي وحاسم، دون التأثير على ما يتم تقديمه من خدمات صحية مقدمة للجمهور بشكل معتاد قبل جائحة كورونا وأشار الى أن تلك الاستراتيجية تعمل على الموازنة بين مواجهة تفشي فيروس كوروناوبين ما يتم تقديمه للجمهور من خدمات لا ينبغي ان تتوقف، خصوصا وأن الامراض العادية والحالات الطارئة مستمرة، مؤكداً انه ومن هذا المنطلق فانه لابد من الحرص على تقديم الخدمات بشكل متوازي وبفاعلية. وأوضح أن الوزارة قامت بتخصيص بعض المستشفيات لمواجه جائحة /كوفيد-19/ عبر تخصيص خمسة مستشفيات منها ما كان في الخدمة سابقا ومنها ما أدخل في الخدمة لاحقا اثناء هذه الجائحة. ولفت الى ان المستشفيات الخمسة هي مركز الامراض الانتقالية والمستشفى الكوبي ومستشفى حزم مبيريك العام ومستشفى راس لفان ومستشفى مسيعيد، مؤكداً ان تلك المستشفيات تقف في الواجهة في مكافحة المرض ومعالجة المرضى المصابين بفيروس كورونا ولفت الى ان الاستعدادات وتجهيز المستشفيات استوجبت زيادة الطاقة من الناحية السريرية ومن ناحية زيادة الطواقم الطبية وطواقم التمريض والطواقم الطبية المساعدة، وعلى وجه الخصوص في المستشفيات التي تم ادخالها للخدمة اثناء الجائحة. وأشار الى ان ادخال تلك المستشفيات للخدمة بدأ عبر تجهيزها من الصفر اثناء جائحة كورونا ، وهو ما يعد تحديا كبيرا استطاعت الجهات الطبية بالدولة عبر الجهود التي بذلتها، من التغلب على ذلك التحدي عبر تجهيز تلك المستشفيات وفق اعلى المعايير بما يتلاءم مع مواجهة هذه الجائحة. واستعرض الدكتور أحمد المحمد رئيس قسم العناية المركزة في مؤسسة حمد الطبية بالوكالة، الدور التي تقوم به المستشفيات المخصصة لمواجهة هذه الجائحة والتعامل معها وذلك عبر تخصيص بعضها كخط اول ومن ثم وعند اكتمال طاقتها الاستيعابية يتم تفعل الخط الثاني من المستشفيات للتعامل مع المصابين، وعند اكتمال طاقتها الاستيعابية هي الاخرى، يتم تفعيل الخط الاخير من المستشفيات الاحتياطية ومنها مستشفى حمد العام والمستشفيات التخصصية والتي جٌعلت في خط المواجهة الاخير، وتابع" نتمنى ان لا نصل لمرحلة تفعيل الخط الاخير، ولكن هذه هي الخطة المفعلة لمواجهة تفشي هذا المرض". واوضح ان الاستعدادات في مواجهة الجائحة في مستشفيات الخط الاول استدعت زيادة عدد افراد الطاقم الطبي وطاقم التمريض والطاقم الطبي المساعد، كما تم زيادة الاسرة في تلك المستشفيات عبر نقلة كبيرة في عددها، مشيراً الى ان تلك الاستعدادات تمت على نطاقين الاول للحالات غير الحرجة، واما النطاق الثاني فهو للحالات الحرجة. وتابع" بالنسبة للحالات غير الحرجة تم زيادة الاسرة بما يتواءم مع عدد تلك الحالات وهي أكثر من الحالات الحرجة، اما بالنسبة للحالات الحرجة فانه يتم زيادة الطاقة السريرية في اقسام العناية المركزة بأعداد كبيرة"، كما استعرض الدكتور المحمد شرائح العرض والنماذج البيانية مبينا من خلالها كيفية الانتقال من الوضع ما قبل الجائحة والوضع ما بعد الجائحة فيما يخص عدد الاسرة والطاقة الاستيعابية، حيث انتقل عدد الاسرة من 2250 ماقبل الجائحة في مستشفيات حمد جميعها الى ما يقارب الخمسة الاف سرير بعد الزيادة التي تمت لمواجه الجائحة. ولفت لزيادة الطاقة الاستيعابية بشكل كبير في مستشفى حزم مبيريك العام، مشيرا الى ان تخصيص مستشفى حزم مبيريك بالكامل لمواجهة تفشي فيروس كورونا، تم عبر القيام بتغيير كافة وحداته بالكامل تقريبا لتكون وحدات عناية مركزة وهو امر غير معهود وغير مسبوق، الامر الذي تطلب جهدا كبيرا لتحقيقه. ولفت الدكتور أحمد المحمد، الى تجهيز مستشفى مبيريك العام بـ 221 سريرا لاستقبال الحالات الحرجة، منوها في الوقت ذاته بأن المستشفى لم يبلغ كامل طاقته الاستيعابية من المرضى، حيث يستقبل المستشفى في اقصى حالاته 60% من طاقته الكاملة، في حين تبقى 40% في الاحتياط. ولفت الى ادخال مستشفيين الى الخدمة هما مستشفى مسيعيد ومستشفى راس لفان موضحاً