رغم انزعاج البعض في مصر من التزايد اليومي لعدد حالات الإصابات والوفيات، وهو الأمر الذي نرجو أن ينتهي، ولكن طبيعة الحال اختلاف الأمنيات عن التوقعات واختلاف كليهما عن الأمر الواقع.وإليكم الوضع وبالأرقام حسب الدكتور "عادل فاروق البيجاوي" أستاذ الطب بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز".قال الدكتور عادل فاروق البيجاوي إن مصر تحتل المركز الـ55 تقريبًا في ترتيب الدول على مستوى العالم من حيث عدد الإصابات، وتقدمت ببطء في الترتيب حتى وصلت إلى المركز الـ50 وفى الأسبوعين الأخيرين تقدمت إلى المركز الـ46 أي أن الزيادة في أعداد الحالات تقارب معدلات الزيادة في حالات الإصابة في كل دول العالم ومتوافقة ولا تمثل تغييرا يُقلق، فبالرغم عن الزيادة اليومية والأسبوعية للمنحنى المصرى مازال مسطحًا والزيادة فيه شبه أفقية لكن دون قفزات شديدة.وأوضح "البيجاوي" أنه من حيث عدد الوفيات فإن مصر كانت ولا زالت في المركز الـ32 من حيث عدد الوفيات على مستوى العالم ولم يتغير المركز على مدى قرابة شهر، وعند النظر إلى النسبة المئوية نجد أن نسبة عدد الوفيات في مصر كانت منذ أسبوعين 7.8% من إجمالي الإصابات بينما كانت النسبة العالمية حول رقم 6.5% ولكنها أخذت تقل ببطء لتصل اليوم إلى 6%، بينما ارتفعت النسبة العالمية إلى نحو 7 %، وهو انخفاض في النسبة المئوية لا ينكره أحد، بينما يتعامى الناس ما يقرب من 25% من الحالات تعافت وتحولت إلى سلبية وخرجت من المستشفيات، ويتناسى البعض النظر لإجمالي معدل تحول الحالات إلى سلبي يقرب من 33% وهو من المعدلات المرتفعة عالميًا كما أن نسبة لا تقل عن 70% من الحالات المصرية بلا أعراض أو بأعراض بسيطة لدرجة عدم حاجتها إلى عناية طبية، ومن الجدير بالذكر أن الأرقام يجب أن تُنسب إلى عدد السكان في الدولة، وأن رقم 8 آلاف حالة موثقة لا يمثل إلا قليل جدًا في دولة تبلغ كثافتها السكانية 100 مليون نسمة وبحساب بعض لجاليات الأخرى المُقيمة قد يزيد عدة ملايين عن هذا.وبشأن الاختبارات التي يخضع لها المواطنون، قال إن هناك فرقا بين الأساليب الإحصائية المتبعة في الإحصاء الطبي، حيث يعتمد الأسلوب الأول على التحليل لكل شخص لقياس نسبة حدوث العدوى بالفيروس، ويعتمد الأسلوب الثاني على إجراء التحليل لمن يشتكي من أعراض أو مخالط لمريض وهو تحليل لنسبة وجود مرض بأعراضه في المجتمع وهو نهج مصر في التعامل ومعترف به من منظمة الصحة العالمية، ولكل أسلوب ميزاته وعيوبه فالأسلوب الأول يستهلك كاشفات أكثر ويعطي أمان زائف لمن يكون تحليله سلبي قد يتحول إلى إيجابي في وقت قريب أما الأسلوب الثاني رغمًا أنه يكتشف عدد حالات أقل لكنه لا يُسجل إلا من يعاني أعراض تحتاج إلى رعاية طبية.وأثني "البيجاوي" على دور وزارة الصحة المصرية فيما فعلته عندما أعلنت عن عدد ما استخدمته من كواشف سواء بطريقة الكاشف السريع Rapid test أو بتحليل PCR للحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا المستجد وهو ما توسعت فيه في الأيام الأخيرة فأدى إلى اكتشاف حالات أكثر فبينما ينزعج الناس من الزيادة إلا أنها تعكس قدرة أكبر على التقصي والملاحقة للمخالطين.وتابع الدكتور عادل البيجاوي أن الحالات في مصر تزيد نعم لكن في إطار الزيادات العالمية والمحافظة على نفس المعدل والمستوى والترتيب العالمي، كما أن الوفيات في مصر كانت مرتفعة لكنها تزيد بنفس الزيادة وتحافظ على نفس الترتيب العالمي، والتغيير إلى الأفضل من حيث النسبة المئوية لمن يُقيم تقييم موضوعي رقمي.وأكد البيجاوى أهمية الإجراءات الوقائية والتباعد المجتمعي والالتزام بالإرشادات الصحية.
مشاركة :