قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد – في خطبة الجمعة – : لا بد لسالك طريق الآخرة من علم يجلو به عن القلب العمى , وعمل يرفع به عن البصيرة الحجب , وإخلاص يخلص به من حسرة الغبن , وخوف يحاذر به آفات الغرور , فالخلق كلهم موتى إلا العلماء , والعلماء كلهم نيام إلا العاملين , والعاملون كلهم مغترون إلا المخلصين , والمخلصون على خطر عظيم, ” أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كم مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون “. وأضاف: العجب كل العجب من عامل لا يتبصر بمعرفة ما بين يديه من الأمر والخبر , ولا يتعرف ما هو مطلع بعد الموت عليه من الخطر , فينظر في الدلائل والعبر , والآيات والنذر , والعجب كل العجب من عالم لا يتدبر فيما يعلم يقينا مما هو مقبل عليه من الأهوال العظام والعقبات الجسام , فيرتدع عن الكسل , ويرتفع إلى جهاد العمل , ” ألا يظن أولئك انهم مبعوثون , ليوم عظيم , يوم يقوم الناس لرب العالمين ” , والعجب كل العجب ممن ضيع الإخلاص وأضاع بسوء طويته مفتاح سر الخلاص , ” فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا “. وقال : العجب كل العجب من مخلص ينظر في أحوال رسل الله وأنبيائه وأصفيائه وأوليائه ثم لا يشهد خوفهم والخليل الأول يقول : ” واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ” , ولا يشهد تخويفهم والخليل الأكمل يقال له : ” لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين , بل الله فاعبد وكن من الشاكرين “. وأضاف : إن الله تبارك وتعالى يقول : ” ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ” , والحيلة يسيرة لمن رزق البصيرة وكان قد أساء السيرة , ” إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين “.
مشاركة :