العربية نت - غرد المرشد الإيراني، علي خامنئي، على حسابه الفارسي على «تويتر»، بمناسبة مولد الإمام حسن بن علي، مستخدمًا عبارات تمجد صلح الحسن مع الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، الأمر الذي أثار تكهنات حول إمكانية إعطاء الضوء الأخضر من خلال هذه التغريدة للبحث عن «الصلح مع أمريكا»، وبدء المفاوضات السرية والعلنية مع واشنطن، كما حدث في عام 2013 تحت شعار «المرونة الشجاعة».وجاء في تغريدة خامنئي: «أعتقد أن الإمام حسن المجتبى هو أشجع شخص في تاريخ الإسلام. حيث استعد للتضحية بنفسه وباسمه بين أصحابه والمقربين منه، في سبيل المصلحة الحقيقية، فخضع للصلح، حتى يتمكن من صون الإسلام وحماية القرآن وتوجيه الأجيال القادمة في التاريخ في وقتها».يُذكر أن المرشد علي خامنئي سبق أن وصف صلح الحسن مع معاوية بالـ«المرونة الشجاعة»، وذلك استنادا إلى كتاب «صلح الحسن في عام الجماعة» لمؤلفه العراقي، راضي آل ياسين، والذي ترجمه خامنئي من العربية إلى الفارسية قبل ثورة 1979.وفي وقت سابق، وتحديدًا في 17 سبتمبر 2013, أي قبل أيام قليلة من اللقاء السري الأول الذي جمع وزيري خارجية إيران والولايات المتحدة بنيويورك في 24 سبتمبر 2013, استخدم خامنئي وصف «المرونة الشجاعة»، خلال اجتماعه مع كبار قادة الحرس الثوري، الأمر الذي أثار حينها العديد من التكهنات حول هذا الوصف.وبحسب موقع «عصر إيران»، قال خامنئي خلال الاجتماع: «أنا لست ضد التحركات الدبلوماسية الصحيحة، فأنا أؤمن منذ سنوات عدة بما كان يُطلق عليه المرونة الشجاعة، كالمصارع الذي يقوم بحركة تقنية مرنة».ولضمان عدم معارضة قادة الحرس مع ما كان يخفيه وراء وصف «المرونة الشجاعة»، قال خامنئي: «إن الحرس الثوري ككيان حي، ينبغي معرفة ما الذي يريد أن يحرسه، وليس من الضروري أن ينشط الحرس الثوري في المجال السياسي، ولكن يجب أن يعرف الساحة السياسية».وبعد مضي 7 أيام على خطاب الزعيم الإيراني أمام قادة الحرس، ألقى الرئيس حسن روحاني كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر 2013, والتي حظيت باهتمام كبير من وسائل الإعلام العالمية والأوساط السياسية الدولية، حيث أكد أن «إيران تريد التعامل البناء مع الآخرين وفي هذا الإطار لا تسعى للتصعيد مع الولايات المتحدة الأمريكية».الأمر لم يقف عند تصريحات حسن روحاني وتلميحات خامنئي، بل في نفس اليوم الذي تحدث الرئيس الإيراني في الأروقة الدولية، بل تم خلف الكواليس أول لقاء بين وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ونظيره الأمريكي وقتها جون كيري.واليوم تواجه طهران ظروفًا اقتصادية أصعب بكثير مما كانت عليه قبل عام 2013 والتي دفعتها آنذاك إلى التفاوض، حيث تشهد إيران حاليًا اتساع رقعة الفقر والبطالة من جهة، ووقف تصدير النفط، المصدر الرئيسي للميزانية الإيرانية من جهة أخرى، ولهذا السبب فقد أثارت تغريدة المرشد الأعلى الإيراني حول «صلح الحسن مع معاوية»، تكهنات بشأن إمكانية لجوء طهران إلى «المرونة الشجاعة» مرة أخرى والقبول بالمحادثات مع الولايات المتحدة تحت وطأة العقوبات.ولكن رغم كل ذلك لا يمكن إصدار الحكم المطلق بشأن ما جاء في تغريدة المرشد، واعتبارها علامة نهاية على قبول إيران بالشروط الصعبة والمشددة، التي حددتها الولايات المتحدة لإيران للجلوس على طاولة المفاوضات.
مشاركة :