ابنة مصر الغالية البطلة منار.. نعم بطلة و لا تقلى بطولة عن زوجك الشهيد بإذن الله تعالى احمد منسى، فأنت بجانب امه الغالية من وفرتم له الهدوء في شخصيته. على الرغم من قيمة امه في حياته. و لكنى احب ان أتكلم معكى انت و عنكى أنت. أنت الان أصبحتى المسئولة عن صنع ابطال جدد للوطن.. سواء رجال او سيدات عظام مثلك بالقيام بتربية ابنائكم على نفس القيم و المبادئ التي صنعت البطل احمد منسى. ابنتى الغالية اعلم ان الذكرى نار في الصدر يعلم الله كما هي صعبة. خاصة اذا كانت الذكرى مشاعر لبطل نادر مثل أحمد. و لكن هي إرادة الله تعالى . و أيضًا إرادة الله تعالى التي اختارت بطلة مثلك لتكون رفيقة الدرب القصير لأحمد. و لكنه ممتد الى المستقبل بأولاده عالية و حمزة و على و أحفاده بمشيئة الرحمن. منار مصر.. ربى "عالية" كما تربيتى انت علميها ان وقوف الزوجة بجانب زوجها البطل هو بطولة في حد ذاتها. علمى "على و حمزة" كيف يحبون مصر فمن أحب مصر سيحبه كل مصر شريف. منار مصر علمى اولادك ان ابوهم لم يمت فقط انتقل جسده من حالة الى حالة و سيبقى خالدًا في تاريخ مصر كما بقى كل من دافع عن مصر. نحن لازلنا نتذكر ابطال مصر منذ عشرات الالاف من الأعوام. نتذكر رمسيس و أحمس و مينا. نتذكر قطز و بيبرس نتذكر إبراهيم الرفاعى و عبد المنعم رياض. علميهم ان كل مصري هو ابوهم و ان مصر باقية بدماء الابطال من أبنائها. منار اعلم انك بطلة و قوية. و اعلم انك تتحملين من الصعاب ما ينوء به بعض الرجال و لكن تذكرى ان الله سبحانه و تعالى اختار لاولاد البطل احمد المنسى. الام القوية التي تتحمل بصبر كما تحملت بصبر شديد ظروف عمل بطل مصر. حتى لا تأخذنا مشاعرنا في الكلام المرسل. سأذكر السيدات بما كانت تفعله زوجة البطل. زوجة البطل كانت تشاركه أحلامه و طموحه من اجل وطنه بل و وفرت له الجو المناسب لتحقيق ذلك فلم تشتك يومًا من ظروف عمله رغم تأثير ذلك على حقها كزوجة. ومن الصفات التى اجمع عليها الجميع في شخصية البطل احمد منسى. انه كان محبًا للخير وكان يخصص جزء معقول من راتبه كرواتب ثابتة لبعض الاسر. منار مصر لم تساله يومًا اين يذهب باقى المرتب؟ كل ما كانت تفعله أبنتي الغالية ان تكيف ظروف منزلها طبقا للمتوفر من أموال. منار كانت تعلم ان الخير الذى يفعله بطلها سيعود علي اسرتها كلها بالخير. و سيبارك الله لهم في أعمارهم. و بالفعل هذا ما حدث فزوجها البطل بارك الله له في عمره و امده الى يوم الدين فالشهيد حى يرزق عند خالقه و الشهيد رغم ان وحه فارقت جسده هو في ريعان شبابه. الا ان اعماله تفوق من يعيش على الأرض بجسده عشرات المرات. فالبركة في العمر بكم ما أنجزه المرء من أعمال. ابنة مصر الغالية منار الله سبحانه و تعالى أراد بحكمته العظيمة ان يهدى البطل الشهيد زوجة تحافظ عليه و على أولاده و معهم بجسده يستمتع معها بحياة مستقرة يحقق فيها أحلامه و طموحاته. حياة أراد لها ان تكون رمزًا لمن سيأتي بعده من الشباب و ايضًا تكون امتدادا لمن سبقوه من الابطال. سيدتى الفاضلة عندما انظر اليكى و انت تتحدثين عن بطل مصر. اشعر بأن البطل احمد منسى يتكلم بالنيابة عن كل الشهداء. عن عظمة سيدات هم شرف مصر. يتكلم عن زوجة كل شهيد أراد الله ان يفارق زوجته و عائلته. عن سيدات شاء الله ان يحملن عبء صناعة ابطال و رجال و ماجدات لهذا الوطن. يصنعون مستقبل مصر. فعمل كل منهم هو عمل مزدوج. أولًا في حياة الزوج تحملن صبرن و احتسبن صبرهن على ظروف عمل الزوج الصعبة عند الله. و بعدها سيتحملن عبء تربية أبنائه بكل جلد ستواجه كل واحدة منهم المجتمع بإيجابياته و سلبياته. بنخوة رجال مصر الاوفياء تجاه زوجة شهيد. و ستواجه ايضًا في بعض الأحيان خسة و نذالة بعض منزوعى المروءة و الشهامة. اعرف ان زوجة كل شهيد ستتحمل و ستصبر حتى تؤدى رسالتها بأمانة على أكمل وجه. و إلى ان يجمعها الله بحبيبها و رفيق دربها في الجنة بإذن الله تعالى. و لكن و الى ان يحدث هذا ارجو ان يقف كل منا كعامل مساعد للوفاء بجزء من الدين لمن وهبوا حياتهم فداء للوطن. ارجو الا يدخر الشرفاء الجهد في مساعدة زوجة كل شهيد اذا صادفها في حياته و احتاجت شيء من شئون الحياة.أخيرًا: لك يا ابنتى الغالية منار مصر كل زهور العالم. و لك يازوجة كل شهيد ضحى بروحهم من أجل مصر كل زهور العالم.
مشاركة :