طرابلس 9 مايو 2020 (شينخوا) قتل ثلاثة مدنيين جراء سقوط قذائف عشوائية اليوم (السبت) في مواقع متفرقة من العاصمة الليبية طرابلس، حيث تدور مواجهات منذ أكثر من عام بين قوات حكومة الوفاق المدعومة دوليا وقوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر. وقال المستشار الإعلامي لوزارة الصحة بحكومة الوفاق أمين الهاشمي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قصفا كثيفا طال صباح اليوم بلدية أبو سليم ومنطقة باب بن غشير جنوب طرابلس، بجانب مطار معيتيقة الدولي والمناطق المحيطة به شرق العاصمة. وأضاف الهاشمي، أن "القصف خلف سقوط 3 قتلى وعشرات الجرحى من المدنيين في حصيلة أولية"، متوقعا ارتفاع العدد مع استمرار القصف بشكل متقطع حتى الآن. واتهمت حكومة الوفاق الوطني قوات "الجيش الوطني" بالمسؤولية عن القصف. وقالت عملية "بركان الغضب" التابعة لقوات حكومة الوفاق، في تدوينة نشرتها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، إن "ميليشيات حفتر قصفت الأحياء السكنية في محيط مطار معيتيقة وباب بن غشير بأكثر من 80 صاروخا". وأشارت الى أن القصف "تسبب في مقتل مواطنين وسقوط إصابات" دون أن تحدد عددهم. ونشرت عملية "بركان الغضب" صورا تظهر أعمدة من الدخان الكثيف تتصاعد من داخل المطار. من جهتها، أكدت وزارة المواصلات بحكومة الوفاق الوطني أن القصف الذي استهدف مطار معيتيقة تسبب بأضرار مادية كبيرة. وقالت الوزارة في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن "الهجوم الوحشي" على مطار معيتيقة أدى الي أضرار جسيمة طالت طائرات مدنية وأخرجتها عن الخدمة بالكامل ومن بينها طائرة إيرباص 320 كانت تستعد للإقلاع إلى اسبانيا لإعادة ليبيين عالقين. وأشارت إلى أن "التدمير طال سيارات الإطفاء وبعض السيارات الخدمية وأجزاء من محطة الركاب وساحة وقوف الطائرات". وناشدت الوزارة كافة المنظمات الدولية والإقليمية، إدانة ما وصفته بـ"العدوان" الذي يطال البنى التحتية والمرافق المدنية. ويعد مطار معيتيقة الدولي المقام داخل قاعدة طرابلس الجوية المنفذ الجوي الوحيد في غرب ليبيا والعاصمة طرابلس منذ تدمير مطار طرابلس الدولي المنفذ الجوي الرئيسي في البلاد جراء معارك في العام 2014. وتستهدف قوات حفتر مطار معيتيقة الدولي في مناسبات عديدة، بدعوى استخدامه لشن هجمات الطيران المسير التركي منه ضد مواقعها. وأكدت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط (حكومية)، تعرض مستودع وقود الطائرات بمطار معيتيقة للاستهداف. وذكرت المؤسسة في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أن "مستودع مطار معيتيقة الدولي تعرض لوابل من القذائف الصاروخية، أدت إلى إصابة مباشرة لـ 4 خزانات واحتراقها بالكامل، وإصابة 6 خزانات بأضرار جسيمة". وأكدت المؤسسة السيطرة على الحرائق التي اندلعت بفعل القصف العشوائي لكنها أشارت إلى أن "منظومة تزويد الطائرات أصبحت خارج الخدمة". وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أمس الجمعة، إن 15 مدنيا قتلوا وأصيب 50 آخرون منذ بداية مايو الجاري جراء قصف عشوائي في طرابلس. وأدانت بعثة الاتحاد الأوروبي وسفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا الهجمات الصاروخية العشوائية الأخيرة. وحملت بعثة الاتحاد الأوروبي والسفارة الإيطالية الجمعة قوات حفتر المسؤولية عن شن تلك الهجمات. لكن المتحدث باسم قوات "الجيش الوطني" الليبي اللواء أحمد المسماري، نفى مسؤولية الجيش عن القصف الذي شهدته طرابلس. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين حكومة في طرابلس معترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.