«حارة اليهود» في منطقة شائكة

  • 6/26/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن المؤلف الدكتور مدحت العدل قد دخل هذا العام في المنطقة الشائكة عبر مسلسله حارة اليهود الذي استطاع أن يؤسس له قاعدة جماهيرية حتى قبل أن يبدأ، رغم عدم تجاوز عدد حلقاته أصابع اليد الواحدة تمكن من إثاره الجدل بين مشاهديه، ليقع العمل بين حالتي ترحيب وتهديد، تاركاً المشاهدين في حالة انقسام واضحة حول الهدف الذي يرمي إليه المسلسل الذي تعرضه شبكة قنوات دبي، ففي الوقت الذي اعتبر البعض انه يجمل صورة اليهودي الذي دأبت الدراما على تسويقه سابقاً على أنه خائن وعنصري، جاء رد البعض الآخر عكس ذلك. ترحيب وتهديد بين ترحيب الجانب الإسرائيلي وتهديد ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية في مصر بأنها لن تتردد في إدخال صناع العمل في أروقة المحاكم لو وجدت في المسلسل مشاهد تسيء لليهود والديانة اليهودية، وقع مخرج العمل محمد جمال العدل الذي لا تزال تلاحقه الاهتمامات بدءاً من الماسونية وحتى التطبيع، رغم أن الحلقات الأولى من العمل لم تكشف حتى الآن إلا عن جزء يسير من الأحداث، التي تدور حول الفترة التي أعقبت ثورة 23 يوليو وحتى العدوان الثلاثي، وكيف كان شكل الحياة في حارة اليهود وسكانها آنذاك والأنشطة التي كانوا يمارسونها، وتأثرهم بالأوضاع السياسية في البلاد، وانعكاس ذلك على حياتهم اليومية. بلا شك أن إعلان السفارة الإسرائيلية في مصر عبر صفحتها على الفيسبوك عن اهتمامها بالمسلسل ومباركتها له لإظهاره الجانب الإنساني لليهود على حد وصفها، بدا كأنه يؤسس لردة فعل جماهيرية رافضة للعمل، ولعل ذلك شكل حافزاً لمدحت العدل للخروج عن صمته والتصريح بأنه يدين في مسلسله الصهيونية والعنصرية الإسرائيلية وأنه يظهر إسرائيل كدولة معتدية وغازية، مشدداً على أن الجمهور سيلمس ذلك خلال الحلقات المقبلة، والتي يبدو أنها ستشكل صدمة حقيقية للسفارة الإسرائيلية، ويبدو أن بدايتها كانت مع وقوع علي (اياد نصار) في الأسر وعمليات التعذيب له، وهو ما يظهر الوجه الآخر لإسرائيل. وهو ما يؤكده المخرج محمد جمال العدل والذي قال للمتربصين بـحارة اليهود امهلوا أنفسكم الفرصة لتشاهدوا الحلقات المقبلة ولا تتسرعوا بإصدار أحكام غير واقعية، فكل ما قيل من إشادة أو حتى هجوم سابق لأوانه، مضيفاً الذين أشادوا سيكتشفون لاحقاً أننا لا نمجد الشخصية اليهودية بل نزيح القناع الذي ارتداه اليهود وهم يعيشون بيننا حتى يحققوا مآربهم، وبعد ذلك ظهرت حقيقتهم القذرة. تألق لقد أظهرت الحلقات الأولى من العمل تألق الفنان إياد نصار الذي أثبت مكانته في الدراما المصرية، وفيه يجسد شخصية علي الضابط في الجيش المصري والمدافع عن الوطن يقع أسيراً في يد الجيش الإسرائيلي، يرتبط بعلاقة حب مع جارته اليهودية ليلى (منه شلبي) التي ترفض قيام إسرائيل وتحافظ على ارتباطها بمصر على خلاف شقيقها موسى الذي وصفته بـ الخائن في حديثها مع والدتها اثر معرفتها بمغادرة أخيها لمصر متوجهاً نحو معسكرات الجيش الإسرائيلي، حيث قالت: (ابنك خان البلد اللي عاش واتربى فيها .. ابنك خان عشان انتي ولدتيه يهودي مصري مش يهودي إسرائيلي). أداء منه شلبي لشخصية ليلى بحرفيه يشير إلى أنها قامت بقراءة مجموعة من الكتب والمراجع عن اليهود وعاداتهم وتقاليدهم وطباعهم التي كانت سائدة آنذاك، من أجل تقديم الدور بشكلٍ جيد.

مشاركة :