أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن فخره بنجاح أول عملية زراعة قلب صناعي في الإمارات أجريت في مستشفى القاسمي بالشارقة، حيث أنقذت حياة شاب إماراتي عمره 21 سنة، وأعرب سموه عن فخره بالدكتور عارف النورياني، وفريق مركز القلب بمستشفى القاسمي، قائلاً: سيبقى دعم هذا القطاع على رأس أولوياتنا حتى نصل لأفضل المستويات العالمية. وبارك سموه عبر حسابه الخاص في تويتر أمس لفريق العمل بوزارة الصحة نجاحهم في أول عملية زراعة قلب صناعي في الإمارات، التي أنقذت حياة شاب إماراتي(21 سنة). كما أعرب سموه عن فخره بالدكتور عارف النورياني، وفريق مركز القلب بمستشفى القاسمي، قائلاً سيبقى دعم هذا القطاع على رأس أولوياتنا وصولاً لأفضل المستويات العالمية. ولتسليط الضوء على مراحل وفصول نجاح العملية التي استغرقت 5 ساعات، ومدى إمكانية مستشفيات الدولة في إجراء مثل هذه العمليات المعقدة، عقد الفريق الطبي والجراحي ظهر أمس مؤتمراً صحفياً بمستشفى القاسمي بحضور د. يوسف السركال وكيل وزارة الصحة المساعد لقطاع المستشفيات، ود.عارف النورياني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي واستشاري أمراض القلب، ود. كلثوم البلوشي مدير إدارة المستشفيات في وزارة الصحة، ود.محمد عبدالعزيز استشاري أمراض القلب والقسطرة، ود.نوال المطوع، استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفيي القاسمي والكويت في الشارقة، ود.سعود تيمور استشاري جراحة القلب، ومحمد عبدالله بن درويش رئيس قسم الإعلام بالمستشفى. أكد الدكتور يوسف السركال أن توجيهات القيادة الحكيمة، حفزت وزارة الصحة على تبني نهج متطور في توفير الخدمات الصحية والعلاجية سواء للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، ونقل السركال تهاني عبدالرحمن العويس وزير الصحة إلى الفريق الطبي، وقال تندرج هذه العملية ضمن العمليات الجراحية التي تكرس ريادة مؤسساتنا الطبية بالمنطقة، وفي إطار الأجندة الوطنية 2021، التي تعتمد استراتيجية تقديم خدمات الرعاية الصحية بمعايير عالمية، ضمن منظور التحدي واعتلاء قمم النجاح. تفاصيل العملية من جانبه استعرض الدكتور عارف النورياني تفاصيل العملية التي أجريت يوم الاثنين الماضي، وشارك في إجرائها فريق عمل مكون من 50 شخصاً من مختلف التخصصات، وساهمت في إنقاذ حياة المريض الإماراتي والذي يبلغ من العمر 21 عاماً بمعجزة طبية بعد زراعة أول مضخة صناعية مساندة للبطين الأيسر للقلب له، وكان أحد المستشفيات داخل الدولة قد قام بتحويل المريض والذي يدرس في جامعة الشارقة بتاريخ 11 يونيو/حزيران الجاري، ويشكو من ضعف في عضلة القلب في حالة صحية متدهورة للغاية، نتيجة فشل تام في عضلة القلب وبنسبة ضخ لا تتجاوز 10% وفشل كبدي وكلوي، بينما كان ملازماً لفراش المستشفى يتلقى علاجاً دوائياً ومغذيات طيلة 3 أسابيع ماضية. وعند وصول المريض تبين أن الحالة متقدمة جداً وكان هناك سباق مع الزمن لاتخاذ ما هو ممكن لإنقاذ حياته، وهو في حالة متدهورة للغاية وكان خيار السفر صعباً نسبياً، خاصة لضيق الوقت وصعوبة نقله وما يترتب عليه من مخاطر، وكان القرار بزراعة القلب أو المضخة الصناعية بأسرع وقت إلى حين زراعة قلب في وقت لاحق. وأضاف النورياني: وبناء على ذلك باشر الفريق الطبي بمركز القلب في مستشفى القاسمي