بغداد - د. حميد عبدالله:تمارس طهران لعبة مزدوجة مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ترتكز على اتصالات سرية بين الكاظمي ومراكز صنع القرار الإيراني من جهة، ورفض لحكومة الكاظمي من قبل الفصائل المسلحة والقوى الشيعية المرتبطة بإيران من جهة أخرى.وإلى جانب نوري المالكي الذي أعلن عدم تصويت كتلته لصالح الكاظمي أعلن أحمد الأسدي الناطق السابق باسم الحشد الشعبي ورئيس كتلة النهج المدعومة من إيران أن كتلته لن تدعم الكاظمي، مبينا أن جبهة المعارضة لحكومة الكاظمي ستتسع خلال الأشهر القادمة.وقالت «النائب» عالية نصيف المقربة من نوري المالكي إن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي لا يعول على الكاظمي وحكومته.غير أن مصادر في البرلمان العراقي أكدت أن نوابا مرتبطين بالمالكي صوتوا لصالح الكاظمي خلافا لرغبة مرجعياتهم السياسية.وأفادت مصادر مقربة من الكاظمي بأن رسائل إيرانية وصلت إلى رئيس الوزراء العراقي الجديد، مفادها بأن طهران تعول على مقبولية الكاظمي لدى واشنطن وحلفائها لترطيب الأجواء وإذابة الجليد المتراكم بين إيران والولايات المتحدة.وبينت أن إيران بدأت تشعر بثقل العقوبات الأمريكية عليها ما يهدد نظامها بالتصدع والضعف وربما الانهيار إذا واصلت واشنطن عقوباتها بالصرامة ذاتها.لكن طهران وبحسب المصادر أوحت لوكلائها في العراق باتخاذ موقف مناهض سياسيا لحكومة الكاظمي من باب إثبات أن تأثيرها في العراق مازال قويا ما دفع سياسيين وقادة فصائل مسلحة إلى إعلان مواقف معارضة للكاظمي بسبب ارتباطاته السابقة بحسب وصف تلك القوى.ورفض الكاظمي وزراء حاولت قوى موالية لإيران فرضها على حكومته وخاصة ما يتعلق بالوزارات الأمنية واختار ضابطين محترفين لشغل منصبي الداخلية والدفاع بعيدا عن تأثيرات وإملاءات الفصائل المسلحة.ومن المتوقع أن يدشن الكاظمي ولايته بجولة تشمل المملكة العربية السعودية وبلدانا عربية أخرى في محاولة لترميم علاقات العراق مع محيطه العربي والإقليمي.