تترقب فرنسا بدء عملية تخفيف إجراءات العزل تدريجيا الاثنين والتي ستحاط بتدابير سلامة مشددة من أجل تجنب موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا المستجد.وسيتمكن غالبية السكان من الخروج بعد شهرين من العزل غير المسبوق الذي تم الالتزام به عموما، وأتاح بحسب السلطات تراجعا كبيرا للوباء الذي أودى بحياة 26 ألفا و230 شخصا في البلاد. لكن الفيروس لا يزال ينتشر في ظل عدم التوصل الى علاج أو لقاح.وسيبقى حوالى 27 مليون نسمة من أصل 67 مليونا يخضعون لقيود أشد، وستقسم فرنسا الى منطقتين "خضراء"، و"حمراء"، حيث يكون انتشار الفيروس أسرع مع ضغط متزايد على النظام الصحي.تشمل المنطقة "الحمراء" ضواحي باريس وشمال شرق البلاد، وستبقى المدارس لأعمار 11-14 عاما والمتنزهات والحدائق العامة مغلقة فيها، مع قيود على المتاجر ووسائل النقل.وأرجئ تخفيف العزل في "مايوت"، الجزيرة الفرنسية في المحيط الهندي إلى ما بعد 11 مايو.وفي المنطقة "الخضراء"، يجب أن يطبق الناس اجراءات التباعد، أي أن ينتقلوا من العزل في المنزل الى عزل على أنفسهم والتفكير بانهم يجب أن يحموا أنفسهم والآخرين.وأوضحت شركة السكك الحديدية الفرنسية "اس ان سي أف" أن حركة القطارات ستستأنف تدريجيا لكن لم يعد بالإمكان بعد الآن العزف على البيانو في المحطات حيث سيكون وضع الكمامات اجباريا، وتطبق غرامة قدرها 135 يورو على المخالفبن في وسائل النقل العام، وهناك حوالى 3100 شخص سيقومون بتنظيف المحطات.وصوت النواب ليل الجمعة / السبت في قراءة أولى على مشروع قانون تمديد حالة الطوارئ الصحية حتى 10 يوليو مع تدابير تقيد الحريات وترتبط بتخفيف العزل التدريجي وبينها إقامة "نظام معلومات" لتجديد الأشخاص المصابين والأشخاص الذين يتواصلون معهم، وهو موضع جدل.وتأمل الحكومة في أن يؤدي استئناف النشاط اعتبارا من الإثنين وخاصة في مجال التجارة من تحريك العجلة الاقتصادية فيما تواجه البلاد أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية. ولا يزال قطاعا المطاعم والأنشطة الثقافية اللذان تأثرا كثيرا مغلقين في الوقت الحالي.واعتبارا من الإثنين ستوفر الدولة 10 ملايين كمامة لمشغلي قطاع النقل لتوزيعها على المستخدمين بينها 4.4 مليونا في ضواحي باريس حيث الوضع يبدو حساسا لأن قدرة وسائل النقل ستخفض عملا بقواعد التباعد الاجتماعي.وستعمد شركة الخطوط الجوية الفرنسية "اير فرانس" اعتبارا من الإثنين الى قياس حرارة الركاب الذين لن يتمكنوا من ركوب الطائرة اذا كانت حرارتهم تتجاوز 38 درجة وسيكون وضع الكمامات إلزاميا على متنها.وفي كل الأنحاء تتزايد الدعوات لاحترام قواعد التباعد المشددة والتي ستطلق في أماكن العمل وكذلك في المتاجر.وسيعود حوالى مليون طفل الإثنين الى المدارس التي تعتزم بنسبة 85% منها أن تفتح أبوابها مجددا، بحسب وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران.
مشاركة :