حذر الدكتور محمد مهنا المشرف العام على الأروقة الأزهرية سابقا، ورئيس مجلس أمناء أكاديمية أهل الصُّفَّة لدراسات التصوف وعلوم التراث، من فيديو انتشر بين الناس في الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ورسائل صوتية، تناولت بعض علامات الساعة المتعلقة بالأمور الغيبية.وأوضح أن مفادها الهَدَّة والصيحة، التي سوف تقع في النصف من رمضان، إذا وافق يوم جمعة، وما يترتب على تلك الهدة والصيحة من صعق وعمى وخَرَس وغير ذلك، مُستدلين ببعض الأخبار أو الآثار الموضوعة «المكذوبة» المتناثرة في كتب الحديث، والمنسوب روايتها إلى سيدنا عبدالله بن مسعود، وإلى فيروز الديلمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نسبة غير صحيحة لا سندا ولا متنا.وأكد أن ما ينبغي علينا أن نعلمه في مثل هذا الموقف ما يلى:أولا: أن مثل هذه الأحاديث باطلة ومكذوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح الاستدلال بها ولا الالتفات إليها، وذلك من جهتين:1- من جهة السند:ما قاله العلماء كابن الجوزي، وابن حبان، والدارقطني، والعقيلي أن هذا حديث لا يصحُ، وأنه مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح الاحتجاج به.2- من جهة المتنلقد قعد العلماءُ قواعد كلية لمعرفةِ بطلانِ الحديثِ من غير النظرِ في سنده، فقالوا من تلك العلامات : أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا مثل قوله: «إذا كان سنة كذا وكذا وقع كيت وكيت، وإذا كان شهر كذا وكذا، وقع كيت وكيت».وبذلك يتبين لنا أن هذه الأحاديث معلولة سندا ومتنا، ولا يُلتفت إليها.ثانيا:إن الإفراط في تفسير مثل هذه الظواهر والنوازل والفتن والأوبئة التى يمر بها الناس، وإسقاطها على قيام الساعة، والتجاوز في تحديد شهور أو أيام، ليس من العلم أو الدين في شيء لأن الله تعالى يقول في كتابه {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ}، وكما قال جعفر الصادق رضى الله عنه: «إن الله أراد بنا أشياء وأراد منا أشياء، فما أراده بنا أخفاه عنا، وماأراده منا بينه لنا، فما بالنا ننشغل بما أراده بنا عما أراده منا».فواجب الوقت الإنشغال بما أراده تعالى منا ألا وهو ما قاله الحق تبارك وتعالى في مُحكم آياته: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}، داعيا: «حفظنا الله وإياكم من الفتن ماظهر منها وما بطن، وحفظ البلاد والعباد من كل مكروه وسوء وختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين».
مشاركة :