يعمل الاتحاد التونسي لكرة القدم على ترتيب كل الظروف المناسبة لمواصلة نشاط الدوري، لكنه يواجه تحديات كبرى عكستها مواقف الأندية التي أبدت انقساما حيال البرنامج الذي تم وضعه لإكمال الموسم الكروي. أثارت الخطة التي أقرها الاتحاد التونسي لعودة نشاط الدوري، في حال سمحت السلطات الحكومية بذلك، انقساما بين الأندية وخصوصا البعيدة عن العاصمة، مما أثار الشكوك حول مصير الموسم الكروي. وينتظر الاتحاد التونسي لكرة القدم الضوء الأخضر من السلطات للإعلان عن استئناف منافسات الدوري في يونيو المقبل. وأعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم الجمعة عن موعد جديد لاستئناف مباريات الدوري المتبقية خلال شهر أغسطس المقبل بعد رفض السلطات السماح لاستئناف التدريبات في مايو الجاري. وكان الاتحاد اقترح استئناف المباريات المتبقية من مسابقة الدوري المعلقة منذ منتصف مارس الماضي، في العاشر من شهر يونيو المقبل على أن تبدأ التدريبات الفردية والجماعية تدريجيا الشهر الجاري. وأوضح الاتحاد أن السلطات لم توافق حتى اليوم على مواعيد استئناف التدريبات وبالتالي لن يكون متاحا استئناف المباريات في يونيو وسيكون الموعد الجديد بدلا من ذلك في أغسطس. ويظل التاريخ الجديد مشروطا أيضا بموافقة رسمية مسبقة من السلطات. فيما قرر الاتحاد أن يكون انطلاق الموسم الكروي الجديد يوم 24 أكتوبر المقبل. وكان الاتحاد قدم برنامجا صحيا متكاملا سيفرض على اللاعبين والمدربين وكل العناصر المتداخلة في اللعبة البقاء في الحجر الصحي لمدة 60 يوما إلى غاية إجراء الـ10 جولات المتبقية من البطولة. لكن هذا البرنامج أثار ردود فعل متباينة بين الأندية والتي عبر بعضها عن تمسكه بعدم التحول إلى العاصمة لخوض بقية جولات البطولة. زياد مشموم: مرحلة التحضير للعودة غير كافية ويجب اتخاذ إجراءات أكثر حمائية زياد مشموم: مرحلة التحضير للعودة غير كافية ويجب اتخاذ إجراءات أكثر حمائية وأصدرت إدارة النادي الصفاقسي بيانا شرحت فيه موقفها من الظروف المحتملة لاستئناف الدوري التونسي وفقا للبرنامج المطروح من قبل اتحاد كرة القدم المحلي. وتتمسك إدارة الصفاقسي بخوض الفريق مبارياته على ملعبه في حال استئناف النشاط، أي في جنوب شرق تونس. وكان الاتحاد التونسي لكرة القدم قد طرح إقامة كل المباريات المتبقية من عمر الدوري بملاعب تونس العاصمة وضواحيها (تونس الكبرى)، مع فرض دخول كل الأندية في حجر صحي لمدة 60 يوما بنزل العاصمة. وجاء في البيان “نطالب بتمكين الأندية من فترة إعداد مثالية لا تقل عن 6 أسابيع من التحضير الجماعي بعد فترة الركود المطولة التي خضع لها اللاعبون حفاظا على صحتهم”. كما طالب “بتمكين جميع الأندية من دعم مادي لمجابهة الأزمة المالية الخانقة، الناجمة عن وقف المباريات، واللعب دون جمهور وانعدام (الرعاية المالية والإعلانات) في هذا الظرف الاقتصادي الصعب”. ورفضت إدارة نجم المتلوي مقترح الاتحاد التونسي خوض بقية مقابلات الدوري بملاعب العاصمة. وقال النادي الذي ينتمي إلى الجنوب هو الآخر في بيان “نؤكد رفضنا القطعي لإتمام بقية المقابلات بملاعب تونس الكبرى، والخضوع للحجر الصحي لمدة شهرين، وذلك لعدم احترام الميثاق الرياضي ومبدأ تكافؤ الفرص وعدم المساواة بين النوادي والجهات”. وتابع “نتشبث باللعب على ميداننا بمدينة المتلوي، حفاظا على مصلحة الجمعية وحظوظها لمواصلة مسيرتها بالرابطة المحترفة الأولى”. ويحتل نجم المتلوي المركز الأخير في جدول الترتيب برصيد 10 نقاط فيما يأتي الصفاقسي في مركز الوصافة برصيد 34 نقطة. وكان وزير الرياضة التونسية أحمد قعلول قد عرض هذا الأسبوع مشروع الخطة التي تعتزم الوزارة تنفيذها لاستئناف الأنشطة الرياضية. وقدّم الوزير الذي كان مصحوبا برئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء عرضا حول النشاط الرياضي في ظل الجائحة، مبرزا المجهود الذي تبذله الوزارة لمعاضدة جهود الدولة لمجابهة الوباء والتمويل العمومي والإحاطة الاجتماعية بالرياضيين والهياكل الرياضية واستراتيجية مشروع عودة الأنشطة الرياضية. وبيّن قعلول أن الوزارة أعدت برنامجا مفصّلا حول جاهزيتها لاستئناف الأنشطة الرياضية وفق عدد من السيناريوهات التي درستها وذلك في إطار احترام الشروط الصحية والتنظيمية. وأكد الوزير أنه تمّ وضع سيناريو لاستئناف النشاط الرياضي في 24 مايو الجاري، وعودة التدريبات للرياضات الفردية والجماعية وذلك طبقا لدليل إجراءات خاص بكل جامعة رياضية. كما عرض رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء مشروع استئناف الدوري. وقال الجريء “قدمنا مشروعا لعودة نشاط الدوري، لكن صحة الفرد والمجموعة الوطنية تبقى لها الأولوية وقرار العودة إن تم سيكون قرار دولة وليس قرار الاتحاد التونسي”. وأكد أنه “حين يعود الدوري الاتحاد لن يكون له كسب مالي، بالعكس الدوري يكلفنا مصاريف ولكن الأندية هي التي ستخسر في حال عدم إكمال الدوري، كما أن هناك 50 ألف شخص سيكونون من دون مورد رزق”. وتباينت آراء اللاعبين حول العودة المرتقبة للدوري التونسي والذين عبر العديد منهم عن استعداده للتكيف مع الوضعية الطارئة، فيما أبدى آخرون رفضهم لمواصلة النشاط أقله في الوقت الحالي. وقال زياد مشموم قائد الاتحاد المنستيري “رغم أنني أعتبر المرحلة التحضيرية لهذه العودة والتي ستكون مدتها ثلاثة أسابيع غير كافية، إلا أنه من الضروري اتخاذ الإجراءات الحمائية الصحية المطلوبة، من أجل تفادي كل المفاجآت غير السارة”.
مشاركة :