وجّه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، رسالة إلى معالي يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ذكر فيها أن دولة الإمارات تؤكد دعمها لجهود المنظمة والتزامها بتقديم أوجه التعاون كافة لأشقائنا في الدول الأعضاء بالمنظمة، وذلك انطلاقاً من المبادئ التي ينص عليها ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا الإنسانية. كما بعث سموه رسالة مماثلة إلى معالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية أكد فيها دعم دولة الإمارات للأشقاء من الدول العربية في مواجهة هذا الوباء، مثمناً الدور الذي تضطلع به الجامعة وآلياتها في تنسيق الجهود العربية في سبيل مكافحة هذا الوباء. وتفصيلاً لما ورد في الرسالتين فقد ذكر سموه في رسالته إلى معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أن دولة الإمارات تؤكد وقوفها إلى جانب دول المنظمة انطلاقا من حرصها والتزامها بقيم الوحدة والأخوة التي يحث عليها ديننا الحنيف وتأكيداً على التزامنا بالمبادئ والأهداف التي ترمي إلى تعزيز وتقوية أواصر التضامن بين الشعوب المسلمة، وفي إطار تشجيع التعاون بين الدول الأعضاء، وغيرها من الدول، والتنسيق في حالات الطوارئ الإنسانية». وتناول سموه في رسالته المبادرات الإنسانية العديدة التي نفذتها دولة الإمارات منذ بداية هذه الجائحة وقال في هذا الصدد:«قامت دولة الإمارات بمد يد العون والمساعدة إلى نحو 40 دولة، وإرسال أكثر من 410 أطنان من المساعدات الطبية، وعملت جاهدة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وشركائها، من خلال المدينة العالمية للخدمات الإنسانية التي تضم أكبر مستودعات للإغاثة الإنسانية على نقل أكثر من 80% من مساعدات المنظمة الطبية والصحية إلى أكثر من 98 دولة حول العالم وإيصال الإمدادات الضرورية لمكافحة فيروس كورونا خلال الثلث الأول من العام الجاري«. وأشاد سموه بجهود معالي العثيمين في إطلاق المبادرة العاجلة المشتركة للمنظمة وصندوق التضامن الإسلامي، وجهود البنك الإسلامي للتنمية في إنشاء مركز التأهب والاستجابة الاستراتيجي لمساعدة أكثر الدول الأعضاء عرضة للخطر للتخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن هذا الفيروس على الصعد، الصحية والاجتماعية والاقتصادية. وأشار سموه إلى أهمية العمل الدؤوب لمواجهة الجائحة عبر التوصل لوقف إطلاق النار في جميع مناطق الصراعات في العالم الإسلامي، وحث جميع الأطراف المتحاربة على وقف الأعمال العدائية، والعمل على حل الخلافات من خلال الحوار والوسائل السلمية الأخرى للتوصل إلى حلول لهذه الصراعات. إلى ذلك، ذكر سموه في رسالته إلى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية:« يعيش العالم اليوم في ظروف وأوقات صعبة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد«كوفيد-19» الذي تسبب في إصابة أكثر عن ثلاثة ملايين شخص، ووفاة أكثر عن 228 ألف شخص على مستوى العالم، وتسبب بأضرار كبيرة لحقت بقطاعات العمل والقطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية والمالية في مختلف أنحاء العالم الأمر الذي يستدعي منا جميعا التكاتف وتضافر الجهود الإقليمية والدولية كافة لمكافحة هذا الوباء الخطير». واطلع سموه معالي أبوالغيط على الجهود والتدابير الاحترازية والوقائية التي اتخذتها دولة الإمارات في مواجهة وباء/كوفيد-19/، ومنها إجلاء مواطنيها ومرافقيهم في الخارج، وتسهيل عودة المقيمين الراغبين إلى بلدانهم، وتأسيس 14 مركزا للكشف عن فيروس كورونا من المركبة في مختلف إمارات الدولة، وإجراء كم هائل من الاختبارات تجاوز 1.2 مليون فحص، كما أطلقت/برنامج التعقيم الوطني/، وقامت بتوظيف الحلول الذكية والمبتكرة في مواجهة الوباء وإدارة الأزمة. وأكد سموه في رسالته أنه يشاطر معالي أبو الغيط الرأي بأنه قد حان الوقت لتسكت المدافع، وتتوقف الصراعات حتى نواجه الجائحة، وبأن العالم العربي الآن أحوج ما يكون إلى قيمة العمل الجماعي المشترك. وأشار سموه إلى أن هناك حاجة ملحة لدراسة انعكاسات أزمة وباء كورونا على العالم العربي في المستقبل، وكيفية تفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة تحدياته، وضرورة العمل على وضع استراتيجيات استباقية وخطط مشتركة تعزز قدرات الدول خاصة في قطاع الأمن الغذائي، بما يساهم في إبقاء سلاسل الإمدادات والتجارة مفتوحة، وتعزيز وتطوير الجهود المشتركة في المجال الصحي والصناعات الدوائية، بما فيها تفعيل الاستراتيجية العربية للصحة والبيئة والدلائل الإرشادية الاستراتيجية للعمل/2017-2030/ التي تم اعتمادها على مستوى القمة في المملكة العربية السعودية عام 2018.
مشاركة :