دعت اللجنة الإسلامية للهلال الدولي اللجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني، والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر إلى إحياء مناسبة اليوم السبت التاسع من مايو الذي يصادف يوم القانون الدولي الإنساني في دول منظمة التعاون الإسلامي، ضمن فعاليات مواجهة جائحة كورونا التي تتركز عليها الجهود الإنسانية كافة بالدعوة في هذا الشهر الكريم من أجل احترام هذا القانون في جميع حالات المنازعات المسلحة والعمل على تطبيق أحكامه وقمع انتهاكاته. وأشارت اللجنة في دعوتها إلى مناسبة مرور 1430 عاماً بالتقويم الهجري عن صدور الوصية الإنسانية الخالدة التي صدرت عن الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم السبت 14 صفر سنة "11 هجري" الموافق التاسع من مايو سنة "632 ميلادي" إلى أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عندما أرسله بقيادة جيش إلى الشام، امتثالاً لوصايا الرسول صلى الله عليه وسلم، بوصيّة جاء فيها: "يا أيها الناس .. قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوا عني ، لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكله، وسوف تمرّون بأقوامٍ قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئاً بعد شيء فاذكروا اسم الله عليه". وأكدت اللجنة أن هذه الوصية قد وضعت نظاماً وأسلوباً إنسانياً غير مسبوق في حالات الحرب من أجل الحفاظ على الإنسان والبيئة، أخذت بها سلسة اتفاقيات جنيف فيما بعد وحتى عام 1949م والبروتوكولان المضافان إليها عام 1977م. وتتوجه اللجنة الإسلامية للهلال الدولي بمنظمة التعاون الإسلامي إلى الدول الأعضاء وخاصة اللجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بها إلى التذكير بالقرار الصادر عن مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلام، في دورته الثانية والأربعين المنعقدة بمدينة الكويت في الفترة 27 – 28 مايو 2015م، بالموافقة على اعتماد يوم 9 مايو، من كل عام يوماً وطنياً للقانون الدولي الإنساني تخليدا لذكرى صدور هذه الوصية الإنسانية، ومطالبة الدول الأعضاء إحياء هذا اليوم واغتنامه فرصة لاتخاذ تدابير ملموسة، لتعزيز القانون الدولي الإنساني والأحكام الإسلامية ذات الصلة، وخاصة القواعد الواردة في الوصية وتطبيقات التراث التاريخي للإسلام، من أجل احترام أحكام هذا القانون في جميع حالات تطبيقه والعمل على قمع انتهاكاته.
مشاركة :