عبدالعزيز المسلم: «بن طناف» غواص في شعره

  • 5/9/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:«الخليج»يعد الشعر الشعبي وثيقة حية وخالدة في ذاكرة الشعوب والأمم، وخاصة في المنطقة العربية والخليج خصوصاً، كونه الأكثر محافظة على التراث الشعبي، ويدخل في صلب اللهجة الشعبية الدارجة والتي لاتزال مستعملة حتى الآن، وعند الحديث عن الشعر الشعبي لابد من ذكر رواده وأبرز منظميه، ومن هنا يأتي أهمية برنامج «شدو الحروف» الذي يقدمه الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث يومياً على قناة الشارقة.وقال د. عبدالعزيز المسلم: «راشد بن طناف شاعر إماراتي مميز ولد في الشارقة في عام 1910، وتوفي في عام 2000، تعلم القرآن الكريم في الكتّاب، وتعلم الكتابة لدى الشاعر «أحمد بن عبد الرحمن بن سنيدة»، حيث تفتحت قريحته الشعرية وهو في العاشرة من عمره، عمل في بداية حياته بالمهن البحرية كالغوص، وأصبح غواصاً في اللغة والشعر، كما كان في البحر وتزوج خلال حياته أربع مرات، وجميع هذه الأحداث أثرت تجربته الأدبية والشعرية وقصائده وأسلوبه وعلاقته مع شعراء جيله الذي كان يمتاز عنهم بروحه المرحة والساخرة أحياناً».وأضاف المسلم: «ولحسن حظي، التقيت بالشاعر «طناف»، واقتربت منه بمنطقته «الرملة» بالشارقة، حيث كان حسن الخلق ولطيف المعشر وودوداً، ومتواضعاً وبعيداً عن التكلف، ومع ذلك كان مثيراً للجدل بعلاقته مع زملائه الشعراء، وكان يجاريهم ويتحداهم بالشعر في كثير من الأحيان». وتابع د. المسلم: «بن طناف من أبرز وأشهر شعراء الإمارات، اشتهر في الفترة التي سبقت قيام الاتحاد وبعده حتى تسعينات القرن الماضي، وتكمن شهرته في أسلوبه المميز في سرد قصائده وإلقائها، واستخدام لغة فريدة تتميز ببساطتها وطرافتها وبعدها عن التكلف وكان بحق مدرسةً حقيقية بالشعر والإلقاء الشعري، لذلك كانت قصائده مسجلة شفهياً لتهافت الجمهور على أمسياته وحفلاته، فقد جسد بيئته منذ الخمسينات وحتى التسعينات، واستطاع بأسلوبه المميز أن ينال اهتمام كثير من شرائح المجتمع.ويضيف د. المسلم: تأثر بن طناف بمعلمه الكبير الشاعر والمعلم «أحمد بوسنيدة» من خلال شعره وطريقته في معالجة القوافي واستخدامه المفردات والمصطلحات الشعرية، وكان شعره قريباً من الناس، بصوره التي تحاكي واقع مجتمعه، وقد حاول الكثير من الشعراء مجاراته وتحديه دون جدوى، لقوة أسلوبه وتصويره البارع وما يستخدمه من استعارات ومجازات وما يوظفه من لهجات أخرى محلية وعربية، وقد كان بالفعل شاعراً فذاً ومميزاً وشكل مدرسة حقيقية في الشعر.وقد ترك «بن طناف» وراءه إرثاً غنياً من الشعر والقصائد والدواوين، ومن أبرز دواوينه (صدى الونة) و (أهواك) وقصائد شفهية عديدة.

مشاركة :