الدوحة 9 مايو 2020 (شينخوا) أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن اعتقاده بأن الأزمات المختلفة في منطقة الشرق الأوسط دليل على الحاجة الملحة لاتفاقية أمنية إقليمية توفر الاستقرار الأساسي للمنطقة. جاء ذلك خلال مشاركة الشيخ محمد في ندوة افتراضية عبر تقنية الاتصال المرئي استضافها معهد السياسات الخارجية في جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، ونشرها موقع وزارة الخارجية القطرية اليوم (السبت). وقال الشيخ محمد "نحن في قطر ما زلنا نؤمن بقوة الحوار والدبلوماسية، ونعتقد أن الأزمات المختلفة التي نواجهها في منطقة الخليج وخارجها دليل على الحاجة الملحة لاتفاقية أمنية إقليمية توفر الاستقرار الأساسي للشرق الأوسط". وأضاف "بدلا من تطبيق الإقصاء أو التضييق، لدينا فرصة أكبر لتحقيق الأمن على المدى الطويل من خلال التعاون والحوار المباشرين الخاضعين للمساءلة ضمن إطار أمني إقليمي". وأوضح أنه إذا انضمت كل دولة في الشرق الأوسط بحسن نية ورغبة في الالتزام بشفافية، فيمكن إنشاء إطار منظم مع آليات ملزمة وحل النزاعات، حيث ستخضع جميع الدول للمساءلة عن تحقيق السلام والحفاظ على الأمن. وحذر من أن المنطقة تمر حاليا بوضع مشابه للحرب الباردة، وأن الوضع سيزداد صعوبة ما لم يكن هناك تعاون بين دول المنطقة، داعيا إلى ضرورة وجود بنية أمنية جديدة في المنطقة تهتم بالقوانين والحقوق والمسؤوليات، لأن هذا هو السبيل الوحيد للمضي قدما، على حد تعبيره. وبخصوص الأزمة الخليجية، ذكر وزير الخارجية أن المجتمع الدولي وجميع الدول يدركون اليوم "أن الأزمة مبنية على أكاذيب وجرائم ضد دولة قطر والشعب القطري لم يتم إثبات أي منها، ومع ذلك لم يكن هناك أي مساءلة لذلك تستمر هذه السلسلة من الأكاذيب". وأكد أن بلاده مازالت على موقفها وأنهم مصممون على أن تكون لهم علاقات إيجابية وبناءة مع الدول الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، مستطردا القول "نحن نؤمن بمجلس التعاون الخليجي وبوحدته ولكن بشرط واحد وهو احترام سيادة جميع الدول واحترام جميع الدول للقانون الدولي واحترام مبدأ المساواة بين الدول". ولفت إلى أن بلاده منفتحة للنقاش، لكنه شدد على أنها تريد أن تتأكد من أن أي اتفاقيات مستقبلية بينها والدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي ستضمن تقدما إلى الأمام "لحمايتنا في حالة أي نزاع مستقبلي وألا يعاني أطفالنا وأطفالهم في المستقبل من أي نزاع بيننا وبين الدول الأخرى". واعتبر أن هذا ليس لمصلحة قطر فقط بل لمصلحة جميع المنطقة، وأنه لابد أن تكون هناك اتفاقية تنص بوضوح كامل على مسؤوليات كل دولة تجاه الدولة الأخرى. وفي الشأن الليبي، وصف الشيخ محمد الأوضاع في ليبيا بأنها "متدهورة"، وتحدث عن أن هناك تدخلات كثيرة في الشأن الليبي من قبل عدة دول أوروبية وعربية. وانتقد في هذا السياق التناقض الدولي في التعامل مع الأزمة الليبية، مستبعدا إمكانية وجود حل هناك إلا إذا اعترف المجتمع الدولي بأنه لا يمكن أن يتعامل مع هذه الاوضاع في ظل وجود معيارين. وجدد دعم بلاده للحكومة الشرعية في ليبيا، ولمخرجات اتفاق الصخيرات، مؤكدا أن هذا الاتفاق هو السبيل الوحيد لتحقيق انتقال سلس للسلطة في البلاد. وفيما يخص اليمن، أعرب الشيخ محمد عن أسفه "لانحراف الأوضاع في اليمن عن القضية الرئيسية التي بدأت الحرب من أجلها" على حد قوله، مضيفا أن نتيجة الحرب الدائرة هناك منذ خمس سنوات هي دمار البنية التحتية في هذا البلد. ورأى أن الطريق الوحيد لليمنيين للتقدم إلى الأمام يتمثل بوقف الحرب في المقام الأول ثم جمع اليمنيين ثم وقف التدخل من جميع الدول دون استثناء، وأن يحدد اليمنيون بعد ذلك الطريق الذي يسلكوه لتحقيق السلام.
مشاركة :