يقف العالم على المحك في الآونة الأخيرة؛ حيث وجد الإنسان نفسه بين فكي الرحى، فمن ناحية هناك انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وعلى الجانب الآخر، هناك التهديدات الإلكترونية التي يتعرض لها، بالتزامن مع اعتماده على التقنيات الحديثة؛ لسد الفجوة التي أحدثتها الجائحة. وفي ظل الثورة الصناعية الرابعة، التي يشهدها العالم، مع التحول الرقمي في الكثير من القطاعات، بات سوق العمل يعيد النظر في المهارات التي يحتاجها، وأصبح أمن رواد الأعمال والشركات الناشئة ضرورة ملحة، لا ريب فيها. ورغم التوقعات باعتماد المستقبل على الذكاء الاصطناعي، فإن المهارات الأساسية للإنسان لا غنى عنها، كما أصبح العالم يردد الكثير من المصطلحات مثل: الأمن السيبراني، وأمن المعلومات، وهي الأمور التي تعرّف عليها موقع “رواد الأعمال” حصريًا من الأستاذ عمر العمر؛ نائب الرئيس التنفيذي لشركة “رموز” المتخصصة في أمن المعلومات، ومدقق معتمد في أمن المعلومات، متخصص في “ISO27001” عضو مجموعة “حماية” الجمعية السعودية لأمن المعلومات.ما هو الأمن السيبراني وما الفرق بينه وبين أمن المعلومات؟ إن الأمن السيبراني هو مجموعة الوسائل والتقنيات والتنظيمات الإدارية التي يتم تطبيقها واستخدامها؛ بهدف ضمان وتوفُر واستمرارية أعمال المنظمة، وكذلك لمنع غير المصرح لهم من الوصول إلى المعلومة والاطلاع عليها، أو التعديل عليها أو حجبها وسوء استخدامها. عندما تقول “الأمن السيبراني”؛ فأنت تتحدث عن الأمن الإلكتروني فهذا المصطلح أي (Cyber Security) بدأ ينتشر عالميًا بشكل متسارع منذ عام 2013، وهو يعني بحماية وتأمين جميع الأصول، سواءً كانت رقمية أو غير رقمية. أما أمن المعلومات؛ فهو يركز على حماية وتأمين البيانات والحفاظ على سريتها (Confidentiality)، وعدم التعديل عليها (Integrity)، والقدرة على الوصول لها عن الحاجة (Availability).ما هو مستقبل تطوير التطبيقات من وجهة نظرك؟ كلنا نعرف أن استخدام الإنترنت اليوم من خلال الأجهزة الذكية، أصبح أكثر شيوعًا، وفي هذا الصدد فإن التطبيقات المختلفة التي تم إنشاؤها أو يتم إنشاؤها بشكل يومي تشكل تأثيرًا متناميًا وواعدًا، كما تشكّل منعطفًا تاريخيًا لأعمال الشركات وحياة الأفراد. ويتوقع بأن يتم إحلال بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي محل الأفراد في غضون السنوات القريبة المقبلة؛ فإنني اعتقد أنه لا يوجد هناك أي خوف على مستقبلها.كيف يؤمّن رائد الأعمال نفسه من الهجمات الإلكترونية؟ غالبًا ما تعتمد الشركات الناشئة أو الصغيرة على تقنيات بسيطة على الإنترنت لتسهل عملها، وعدم التفكير في متطلبات الحماية لهذه الأنظمة؛ وذلك بهدف التسهيل على عملائها؛ لكن لسوء الحظ فإن هذا النوع من العمل قد يلحق الضرر بسمعة الشركة؛ لذلك يجب على رواد الأعمال تثقيف موظفيها حول أهمية الحماية الإلكترونية، وتحديد نقاط ضعفها من خلال مختصين في مجال الأمن السيبراني، بالإضافة إلى عدم الضغط على الروابط التي تصل إلى الجهة من خلال بريد إلكتروني غير معروف، مع عدم تحميل أي برامج من غير مصدرها الرسمي والحرص على تحديث الأنظمة بشكل مستمر. اقرأ أيضًا: أحمد باصلاح لـ”رواد الأعمال”: الطباعة ثلاثية الأبعاد تدعم القطاعات أمام الأزمات في ظل الثورة التقنية التي يشهدها العالم، ما أهم المهارات التي يحتاجها سوق العمل؟ إن أصحاب العمل يبحثون دائمًا عن مجموعة من المهارات الأساسية لدى موظفيهم، أو من يرغبون في توظيفهم، فهناك المهارات الشخصية الأساسية؛ وهي الأكثر طلبًا والمهارات المهنية المتخصصة، وهذا يعتبر خبرًا سارًا للباحثين عن عمل؛ لأن معظم هذه المهارات الأساسية هم في الأصل يتمتعون بها؛ لكن بالرغم من ذلك لا بد أن يجتهدوا في تعزيزها وصقلها؛ حيث إن ذلك التعزيز يُعد أحد أفضل الاستثمارات الذاتية التي يمكن إجراؤها، كما أنها تضمن _بإذن الله_ الاستمراية في الوظيفة أو الحصول على وظيفة بشكل أسرع. وعلى الرغم من ظهور الذكاء الاصطناعي؛ إلا أن هذه المهارات الشخصية الأساسية تعتبر مهمة؛ إذ إن الروبوتات لا تملكها؛ ولهذا نجد أن نسبة 86% من المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل هي مهارات أساسية بسيطة؛ لأنها أكثر أهمية من المهارات الصعبة، ومن أجل ذلك فإن 50% من الشركات تبحث عمن يملك مهارات مثل، مهارة التواصل الجيد باللغتين العربية والإنجليزية، ومهارة الاستماع والقدرة على التعبير، بينما يبحث 48% من الشركات عن مهارة القيادة والقدرة على العمل ضمن فريق، و47% من الشركات تبحث عمن لديهم مهارة في حل المشكلات والتعامل مع الأزمات، كذلك مهارة التسويق والمبيعات التي تعتبر مهمة جدًا. هذا الكلام لا يغني عن أهمية تعلُم المهارات المهنية المتخصصة؛ فكل 4 من أصل 10 شركات تبحث عن مرشحين يملكون مهارات مهنية متخصصة، مثل أمن المعلومات، الحوسبة السحابية، التسويق الإلكتروني، الذكاء الاصطناعي، البرمجة، إلى جانب تحليل الأعمال، والتفكير المنطقي التحليلي. لذلك؛ سواءً كنت باحث عن عمل أو تخرجت حديثًا أو ترغب في الحصول على وظيفة أفضل؛ فيجب عليك تعلُّم أو صقل هذه المواهب السابق ذكرها؛ لأنك ستحتاجها في حياتك وأنشطتك العملية. اقرا أيضًا: الغدير: هاكاثون المنشآت الصغيرة والمتوسطة يقدم الحلول في ظل أزمة كوروناما هي الطريقة المثالية لإدارة العمل عن بُعد؛ خاصة وأنه أصبح ضرورة في الوقت الحالي؟ لا شك في أن وظائف العمل على بُعد بدأت في الانتشار خلال الآونة الأخيرة، إضافة إلى تفشي فيروس كورونا المستجد “Covid -19” في الوقت الحالي، ما سرّع من عملية التحوٌل؛ حيث أصبح العمل عن بُعد مطلبًا مهمًا؛ لذلك لكي تتم إدارة العمل عن بُعد بشكل ممتاز على المستوى الشخصي، لا بد من تحقيق التوازن بين الحياة الوظيفية والحياة الشخصية، وعدم الخلط بينهما أيضًا. ويجب الحفاظ على مهارة التواصل، وإدارة وتنظيم الوقت بشكل جيد؛ فهو عامل مساعد في إدارة العمل بشكل ممتاز؛ لكن تظل في بعض الأحيان عملية الثقة هي أصعب جزء بين الرئيس ومرؤوسيه أثناء عملية العمل عن بُعد؛ لكن مع وجود التقنيات الحديثة وأدوات التعاون المساعدة التي تساهم في تنمية العلاقة مع الزملاء في العمل، أصبحت عملية إدارة العمل تجري بشكل أسهل وأسرع.هلا تُقدّم بعض النصائح للتقنيين التي تضمن تخطي الأزمة الحالية. لا يخلو أي عمل تجاري من الأزمات، وهذا أمر طبيعي الحدوث؛ لكن أن يقودك تفكيرك إلى أمر إيجابي خلال الأزمات فهذا شيء جيد؛ لذلك انصح إخواني التقنيين خلال هذا الفترة بأن يكون هادئًا. إذا كان من أصحاب الشركات؛ فيجب أن يستغلّ هذه الفترة بإعادة ترتيب الأوراق، ودراسة حاجة السوق في الفترة الحالية، وابتكار طرق جديدة لتغطية هذا الاحتياج، كذلك الابتكار في تقديم خدمات جديدة على التقنية التي يمتلكها، وتفعيل العمل عن بُعد، كما يجب أن يلتزم بالتواصل مع عملائه بشكل مستمر مع الإجابة عن جميع التساؤلات والتطورات بشكل عاجل. اقرأ أيضًا: عبد الرحمن الحبيب يوجه نصيحة لرواد الأعمال للتغلب على الأزمة الحالية هاني رجب لـ”رواد الأعمال”: هاكاثون SMEs يصنع الفرص في وقت الأزمات معتز السليم لـ”رواد الأعمال”: الأزمات تصنع حلولًا مبتكرة وفرصًا ريادية
مشاركة :