باتخاذ التدابير اللازمة والمكثفة وبالتنسيق مع فريق من الخبراء من ألمانيا بالقيام بالعملية في غضون أيام معدودة، علماً أن المريض كان قد تعرض لتوقف في عضلة القلب أثناء ذلك، ما توجب عليه إجراء إنعاش قلبي ووضعه على مضخة قلب صناعية خارجية مؤقتة إلى حين وصول فريق الخبراء، واستفاق على أثره تدريجياً وتم إجراء العملية الاثنين الماضي وبشكل ناجح وبعد أقل من 48 ساعة أفاق المريض، وبدا في حالة صحية جيدة وبتحسن تدريجي وفي وعي كامل. كفاءة القلب بينما تحدث د. محمد عبدالعزيز خلال المؤتمر الصحفي، وقال إن المريض احتاج إلى تركيب الجهاز لتحسين توازن انقباض البطين الأيسر ما يحسن من كفاءة القلب، وبعدها يمكن له أن يمارس حياته بشكل طبيعي، ويمنع فقط من ممارسة السباحة والألعاب العنيفة مثل الكاراتيه والملاكمة، ويمكن للقلب الصناعي أن يقلل الانتكاسات ويقلص حالات الوفاة التي تحدث لمرضى القلب. وأشار الى أن القلب الصناعي ليس مصمماً كي يكون مرحلة انتقالية لعملية زرع قلب، لكنه جهاز دائم يسهم في محاولة إطالة أجل المرضى الميؤوس من شفائهم ممن فقدوا الأمل في زرع قلب طبيعي إما لكبر سنهم وإما لندرة المتبرعين، ويتمتع هذا القلب الاصطناعي بمزايا ابتكارية فهو أقرب نسخة ممكنة إلى القلب الحقيقي، وسلامة عناصره مضمونة لمدة 6 -7 سنوات وهو أكثر تماشياً مع محيطه الفيزيولوجي والحيوي. وفي رده على سؤال لالخليج حول آلية عمل نظام الطاقة المحمولة للقلب الصناعي، أجاب د. محمد عبدالعزيز أن المريض تلقى تدريباً يمكنه من التعامل مع نظام الطاقة المحمولة وجهاز التنبيه، وهو نظام إلكتروني محمول، ويتيح له الاتصال بالمستشفى لإسعافه وتوجيهه، كما يتيح له أيضاً الاتصال بالشركة المصنعة للجهاز. وأضاف أن وزن البطاريات يبلغ حوالي 1.5 كيلوغرام ويستمر لمدة 12 ساعة، وشحن البطاريات ممكن في خلال أي منفذ كهربائي أو حتى بطارية السيارة، وملحق جهاز لوحي كمبيوتر خارجي تظهر عليها كل المعلومات اللازمة لإطلاع المريض على حالة المضخة ووظيفتها وإطلاعه على عمل المضخة بشكل متواصل. مهارات فنية بحسب الدكتور عارف النورياني، فإن عمليات زراعة القلب الصناعي تعد من العمليات الدقيقة التي تتطلب مهارات فنية وتطبيقات تكنولوجية عالية جداً، إذ إن القلب الصناعي عبارة عن جهاز يوضع مكان القلب الطبيعي، ويستخدم كوسيلة مؤقتة لكسب الوقت الذي يحتاجه المريض الذي يعاني فشلاً حاداً في القلب، أو كوسيلة دائمة تحل مكان القلب الحقيقي في الحالات التي يستعصي فيها زراعة القلب عند فشل عمله. وتعمل مضخات القلب الصناعي عدة سنوات ويستطيع المريض التعامل معها والخروج بها وتعتبر حلاً علاجياً لمرضى القلب إلى نهاية حياتهم، وتتكون القلوب الصناعية من مضختين لكل منهما صمام للإدخال وصمام للإخراج وجهاز قدرة خارجي لتشغيل المضخات وجهاز لتنظيم معدل الضخ. ويزن القلب الصناعي نحو 900 غرام أي ما يعادل ثلاث مرات متوسط وزن القلب البشري السليم، ويضاهي هذا القلب مثيله الطبيعي في عملية انقباض عضلة القلب ويحتوي على أجهزة استشعار تتحكم في تدفق الدم حسب حركة المريض، ويستمد طاقته من بطاريات يتم تركيبها خارج الجسم وتشتمل المواد التي تصنع منها القلوب الصناعية على البلاستيك والتيتانيوم والكربون، بدلاً من المواد التخليقية كاللدائن التي تتسبب في حدوث الجلطات.
مشاركة :