إعادة مسميات أحياء مكة القديمة تشعل جدلا

  • 5/9/2020
  • 23:54
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في حين أطلقت أمانة العاصمة المقدسة أخيرا على عدد من مخططات جنوب مكة المكرمة مسميات الأحياء القديمة المتاخمة للمسجد الحرام، والتي أزيلت لصالح التوسعة الثالثة، رأى مهتمون أن هذه الأحياء مرتبطة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن تبديلها بمواقع جديدة، مما سيسبب تشويشا وتغييرا في الجغرافيا الأصلية لهذه المواقع في أذهان الجيل المقبل، بينما عده آخرون تعديا على تاريخ أحياء مكة القديمة والتي وقعت فيها قصص من صدر الإسلام، واقترحوا إطلاق مسميات الأحياء القديمة على بعض البنى التحتية لتوسعة الثالثة للحرم المكي والتي أزيلت من أجلها.وأفاد الكاتب الصحفي، والمهتم بالمعالم المكية الدكتور فايز جمال بأنه قبل سنوات وفي لقاء مع أمين العاصمة المقدسة الأسبق الدكتور أسامة البار عرضت فكرة إطلاق مسميات الأحياء القديمة على الأحياء الجديدة، إلا أنه قال وقتها لا تصح تسمية أحياء جديدة بأسماء الأحياء ‫القديمة، لأن أحياء مكة شرفهاالله من أكثر الأحياء التي ذكرت في كتب التاريخ ولا يصح تضليل الناس من خلال هذه المسميات الجديدة.وأضاف أن الأجدر المحافظة على مسميات الأحياء القديمة في مواقعها الأصلية من خلال إطلاق هذه المسميات على بعض البنى التحتية للتوسعة الثالثة للمسجد الحرام، وبالتالي نحافظ على هوية هذه الأحياء في مواقعها التي سطرها التاريخ.واستطرد «يمكن إحياء أسماء الأحياء القديمة في مواضعها بإطلاقها على الأحداثات التي تتم عليها ‏مثل محطات النقل والأسواق والساحات وحتى الشوارع ومسارات المشاة مثل: ‏محطة شعب علي، ‏سوق المدعى، ‏شارع الغزة، ساحة القرارة، دكاكين الشامية وهكذا بشرط أن تكون في مواضعها الأصلية».من جهته أوضح الباحث في تاريخ مكة المكرمة الدكتور سمير برقة أن فكرة إعادة مسميات الأحياء القديمة ممتازة، خاصة إذا اتخذ ذلك من خلال جغرافية الموقع الأصلي، لأن هذه الأحياء مرتبطة بالسيرة النبوية، وبتغيير مواقعها وترحيلها بعيدا عن مركزية المسجد الحرام يخشى أن تشوش معلومات هذه الأحياء التاريخية عند الأجيال القادمة، فتتغير جغرافية المواقع في أذهانهم، لافتا إلى أن إحياء المسميات التاريخية القديمة لابد أن يكون في نفس مواقعها التي كانت عليها، وذلك من خلال إطلاق أسماء هذه الأحياء على أجزاء من التوسعة الشمالية أو الأبواب الرئيسة منها.من جانبهم طالب عدد من المكيين الجهات ذات العلاقة بإعادة النظر في إطلاق أسماء الأحياء القديمة على بعض المخططات الحديثة، معتبرين ذلك تجاوزا في حق تاريخ مكة القديم.

مشاركة :