في أجواء استثنائية، أحيت العديد من دول العالم، أمس الجمعة، ذكرى مرور 75 عاماً على الانتصار على النازية، وانتهاء الحرب العالمية الثانية، في ظل إجراءات عزل فرضها تفشي فيروس كورونا الذي تسبب في شلل غير مسبوق في العالم.وقررت العديد من الدول، بسبب تفشي الوباء الذي أودى بحياة مئات الآلاف، عدم إقامة عروض ضخمة، أو احتفالات عامة هذا العام كما هي الحال بالنسبة لجميع الأحداث العالمية منذ شهرين. وفي الولايات المتحدة، نظمت وزارة الدفاع الأمريكية «يوماً لانتصار أوروبا» افتراضياً، مع برنامج مباشر يبث على موقعها وشبكات التواصل الاجتماعي.وبمناسبة هذا الانتصار، ألقت ملكة بريطانيا إليزابيث الثاني خطاباً إلى البريطانيين، للمرة الثانية منذ بداية تفشي الوباء، وترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس مراسم مختصرة جداً في قصر الإليزيه بحضور كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، ومن دون جمهور.وفي موسكو، تقرر عدم تنظيم العرض العسكري الكبير في الساحة الحمراء. ولم تبق السلطات سوى على الشق الجوي من الاحتفالات وسيجرى اليوم في «يوم النصر» الذي تحتفل به موسكو في التاسع من مايو/ أيار.وفي ألمانيا، التي لم تكن عادة تحيي ذكرى هزيمتها في عام 1945، اضطرت السلطات لإلغاء احتفال رسمي كبير كان مقرراً هذا العام.وأكد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في خطاب الجمعة، أن هزيمة النازية قبل 75 عاماً، تشكل «يوم امتنان» لألمانيا، داعياً الأسرة الدولية إلى استخلاص العبر والتوجه إلى «مزيد من التعاون» في مواجهة «كوفيد-19» وقال شتاينماير: «اليوم نحن الألمان يسمح لنا بالقول: يوم التحرير هو يوم امتنان». وأضاف: «علينا ألا نقبل بأن يتبدد نظام السلم» الذي أقيم منذ 1945 «أمام أعيننا»، مضيفاً «نريد تعاوناً أكبر وليس أقل في العالم بما في ذلك لمكافحة الوباء».وشارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا في إحياء الذكرى عند النصب التذكاري قرب البيت الأبيض.وجاء في بيان للرئاسة، أن ترامب «سيحتفي بقوى الحرية التي غلبت الطغيان»، وسيتطرّق إلى «ثمن الحرية»، مشيراً إلى مشاركة نحو مليوني أمريكي في الحرب ومقتل 186 ألفا منهم.وجاء في البيان أن «غالبية هؤلاء المحاربين المتفانين والأبطال لم يعيشوا الازدهار الأمريكي. لقد نشأوا في مرحلة الكساد الكبير حينما كانت تبدو آفاق الاقتصاد الأميركي قاتمة».ونقل البيان عن ترامب قوله: «اليوم، وإذ نتأمل في الذكرى الخامسة السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا، نتذكّر أن ما من تحد يمكن أن يغلب عزيمة الروحية الأمريكية».
مشاركة :