دبي: إيمان عبدالله آل علي تعوّد محمد السناني على إجراء فحص «كورونا» أسبوعياً، نتيجة خروجه المستمر من المنزل لمتابعة أعماله، وفي كل المرات التي أجرى فيها الفحص كانت النتيجة سلبية، ولكن في الفحص الأخير أول شهر مايو/ أيار، ظهرت النتيجة إيجابية، فقد حمل الفيروس الخفي في جسمه من دون أعراض، وكان ذلك بعد وفاة والده نتيجة مشاكل صحية سابقة بثلاثة أيام، ليجد أن قرار إلغاء العزاء الذي اتخذته الدولة في مصلحة شعبها، وجميع سكان الإمارات.وقال محمد: لم أكن أعلم بإصابتي بـ«كورونا» في عزاء والدي الذي توفى بشكل طبيعي، وبفضل الله، أننا لم نقم عزاء، واقتصر الأمر على تلقي التعازي من الأهل، والأصدقاء، عبر الهاتف، ومن شدة صدمتي بوفاة والدي لم أشارك في غُسْلِه، ولم استطع النزول لقبره، فلم أكن قادراً على فعل ذلك من شدة حزني، وتركت منزل الأهل، وذهبت للسكن في شقة مستقلة، حتى لا أرى المنزل الذي كان يجمعني بوالدي، ولا أزيد من حزني، وكل ذلك حدث «خيرة» لأسرتي، فقد كان بمثابة الحماية لها من العدو المجهول في جسمي. فلم تظهر حينها نتيجة الفحص الذي أجريته قبل وفاة والدي بيوم، ليتبين بعد ٣ أيام من وفاة والدي أني مصاب بـ«كورونا»، وكان تلقي خبر إصابتي صادماً لي، ولكن الحمد لله، هذا أمر الله.وأكد أن إخوانه، وأحد أعمامه حضروا دفن والده، وباقي أعمامه لم يتمكنوا من المجيء، والعزاء اقتصر على الهاتف، ولم ينصبوا خيم العزاء، ولو استقبلوا الناس للعزاء في خيمة لانتشر الوباء للمخالطين له، فلم يكن يعلم بإصابته وقتها.وأضاف: أجرى جميع إخواني، وأخواتي، المخالطون لي، فحص «كورونا»، والحمد لله ظهرت نتائجهم سلبية، ولم أنقل العدوى لهم، نتيجة اعتزالي بعيداً عنهم بعد وفاة والدي، وأتوقع سبب إصابتي بالمرض نتيجة عدم ارتداء القفازات بشكل مستمر، رغم حرصي على ارتداء الكمامات بشكل دائم، وأكملت الآن ثلاثة أيام في الحجر الصحي الفندقي، في ظل رعاية متكاملة من قبل الفريق الطبي، ومتابعة مستمرة على الهاتف، فكل ٣ ساعات يتم الاتصال والاطمئنان علي، فحالتي الصحية مستقرة، ولا أعاني أي أعراض، فقط كحة خفيفة، وصداع، وهناك رعاية نفسية أيضاً للاطمئنان علينا.وأوضح أنه كان من المقرر سفره مع والده إلى تايلاند في شهر فبراير/ شباط، لاستكمال علاجه على نفقة الدولة، وتم إلغاء الرحلة في اليوم نفسه بسبب تفشي الوباء في تايلاند، لافتاً إلى أن والده لم يكن يعاني أية آلام في يوم وفاته، وكان يوماً عادياً وطبيعياً، وكان في المنزل، وتوفي وهم نائم.وعن رسالته للمجتمع، قال: الصحة لا تشترى بثمن، التزموا بتوجيهات الدولة، وابقوا في منازلكم، واحموا كبار السن، والأطفال من عدوى الفيروس، وفعلياً لم أكن قادراً على النوم في أول ليلة من علمي بإصابتي بالفيروس، لأني كنت أخشى على أهلي من نقلي العدوى لهم، والحمد لله جميهم بخير.
مشاركة :