ان تجهيزهما تم من الصفر، حيث تم تجهيزهما بالاجهزة والاسرة المطلوبة ولازالت الاستعدادات من ناحية الاسرة قائمة، بجانب توفير الطواقم الطبية وطواقم التمريض والطواقم الطبية المساعدة للتعامل مع حالات فيروس كورونا وتابع قائلا" وبالفعل تم افتتاح المستشفيين واستقبال المرضى فيهما وقد تم بهذه الطريقة استيعاب الحالات التي تصل للمستشفيات بالقدر الكافي وعلى وجه الخصوص الحالات الحرجة، والاستعدادات تجري على خير ما يرام دون مواجهة اي صعوبات للتعامل مع الحالات الحرجة لعدم توفر الاسرة او ما شابه بل على العكس هناك اكثر من 40% من الاسرة في الاحتياط لاستقبال الحالات". وفيما يتعلق بالحالات التي تم ادخالها للعناية المركزة اوضح الدكتور ان تلك الحالات بلغت اكثر من 300 حالة ، لافتا الى أن تلك الحالات تمثل الحالات بشكل تراكمي، وقد بلغت الذروة في اخر ابريل حيث بلغت 109 حالات، وأخذ العدد بعد ذلك بالانخفاض، مشيرا الى انه من السابق لاوانه القول إن هناك انخفاضا في الحالات مبينا ان الانخفاض لابد ان يستمر بشكل ثابت ليتم اعتبار ذلك انخفاضا فعليا ومطمئنا. وقال رئيس قسم العناية المركزة في مؤسسة حمد الطبية بالوكالة إنه تم التعامل مع تلك الحالات، حيث خرجت أكثر من 200 حالة من وحدة العناية المركزة، مؤكدا ان التحدي يكمن في توفير الطواقم الطبية المتخصصة بالعناية المركزة، وقال" لذلك وضعنها خطة لتطوير وتهيئة الاطباء والممرضين والطاقم الطبي المساعد للتعامل مع هذا التخصص بالذات"، لافتا الى توفر العدد الكافي للتعامل مع هذه الزيادة في عدد الاسرة وعدد المرضى. وأكد الدكتور المحمد على استمرار تقديم الخدمات الاعتيادية مع بعض التغييرات التي يتطلبها الواقع الحالي، مشيرا الى ان مستشفى حمد والمستشفيات التابعة مفتوحة للجمهور وتستقبل الحالات كما ان اصحاب الحالات الطارئة يمكنهم التوجه لاقسام الطوارئ المختلفة. ولفت في ذات السياق الى أن الحالات غير الطارئة تم تأجيل التعامل معها في الوقت الحالي بغية توفير الطواقم الطبية التي تقوم بالتعامل مع حالات الاصابة بفيروس كورونا في المستشفيات الاخرى. أما بالنسبة للخدمات الاعتيادية التي تقدم خلال هذه الفترة في غير المستشفيات المخصصة للتعامل مع حالات كوفيد-19، اوضح الدكتور احمد المحمد ان هناك استشارات طبية يتم تقديمها عن بعد بلغت اكثر من 25 الف استشارة كل اسبوع، لافتا الى ان تلك الخدمات لم تكن موجودة في السابق وهو ما تطلبه التعامل مع الجائحة. واضاف ان طواقم الولادة قامت بتوليد اكثير من 400 حالة في الاسبوع، بجانب تقديم العلاج الكيميائي لاكثر من 550 مريضا بالسرطان في الاسبوع، كما تستجيب خدمة الاسعاف لاكثر من 5000 مكالمة طارئة اسبوعيا، فضلا عن تلقي 20 الف زيارة في اقسام الرعاية الطبية الطارئة وهو ما يدل على ان الخدمات تقدم كما في السابق وهي مستمرة على قدم وساق ، مؤكدا أن التركيز على مواجه كوفيد-19 لا يمكن أن يتسبب في اغفال تقديم الخدمات الاخرى . وتطرق الدكتور أحمد المحمد رئيس قسم العناية المركزة في مؤسسة حمد الطبية بالوكالة، الى الخدمات المقدمة عبر الرقم 16000 وهي من الخدمات المستجدة التي فرضها الواقع ، مشيرا الى ضرورة تجنيب من يحتاجون لاستشارات طبية سريعة او صرف الادوية للحضور الشخصي للمستشفى لحمايتهم من الاختلاط مع الاخرين تجنبا لاحتمالية وجود اصابة ولتجنب انتقال العدوى، لذلك تم تقديم تلك الخدمة الافتراضية وهي توفر الخدمات التي تقدمها مؤسسة حمد الطبية و مؤسسة الرعاية الطبية الاولية، بجانب خدمة توصيل الادوية وهي خدمة جديدة هي الاخرى بجانب تقديم الدعم النفسي من خلال هذا الرقم سواء للجمهور او المرضى داخل المستشفيات ايضا. وفي ختام مداخلته خلال المؤتمر استعرض الدكتور أحمد المحمد رئيس قسم العناية المركزة في مؤسسة حمد الطبية بالوكالة، الارقام والاحصائيات المتعلقة بالاستفادة من تلك الخدمات.
مشاركة :