الدوحة - الراية : أظهر باحثون من وايل كورنيل للطب - قطر وجامعة قطر أن التوصل إلى لقاح ضد كوفيد-19، ولو كان معتدل الفاعلية، ربما يكون كافياً لوقف جائحة فيروس كورونا المستجد. وقد أُنجزت الدراسة المعنونة «التأثيرات الوبائية للقاح فيروس كورونا 2: تحليلات النمذجة الحسابية» بتمويل من برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي المنبثق عن الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عبر المنحتين رقم 9-040-3-008 و12S-0216-190094، من قبل مجموعة علم الوبائيات والأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب - قطر بالتعاون مع الدكتور حسين أيوب من جامعة قطر. وستكون هذه الدراسة الجديدة خاضعة لاحقاً لمراجعة المحكّمين، لكنها نُشرت رسمياً التزاماً بالمبادئ الواردة في بيان تقاسم البيانات في حالات الطوارئ العامة لعام 2016. وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة منية مخول، المؤلفة الرئيسة الأولى للدراسة والباحثة المشاركة لمرحلة ما بعد الدكتوراه في وايل كورنيل للطب - قطر: «يتم الآن تطوير العديد من لقاحات فيروس كوفيد-19 ولكن جميعها لا يزال في مرحلة مبكرة من التطوير. لقد حرصنا من خلال هذه الدراسة على تقديم أدلة علمية يمكن أن تُرشد استراتيجية تطوير اللقاح وترخيصه واتخاذ القرارات بشأن إدارته واستعماله. وقد حددنا في هذه الدراسة السمات المفضلة للقاحات كوفيد-19 وتنبأنا بتأثيراتها على المستوى السكاني». وتوصلت الدراسة عبر نمذجة انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 في الصين، إلى أن لقاحاً يقلل احتمال الإصابة بالعدوى بنسبة لا تقل عن 70% هو ما يحتاجه العالم للسيطرة على هذه العدوى. كما أشارت الدراسة إلى إمكانية السيطرة على انتشار العدوى من خلال لقاح أقل فعالية، شرط اقترانه بتطبيق معتدل للتباعد الاجتماعي أو بانتشار مناعي واسع ضد الفيروس ناتج عن تعافي عدد كبير من الأشخاص أصيبوا خلال الموجة الحالية للعدوى. وقال الدكتور حسين أيوب، المؤلف الرئيسي الثاني للدراسة والأستاذ المساعد في قسم الرياضيات والإحصاء والفيزياء بجامعة قطر: «قد يكون للقاح أيضاً تأثير كبير حتى ولو كانت فعاليته أقل من 70%، إذا ما قلت نسبة نقل العدوى عند الأشخاص الذين يصابون بالفيروس بعد تلقيهم اللقاح أو إذا ما تعافوا بشكل أسرع». كما درس الباحثون مردود تكلفة لقاحات فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 ووجدوا أن لقاحاً فعاليته 50% فقط يمكن أن يمنع انتقال عدوى واحدة لكل 2,4 شخص تلقوا اللقاح. وقالت الباحثة هيام الشميطلي، المؤلفة المشاركة للدراسة والأخصائية الأولى في علم الوبائيات : «لمزيد من الفعالية ولتحقيق مردود تكلفة اللقاحات ولاستخدام الموارد بشكل أفضل، يجب أن تولي استراتيجيات التلقيح الأولوية لتلقيح الأشخاص الذين يبلغون 60 عاماً أو أكثر أو للمصابين بأمراض مزمنة، ومن ثم الانتقال إلى توفير اللقاح للفئات العمرية الأصغر سناً لتحصيل نتائج مثلى بأقل موارد ممكنة». من جانبه، قال الدكتور ليث أبو رداد، رئيس فريق البحث وأستاذ سياسات وبحوث الرعاية الصحية ومدير مختبر بحوث الإحصاءات الحيوية والوبائيات: «تعطينا نتائج الدراسة فسحة للتفاؤل وتبيّن أهمية اللقاح وفعاليته مقارنة بالتكلفة.
مشاركة :