منذ الستينيات والفن له دوًرا في بناء الحضارات والشعوب، وقد تأثرت الأفلام المصرية من خلال الحضارات الفرعونية بالثراء الثقافي الذي لعب دورا كبيرا في تثقيف المواطن والرقي به في نشر التسامح والوحدة الوطنية في ظل وجود القوى الظلامية التي حاولت منع من ذلك. لذلك مما لاشك فيه ان الحضارات والشعوب يقاس تقدمها بمدى الاهتمام بفنونها، كما يحدث في بعض البلدان الغربية التي قدمت تاريخها من خلال الفنون. الفن يخلق مجتمع راق يؤثر في تغير سلوك الانسان ويساهم في تطوره واعطائه ملكة الادراك والتواصل ،وكذلك في تعميق الفهم بالثقافة المحيطة به وبناء شخصيته الخاصه لتجعله اكثر ابداعا وعبقريه، بخلاف انها تشبع رغباته الروحية، لذا يمكننا القول ان الفنون هي ابراز لثقافة المجتمع ومن ثم فان ثقافة المجتمع، هي صورة عكسية او مرآة ونتاج لهذه الفنون. وهنا السؤال الذي يطرح نفسه : كيف اخدم بفني قضايا البشرية والسلام والتقدم.؟.. هنا يجب طرح علامات استفهام تكون دعوه للتأمل اكثر في الفنون والموسيقي واستخلاص دورها الحقيقي في بناء مجتمع متوازي متكامل يصبو الى عالم افضل يؤهله الى التقدم والرقي والنهوض بموطنه. غاية الفن ان يكشف عن نفسه، وان يخفى شخصية الفنان، ويترجم احساسه ويظهر اثر الجمال في نفسه بلغة غير لغة البشر المعتادة، لنجد الجمالايات الفنية واثرها الحميدة تنعكس علي تهذيب سلوكياتنا وتحسين ادورانا المجتمعية، ومن امثلة هذه الفنون القراءة وسماع الموسيقي الكلاسيكية، حضور المهرجانات والمعارض الفنية وقراءة الكتب ودمج الفن بمجال الاكاديمي، فقد اثبتت الدراسات ان الانخراط في مثل هذه الانشطة الفنية الاجتماعية له دور ايجابي كبير على اصعدة عدة . وهناك اقوال كثيره عن تأثير الفن علي المجتماعات وتطورها تعالوا نلقي الضوء علي بعضنا منها يقول جبران خليل: الموسيقي هي ابنة الملامح الصامته ووليدة العواطف الكاشفة عن نفسية الانسان الواعي لحقيقة ما، كما هى لغة النفوس تطرق باب المشاعر وتنبه الذاكرة، فهي ليست لغة العواطف فحسب بل لغة الفكر والفهم ايضا، تسمو بسمو الانسان وترقي برقيه،الموسيقى هى القادرة على تغير الانسان من حال الي حال. بتهوفن يقول ان الموسيقي لسان جميع أمم الارض وهي ظاهرة من ظواهر النشاط الانساني تربط حياة الحس بحياة الروح بل يذهب الي ابعد من الحدود ،فيعتبر ان الموسيقي وحي يعلو على كل الحكم والفلسفات. أفلاطون ان الموسيقى أرفع الفنون وأرقاها لأنها تؤثر تأثيرا مباشرا في النفس الباطنه ووسيلة لتحقيق التطهر الروحي وتحرير النفس من ارتباطها بالجسد، بما ينعكس ايجابيا على اعطاء الجسم وأجهزته كل الاحاسيس والمشاعر . للموسيقى وسماعها اثراهما على شخصية الفرد، لابد لنا من الرجوع. الى الوراء قليلا لكي تعرف دور الموسيقى والغناء في حياة الانسان، فلو القينا نظرة سريعة على اهمية هذا الفن في العصور الماضية واستقرأنا اتجاهاته ومعاييره وشموليته وسيكولوجيته لوجدنا ان الموسيقى بصفه عامه فن جماعي لا ينعزل عن سائر نواحي حياة الجماعات البشرية، تلك هي الحقيقة التي انتهى اليها الباحثون عندما اقروا ان الموسيقى وسماعها هي امتداد لرغبة الانسان الطبيعية للتعبير عنه. فهذا بيتهوفن في سيمفونية الثالثة التي اجاب بها على مطامع نابليون بتيار من الانغام و العواطف البشرية الطالبة للحرية الثأئرة على الظلم والاستبداد. وقد نادي “فروبل” بضرورة جعل الموسيقى محور تكوين الطفل من المرحلة الاولى في حياته التعيلمية،وهدفه من ذلك ان يهئ لكل طفل فرصة النمو الروحي والوجداني المتكاملان. وقال افلاطون ان هذا العلم لم يضعه الحكماء للتسلية واللهو بل للمنافع الذاتية ولذة الروح والروحانية وبسط النفس وترويض الدم حتى انه جعل للدولة حق الاشراف على الموسيقي لما لها من تأثير في تكوين الشخصية المتزنة المتنافسة وكذلك في تنمية ملكة الخلق والابتكار فقد اثبت بعض التجارب العلمية ان بعض العواطف كالفرح والحزن والحب والشوق والسكون يمكن استثارها بالموسيقي. كما ان الموسيقي السريعة الايقاع هي اقوى العناصر الموسيقية علي اثارة الهياج في حين ان الموسيقي الهادئة هي اقواها في خلق حالات الهدوء والتركيز، ثم ان انواع الايقاع في الموسيقى تساعد على بزور الحس الجمالي وعلي خلق الفرح داخل نفوس المستمعين. من هنا يمكنا القول ان دور الفن في المجتمع فعال ومؤثر بشكل واضح وإيجابي، لأنه يحتل مكانة كبيرة ومهمة بالنسبة للفرد والمجتمع، كما أنه يستطيع التأثير على التكتل السياسي و التماسك الاجتماعي، فهو يشكل أداة للتفاهم العالمي، ويعتبر أهمّ ما خلفه الإنسان على الأرض عبر العصور، لكونه إحدى الأمور التي ساهمت في تطور البشرية للأفضل، فقد ظهرت الابتكارات والاختراعات التكنولوجيّة من وحي الفنانين التي سهلت أساليب الحياة على الإنسان، فمن خلال الفنون تقاس حضارة وتقدم الشعوب وأهم ما تركته الحضارات القديمة هي الفنون التي تمثلت في النحت والتصوير وغيرها دور الفن في المجتمع دور الفن في المجتمع فعال ومؤثر بشكل واضح وإيجابي، لأنه يحتل مكانة كبيرة ومهمة بالنسبة للفرد والمجتمع، كما أنه يستطيع التأثير على التكتل السياسي و التماسك الاجتماعي، فهو يشكل أداة للتفاهم العالمي، ويعتبر أهمّ ما خلفه الإنسان على الأرض عبر العصور، لكونه إحدى الأمور التي ساهمت في تطور البشرية للأفضل، فقد ظهرت الابتكارات والاختراعات التكنولوجيّة من وحي الفنانين التي سهلت أساليب الحياة على الإنسان، فمن خلال الفنون تقاس حضارة وتقدم الشعوب وأهم ما تركته الحضارات القديمة هي الفنون التي تمثلت في النحت والتصوير وغيرها. وفي النهاية يمكننا القول: قد خلق الله مع الإنسان الجَمال، وجعلَه الأقدر من بين كافةِ مَخلوقاته الأخرى على تحويلِ هذا الجمال إلى شيءٍ ملموس، ويمكن التفاعل معه، والتأثر به، بل والتأثير فيه بُغية تطويره وتحسينه، وهذا دليلٌ على وضوح الهوَّة بين الخالق وهو الله تبارك في مجده وعلاه، وبين المخلوق وهو الإنسان. الموسيقى هي التجسيد الملموس للجمال المسموع، ودونها سيغدو الإنسان كائناً، جافاً، مُتصحراً، خاوياً، عيناً دون دمعها، وجسداً دون روحه. اهتمّت الحضارات عبر التاريخ الإنساني بالموسيقى، كونها حاجة ضرورية ومُلحة للإنسان؛ وهذا أدّى إلى تَطور الموسيقى حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من خلال عباقرةٍ آمنوا بهذا الفن، وعملوا على تطويره والإضافة إليه، كلٌّ وِفقاً لما أَودعه الله تعالى في فُؤاده من سِرًّ إلهي، ونَفحَةٍ علوية، وطالما كان للموسيقى والموسيقيون أكبر الأثر في حياةِ الإنسان مهما كان جِنسُهُ، أو دينُهُ، أو عرقه، أو لغته. فيجب علينا نحن الاجيال الحالية الحفاظ علي قدسية الموسيقي ورونقها والتمسك بكل ما يطرا علي الاذن من لحن وكلمه ومعني، يجب علينا نحن الاجيال الحالية الحفاظ علي هويتنا وعلي جمال موسيقانا بكل نقائها وصفائها حتي نضمن جيلا جديدا لديه نفس الذوق والرونق والحس المرهف بخلاف هذا سوف نفقد هويتها وعمق احساسنا وصبح اجساد بلا أرواح.
مشاركة :