زي النهارده ذكرى وفاة وميلاد الشيخ محمد رفعت قيثارة السماء

  • 5/9/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

زي النهارده ذكري ميلاد وفاة، المعجزة قيثارة السماء، أبرز قراء مصر، الشيخ محمد رفعت، ولد يوم 9 مايو من عام 1882 بحي المغربلين بالقاهرة،كان الشيخ محمد رفعت، أول من أقام مدرسة للتجويد القرآنى، وبهذا تصدق المقولة القائلة القرآن نزل بالحجاز وقرأ بمصر، وكانت طريقته تتسم بالتجسيد للمعاني الظاهرة في القرآن الكريم وإمكانية تجلي بواطن الأمور للمتفهم المستمع بكل جوارحه لا بأذنه فقط، والتأثر والتأثير في الغير بالرسالة التي نزلت على محمد بن عبد الله رسول الله،وقد كان يبدأ بالإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والبسملة والترتيل بهدوء وتحقيق، وبعدها يعلو صوته فهو خفيض في بدايته ويصبح بعد وقت ليس بالطويل غالبا عاليا،لكن رشيدا يمس القلب ويتملكه ويسرد الآيات بسلاسة وحرص منه واستشعار لآيات الذكر الحكيم.كان جل اهتمامه بمخارج الحروف وكان يعطي كل حرف حقه ليس كي لا يختلف المعنى، بل لكي يصل المعنى الحقيقي إلى صدور الناس، وكان صوته حقا جميلا رخيما رنانا، وكان ينتقل من قراءة إلى قراءة ببراعة وإتقان وبغير تكلف بعكس القارئين الذين خلفوه، وكان صوته يحوي مقامات موسيقية مختلفة، ويستطيع أن ينتقل من مقام إلى مقام دون أن يشعر المستمع بالاختلاف.كان الشيخ محمد رفعت قويا رقيقا خاشعا عابدا لله يشهد بوحدانية الله وصمديته، فهو رجل خشع قلبه فخشع صوته، فتجد الناس تبكي وتخشى الله عند ذكره لآيات الترهيب وتفرح بذكره آيات الترغيب، لذا سمي بسوط عذاب وصوت رحمه، وعند سرده للقصص القرآني يتفكروا في الآيات ويتدبروها ويعتبروا منها، أما عندما يتصدق أي يقول صدق الله العظيم يندموا على بعده ويتمنوا لو استمرت تلاوته أبد الدهر فهو صوت من الجنة.وأصيب الشيخ محمد رفعت في عام 1943م بمرض سرطان الحنجرة الذي كان معروفًا وقتئذ بمرض الزغطة وتوقف عن القراءة، يقال انه بالرغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج إلا أنه اعتذر عن قبول أي مدد أو عون ألح به عليه ملوك ورؤساء العالم الإسلامي، وانه كانت كلمته المشهورة "إن قارئ القرآن لا يهان".يروى عن الشيخ محمد رفعت رحمة الله عليه انه تقابل ذات مرة مع رجل فقير فقال له الرجل: " يا مولانا النهارده سنوية المرحومة أمى وكنت اتمنى ان تقرا لها، ودعيت ربنا انك توافق " فرد عليه الشيخ رفعت: " وربنا يا سيدى استجاب لدعوتك " فقال له الرجل: " بس انا مش معايا الا جنيه واحد وأنت مقامك كبير " فرد الشيخ: " وانا قبلت أقرا بالجنيه بتاعك " وذهب الشيخ مع الرجل الفقير وقرأ تلك الليله كما لم يقرأ من قبل.وقال عنه أنيس منصور: "ولا يزال المرحوم الشيخ رفعت أجمل الأصوات وأروعها، وسر جمال وجلال صوت الشيخ رفعت أنه فريد في معدنه، وأن هذا الصوت قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها، ثم إنه ليس كمثل أي صوت آخر".ووصفه الموسيقار محمد عبد الوهاب صوت الشيخ محمد رفعت بأنه ملائكي يأتي من السماء لأول مرة، وسئل الكاتب محمود السعدني عن سر تفرد الشيخ محمد رفعت فقال: كان ممتلئًا تصديقًا وإيمانًا بما يقرأ.أما على خليل "شيخ الإذاعيين" فيقول عنه: "إنه كان هادئ النفس، تحس وأنت جالس معه أن الرجل مستمتع بحياته وكأنه في جنة الخلد، كان كيانًا ملائكيًّا، ترى في وجهه الصفاء والنقاء والطمأنينة والإيمان الخالص للخالق، وكأنه ليس من أهل الأرض". ونعته الإذاعة المصرية عند وفاته إلى المستمعين بقولها: "أيها المسلمون، فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام". أما الإذاعة السورية فجاء النعي على لسان المفتي حيث قال: "لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام".وتوفي يوم 9 مايو من عام 1950، وهذا اليوم ذكرى تجمع مولده ووفاته.

مشاركة :