الدوحة – قنا: عقد معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، ندوتين إلكترونيتين ركزتا على التحديات الناجمة عن فيروس كورونا (كوفيد-19) واستعرضتا قيمة التكنولوجيا الحديثة والنمذجة الحسابية في التعامل مع الأوبئة، وذلك في إطار سلسلة الندوات الإلكترونية التي يقدمها المعهد، بما يتماشى مع رؤيته المتمثلة في تقديم حلول للتحديات العلمية والتكنولوجية المهمة. ناقشت الندوة الأولى "إدارة الخدمات الصحية خلال الجائحة"، كيفية استجابة الخدمات الصحية لهذه المجموعة المتضاربة من الطلبات، واستعرضت توجيهات التخطيط التشغيلي الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فضلا عن أفضل الممارسات التي توظفها بعض الأنظمة الصحية الأكثر نضجا في العالم المتقدم. وتوفر هذه الإرشادات توجيهات بشأن الإجراءات المستهدفة التي ينبغي للدول دراستها على المستوى الوطني، والإقليمي، والدولي، للحفاظ على تيسير سبل وصول جميع أفراد المجتمع إلى الخدمات الصحية الأساسية عالية الجودة. كما تناولت الندوة الدور الحيوي الذي تؤديه التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك تكنولوجيا الهاتف المحمول، والذكاء الاصطناعي، في التعامل مع فيروس كوفيد-19، وكيف أدى ذلك إلى تعزيز تأثيرها المحتمل على مستقبل الخدمات الصحية العامة. واستعرضت الندوة الثانية "النمذجة الوبائية"، النماذج الوبائية، وإمكانية توسيع النموذج التقليدي للتعرف على (الأشخاص المشكوك في إصابتهم بالعدوى، والمصابين بالفعل، ومن تخلصوا منها) لمحاكاة سيناريوهات التفشي في ظل سياسات وخصائص قطرية مختلفة. وتناولت الندوة محاكاة إغلاق أو إعادة فتح مناطق محددة، والتغيير النسبي في معدل الإصابات الإجمالية من خلال نمذجة التنقل بين المناطق الموبوءة. وقدمت الندوة كذلك أمثلة توضح أنه يمكن للباحثين إجراء التحسين العددي المعقد على النماذج الوبائية، والحصول على نتائج دقيقة، باستخدام التقنيات الحديثة للتمييز التلقائي. وأوضح الدكتور فيصل فاروق، عالم رئيسي ومدير مجموعة الصحة الرقمية في معهد قطر لبحوث الحوسبة، أن التقنيات المبتكرة أثبتت فائدتها في مساعدة أنظمة الرعاية الصحية على التكيف مع المتطلبات الهائلة الناجمة عن فيروس (كوفيد-19). وقد كشف ذلك أيضا عن العديد من المجالات في قطاع الرعاية الصحية التي يمكن أن تستفيد من التكنولوجيا الحديثة للاستعداد بشكل أفضل في حالة وقوع حدث مشابه للفيروس أو أكثر ضررا منه في المستقبل. من جهته قال الدكتور محمد سعد، عالم في المعهد "تساعدنا النماذج الوبائية في التخطيط لاستراتيجيات التحكم الفعالة لإدارة حالات تفشي فيروسات مثل (كوفيد-19) بشكل أفضل"، مضيفا أنه يمكن توسيع النماذج التقليدية لنمذجة ديناميكيات أكثر تعقيدا بهدف اكتشاف نتائج دقيقة، وأكثر فائدة. وهذا أمر مهم للغاية لا سيما مع استعداد الحكومات لتخفيف عمليات الإغلاق. يذكر أن المعهد سيعقد ندوتين إلكترونيتين يومي 11 و14 مايو الجاري بعنوان "اكتشاف الأدوية من وجهة نظر مستندة على البيانات"، و"تحليل وسائل التواصل الاجتماعي".
مشاركة :