واعظة: تربية الطفل وتأديبه على أسس مطلب شرعي

  • 5/8/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت عبير أنور، من واعظات الأوقاف، أن الإسلام اعتنى بالأطفال عناية فائقةً تحقق لهم ولآبائهم السعادةَ في الدنيا والآخرة، مشيرة إلى أن الطفولة مرحلة أساسية يعبر بها كل إنسان إلى مرحلة النضج والرشد، وأن اهتمام الإسلام بالطفولة بدأ من قبل أن يأتي للحياة، فأمر راغبي الزواج باختيار الزوجة الصالحة، وهذا ما أشار إليه الرسول (صلى الله عليه وسلم) حين قال: "... فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ".وقالت خلال الحلقة الرابعة عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مساء أمس الخميس، بعنوان:" حق الطفل في التنشئة السوية "،إن اهتمام الإسلام بالطفل وهو جنين في بطن أمه، فشرع له من الأحكام والتشريعات ما يكفل له حقه، ويحافظ على آدميته واحترامه، وهذه المرحلة تستحق العناية والاهتمام، ومن ثمّ ضمن له حق الحياة وهو في بطن أمّه، فحرّم الإجهاض عمدًا، وأوجب رعاية الحامل طيلة فترة حملها، وأباح للمرأة الحامل الفطر في شهر رمضان إذا خافت على جنينها، حتى ينمو الجنين نموا طبيعيا، يقول النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ الْمُسَافِرِ نِصْفَ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمَ، وَعَنْ الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ".كما أشارت إلى مرحلة رعاية الطفل بعد ولادته، حيث جعل الإسلام رضاعته حقًّا معلوما له، قال تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.وتابعت: ثم مرحلة التربية والتوجيه على أسس شرعية؛ لضمان تنشئة سوية للأطفال، فلقد أمر القرآن الكريم الآباء والأمهات بضرورة العمل على وقاية النفس والأهل من الوقوع في التهلكة، قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }، فتربية الطفل وتأديبه على أسس شرعية مطلب شرعي، وهو أيضا حق من حقوق الولد على الوالد، يقول نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ)، فمن أهمّ أسس التنشئة السوية عند الأطفال توجيههم وتربيتهم تربية فاضلة، وينبغي على المربي أن يكون قدوة لأولاده، فيتحلى بمكارم الأخلاق قبل أن يأمرهم بها، فإن الأبناء يقلدون الآباء، ولله در من قال: وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه.وفي ختام كلمتها أكدت أن الأطفال أمانة في أعناقنا يتحمل المجتمع بأسره مسئولية رعايتهم، وحسن تربيتهم؛ وعلى الجميع أن يدرك عظم المسئولية الملقاة عليهم تجاه الأطفال، وليس أدل على ذلك من قوله (صلى الله عليه وسلم): " كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ".

مشاركة :