أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة، حديثا، الأعمال الكاملة للشيخ مصطفى عبدالرازق، في أربعة مجلدات عن سلسلة ذاكرة الكتابة التابعة لها من تحقيق ودراسة الدكتور عصمت نصار.وسئل الشيخ مصطفى عبدالرازق عن أغراض الفلسفة الإسلامية فكانت اجابته:أن الفلاسفة يقولون ان نشأة العلم قائمة على ما في فطرة الإنسان من نزوع إلى المعرفة وشعور بالمضض حين يحضره ما يجهله وقد وجدت علوم مختلفة ذات موضوعات خاصة لكنها كلها لم تستطع ان تقنع شهوة الفطرة الإنسانية إلى علم يحيط بالوجود، وإذا كان في أنواع الموجودات المتنوعة مميزات تفرقها فلها اشتراك يجمعها فنزعة النفس إلى العلم الشامل والى ادراك الحقيقة الثابتة التي يشترك فيها كل ما في الوجود هي مقصد الفلسفة الأول.وتابع عبدالرازق: الفلسفة إذا قيلت على إطلاقها انصرفت إلى ما يسمى بالفلسفة الاولى أو الحكمة الإلهية الباحثة عن الوجود المطلق وعن مبادئ الأشياء.وأوضح عبدالرازق ان للفسفة نواحي أخرى كالطبيعات والرياضيات وما اليها وهي نواحي ثانوية لم يزل العلماء يعالجونها حتى صيروها بعيدة عن حدود الفلسفة وادخلوها في حدود العلم. وبين: ما ذكرناه هو المقصد الأول للفلسفة وهو مقصدها في كل جيل من الأجيال وعبر العصور، وهذا المقصد القائم على نزوع فطري سان في نفس الفلسفة هو الذي ضمن للفلسفة فيما مضى سلطانها وبقائها وهو الذي يضمن لها سلطانها وبقائها فيما يأتي من الزمان.