تعكف المطارات في جميع أنحاء العالم على مواجهة تحد مثير للاهتمام، وهو كيفية التحول إلى أماكن أكثر بهجة وسعادة. وينبع مصدر هذا التحدي المذهل من رغبة المسافر العصري في أن تصبح المطارات وجهات تتميز بالأجواء الرائعة والسرعة والسهولة. وتستحوذ الأهمية البالغة لهذا التحول، والاستثمارات الضخمة والتبعات الاقتصادية والأمنية المرتبطة به، على محور حلقات النقاش التي تجري في كافة قطاعات صناعة الطيران والمطارات حول العالم. وهناك إجماع عالمي على أن عملية تحويل المطارات إلى أماكن أكثر سعادة تتطلب توفير مساحات واسعة وتشكيلة ملائمة من وسائل الراحة لمواكبة احتياجات الأعداد المتزايدة من المسافرين. كما توجد حاجة ملحة إلى إيجاد حلول فعالة لبعض الأمور التي تزيد من توتر وإجهاد المسافرين، مثل الوقت الذي يقضيه المسافرون في الطوابير الطويلة عند نقاط تسجيل الدخول ومراكز مراقبة الجوازات، علاوة على المسافات الطويلة التي يتعين أن يقطعها المسافرون للوصول إلى بوابات الصعود إلى الطائرات. كما تشتمل الأمور الأخرى التي تسهم في إحباط المسافرين على صالات الانتظار المكتظة، والخيارات المحدودة من محلات الأكل والشرب، والنقص في أعداد المراحيض.. والإعلانات العامة المتكررة، وعدم توفر الاتصال اللاسلكي بالإنترنت واي فاي، أو نقاط شحن للإلكترونيات، علاوة على عدم وجود جسور معلقة للوصول إلى الطائرات والانتظار لفترات طويلة بانتظار وصول الأمتعة على الأحزمة الدائرية المهترئة. طائرات سيتعين على المطارات الدولية أيضاً استيعاب الطائرات الضخمة التي سيتم تصميمها لمواكبة الأعداد المتزايدة من المسافرين، حيث تشير تقديرات اتحاد النقل الجوي الدولي إلى أن أعداد المسافرين السنوية ستتضاعف من 3,3 مليارات حالياً لتصل إلى 7,3 مليارات بحلول 2034. وبناءً عليه، سوف تستمر معظم شركات الطيران بالاستثمار في الطائرات الأضخم حجماً، وبالتالي، تحفيز المطارات لبناء مدرجات أكبر واستخدام تقنيات أكثر ذكاءً في مراكز مراقبة الجوازات والتخليص الجمركي وأنظمة مناولة الأمتعة. بالنسبة لمعظم المطارات الرئيسية، كمطار لندن هيثرو على سبيل المثال، فإن خيارات التوسع الفعلي محدودة جداً، وذلك لأنها استنفدت الأراضي المخصصة لها. كما خضعت بعض المطارات، مثل مطار مومباي شهاترباتي شيفاجي، إلى عمليات هائلة من التحسين والتطوير، في حين تقوم مطارات أخرى ببناء مطارات جديدة بالكامل لدعم وتعزيز المطارات الأخرى، كما نفعل بمطار آل مكتوم الدولي في دبي ورلد سنترال. مهما كان الأسلوب الذي يلجأ إليه كل مطار لتطبيق استراتيجيته الخاصة بالنمو والتوسع، فإن الجميع يتفق على تحقيق الهدف نفسه، وهو توفير السعادة والسهولة والأمان للناس أثناء سفرهم. إن سمعة المطار ونجاحه الاقتصادي يرتبط ارتباطاً مباشراً بمدى الراحة التي يشعر بها المسافرون ضمن حدوده. وتزداد أهمية عنصر الراحة في المطارات التي تستقبل أعداداً كبيرة من المسافرين عبر الترانزيت.. حيث قد يحتاج البعض إلى قضاء ساعات طويلة بانتظار رحلاتهم. ومن هنا، تفقد المطارات، التي تكتسب سمعة بأنها غير مريحة من قبل المسافرين، أعمالها لصالح المطارات التي تحظى بسمعة إيجابية. احتياجات ومن هذا المنطلق، طالما وضعت دبي ومطارها، الذي يعتبر أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، مبدأ تلبية احتياجات المسافرين المحافظة على راحتهم على قمة أولوياتها. يشتمل مطار دبي الدولي على ثلاثة مبان للمسافرين مزودة بأحدث الأنظمة المبتكرة وأكثرها كفاءة بهدف توفير أعلى مستويات الراحة للمسافرين. ولضمان السعادة والرخاء للمسافرين، تتضمن هذه الأنظمة المتطورة أكشاك لتسجيل الدخول الذاتي، والبوابات الإلكترونية، وعربات التنقل، ونظام قطار يربط بين مباني المسافرين، ومراحيض نظيفة ومرافق للاستحمام، وصالات واستراحات، ومحلات متنوعة للأكل والشرب، وأنظمة ذكية لمناولة الأمتعة. ولتعزيز كل ذلك، فإن مطار آل مكتوم الدولي المستقبلي في دبي ورلد سنترال سيرتقي بمفهوم السعادة إلى مستويات قياسية. فلدى اكتماله، سيتمتع مطار آل مكتوم الدولي بمساحة تفوق مطار دبي الدولي بأكثر من ثلاثة أضعاف، مع القدرة على استيعاب أكثر من 220 مليون مسافر سنوياً. وسيشتمل المطار على خمسة مدرجات بطول 4,5 كيلومترات، وعلى 400 نقاط اتصال لتسهيل الوصول والمغادرة. ومن ضمن المميزات الأخرى، التي ستجعل هذا المطار يضفي المزيد من المتعة والبهجة على المسافرين من الشباب والكبار على حد سواء، هندسته المعمارية المذهلة وأجوائه الداخلية الرائعة، وأحدث التقنيات المتطورة.. إضافة إلى خصائص تتميز بسهولة الاستخدام، وأنظمة متعددة المستويات لصعود الطائرات، ووسائل لسهولة التنقل، وأماكن مخصصة للترفيه والاسترخاء العائلي. كما ستتوفر سهولة فائقة في الوصول إلى المدينة، وذلك بهدف تشجيع المسافرين على مغادرة المطار واستكشاف دبي. كما كان أجدادنا يرحبون بالمسافرين عبر طرق التجارة القديمة، ستواصل مطارات دبي استقبال المسافرين والترحيب بهم من كافة أنحاء العالم. وسنحرص دائماً على أن تصبح مطاراتنا بمثابة واحات توفر مستويات متفوقة من الراحة والسعادة لعشرات الملايين من المسافرين، ونوافذ تفتح أمامهم آفاقاً مذهلة وغير مسبوقة لكل ما تقدمه دبي لزوارها، بحيث تبقى وجهتهم المفضلة عاماً بعد عام. الرئيس التنفيذي، مؤسسة مدينة دبي للطيران
مشاركة :