كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن أوضاع مأساوية ومزرية يعانيها العمال الأجانب في قطر، بحيث أضحى الكثير منهم يتسول فتات الطعام ليقيموا أودهم.وأجرت الصحيفة نحو 20 مقابلة مع عمال وافدين يعانون ظروفا صعبا للغاية في قطر، بسبب فقدانهم لوظائفهم وعدم حصولهم على أي مساعدات من الدولة.وأشارت الصحيفة عبر تحقيقها الاستقصائي، إلى أن "اليأس والخوف يتصاعدان لدى العمالة الوافدة في الدولة الغنية، حيث يترك آلاف العمال بدون عمل ولا مال ولا مخرج من الأزمة".وقال كثير من العمال إنهم أضحوا فجأة عاطلين عن العمل، مع عدم وجود طريقة أخرى لكسب لقمة العيش، فيما أوضح آخرون إنهم يائسون لكنهم غير قادرين على العودة إلى ديارهم، فيما أُجبر بعضهم على تسول الطعام من أرباب العمل أو المؤسسات الخيرية.وقال رفيق، وهو عامل نظافة قادم من بنغلادش، إنه فقد عمله في مارس الماضي، مشيرا إلى أنه لم يعد لديه الكثير من الطعام.ويردف: "لدي فقط بعض الأرز والعدس. ستكفيني بضعة أيام، لكن ماذا يحدث عندما تنتهي مؤونتي؟".من جانبها، قالت خبيرة تجميل فلبينية وصلت إلى قطر قبل شهرين، إنها لم تتقاض سوى نصف راتبها قبل أن يتم فصلها.وأضافت: "مديري يقول إنه ليس لديه أموال. ماذا عن عائلتي في الفلبين؟ هم بحاجة ماسة إلى النقود. وأنا كيف أحصل على الطعام؟ لا يوجد أحد يعطينا. حتى مديري لا يعطينا أي شيء من الأكل".ومن أكثر الأشخاص تضررا في ظل جائحة كورونا فئة العمال غير المسجلين في قطر، وأولئك الذين يطلق عليهم عمالة "التأشيرات المجانية"، وهم يعتمدون غالبا في معيشتهم على العمل قصير الأجل أو الموسمي.وفي هذا الصدد، قال سيدول، مصمم ديكور من بنجلاديش يعمل بتأشيرة مجانية، إنه من دون عمل منذ منتصف مارس، موضحا أنه قد أنفق كل مدخراته قبل أن يلجأ إلى الاقتراض من أجل الطعام والإيجار، مردفا: "من الصعب للغاية الاستمرار من دون عمل. لست أخشى فيروس كورونا. مأساتي هي أنه لا يوجد أي عمل لي".وقالت مجموعة من عاملات المنازل القادمات من نيبال، يعملن في منازل خلال النهار لكنهن يعدن إلى مسكنهن ليلا، إنهن خسرن عملهن بعد أن رفضن الإقامة في منازل من يخدموهن، خوفا من الاعتداءات الجنسية أو الإصابة بعدوى فيروس كورونا.
مشاركة :