وزير الصحة... بعض أطباء في "الطوارئ" لا يريدون علاج مرضى (السكلر)... ما الحل؟ الوسط - محرر الشئون المحلية "لم نلغِ بروتوكول السكلر.. بل طوّرناه؛ وفتحنا تحقيقا بأنباء عن رفض أطباء ومراكز علاج المصابين... وسننشر نتائجه فور اكتمال المعلومات.." هذا ما طالعتنا به الصحافة المحلية في أغسطس/ آب 2015، على لسان وزير الصحة البحريني، وقبل البدء في طرح مشكلتي، حتى أكون منصفاً مع نفسي والناس، من يجلس أو يتفقد كلام وزير الصحة يجد في طياته النية الطيبة والخالصة لخدمة المواطنين وبالخصوص مرضى (السكلر). ولكن.. الكل بانتظار النتائج التي توصلت إليها الوزارة بعد التصريحات بتحسين الخدمات لمرضى (السكلر)، حيث كانت هناك طوال هذه الفترة الكثير من التجاوزات والأخطاء والإهانات من قبل بعض الطواقم الطبية والتمريضية ولكننا نُفضل أن يُحل كُل ما يُطرح على طاولة الوزير، للأسف لا أعلم أين الخلل؛ هل هناك عوائق تمنع الوصول إلى حلول للملفات العالقة أم هناك أشخاص يمتنعون عن تنفيذ الأوامر الصادرة بتحسين الخدمات سواء من خلال الأوامر التي هي محور اهتمام القيادة في البحرين وبالاهتمام الكبير الذي يوليه لنا رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، أو من تصريحات سعادتكم!. وفي يوم الاثنين الموافق يونيو/ حزيران 2015 كان الأمل في تحسين الخدمات يطبق مع تصريح وزير الصحة: "الجُهد الذي تبذله الوزارة من خلال مؤسساتها على أداء دورها الدستوري والوطني في هذا الشأن، ومدى حرصها على وضع الخطط والاستراتيجيات والأدلة الإرشادية وتطوير البرامج الصحية الهادفة لضمان جودة الخدمات الصحية والطبية المقدمة لجميع المرضى بصفة عامة ولمرضى أمراض الدم الوراثية بصفة خاصة". كُل هذا الجهد نقدره ونشكركم عليه ونساندكم في جميع الخطوات من أجل أن يتحقق شعار "المريض أولا" الذي ترفعه وزارة الصحة باستمرار وتزين به اروقة الرعايتين الأولية والثانوية؛ ولكننا لا نلتمس ذلك فهناك من لا يريد تحسين الخدمات ولاتطويرها ولاينصاع لتنفيذ الأوامر ونستنكر اللامبالاة من بعض الأطباء الذين نكثوا قَسم أشرف وأسمى المِهن "أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي وأن أصون حياة الإنسان... وأن أحفظ للناس كرامتهم، وأستر عوراتهم، وأكتم سرّهم..."؛ وكُل ذلك يتجلى بعدم جدية الوزارة في محاسبة المخطئين والمقصرين في حق المرضى. ولعدم تجاوب الوزارة مع مقالي المنشور يوم الخميس الموافق: (4 يونيو 2015)، والمُعَنوّن بـ "أطباء الطوارئ مقيدون ببروتوكول أقره الوزير" بالرغم من مرور أكثر من أسبوع من تاريخ نشره ليتكرر المشهد صباح الجمعة (12 يونيو 2015)، بوجود طبيب في الغرفة المخصصة لمرضى السكلر، والذي لم يمكث نصف ساعة سواء مستمرة أو متقطعة خلال وجودي في الغرفة لمدة ساعات ويتعامل معنا بإزدراء شديد وعدم مبالاة أو اهتمام حيث لايُكلف نفسه بالحديث مع المريض الذي يستنجد به من شدة الألم وإن تكرم تمتم كلمتين وهو مغادر الغرفة؛ ومن شدة ألمي وبكائي حاول الطاقم التمريضي مشكوراً التخفيف من معاناتي وندائهم المستمر بجهاز النداء للطبيب الذي لا يكلف نفسه برعاية المرضى في الغرفة بل يغادرها ويتكرم بعيادتنا عند ندائه فقط ولأكثر من مرة يتم نداؤه من أجلي ولكنه يتكلم من خلف الستار المغلق بالرغم من أنني معاق سمعياً وهو يعلم بذلك؛ وملائكة الرحمة "الممرضات" يتأسفون لحالي حيث ليس بيدهم شيء سوى تنفيذ أوامر الطبيب. كم شعرتُ بالذل لأن كرامتي تُهان في وطني من أجل تلقي العلاج الكريم الذي كفله الدستور للمواطن والمقيم على حد سواء؛ فأنا أتألم بنوبة سكلر تفترسني وإعاقة سمع تخذلني؛ قمت بمراجعة مسئول النوبة الذي قام بدوره مشكوراً بالإنصات لي بأنني أتألم ولايمكن لطبيب أن يعاملنا هذه المعاملة (...) وكيف له أن يستلم راتباً شهرياً وهو لايمكث في الغرفة ولا يُبالي بالمريض وكُنت لا أطلب أكثر من الرعاية الرحيمة والكريمة من الطبيب المُعالج وأن يأخذ بعين الاعتبار إعاقتي السمعية ولايتجاهلني أو يتكلم من خلف الستار وهو مغادر غرفة العلاج، مسئول النوبة توجه لغرفة العلاج وتأكد بأن الطبيب لم يمكُث في الغرفة وهو ليس موجوداً فيها وقام بالاستفسار من الممرضات وأبلغوه بأنهم يستدعونه في حال وجود حالة جديدة أو هناك مريض يطلبه فأمرهم بمناداته عبر جهاز النداء وعند ملاقاته استفسر المسئول عن سبب غضبي فكان رده: "بأنني أطلب مسكن يخفف ألمي ووقتي لم يحن حتى يتسنى له صرف الجرعة!!" ولكن نباهة وحذاقة مسئول النوبة الذي كان بحاجة لطرف محايد فهو بين نقيضين حيث أنني أبلغه بأن غضبي سببه عدم مبالاة الطبيب وعدم وجوده في غرفة العلاج والطبيب يبلغه بأن لا حاجة لديه بالتحدث معي لأن وقتي لم يحن من أجل الابر المسكنة للألم؛ فالطاقم التمريضي يعلم بحيثيات الموضوع وهو لن يقف في جانب الطبيب أو جانبي فكان الطاقم هو الطرف المحايد الذي أكد صحة كلامي وليس ادعاء الطبيب. فالمسألة ليست مسألة ابر مسكنة او غيره، المسألة مسألة مبدأ واحترام متبادل بين الطرفين ولاسيما إنها مهنة إنسانية تستدعي التعامل بمهنية وشفافية عالية. هذا المشهد الذي مررت به، مر به مرضى كثيرون من الطبيب نفسه مع بعض الأطباء، لذلك الظاهر من تصرفاتهم انهم لا يريدون البقاء بالغرفة ولا علاج المرضى، المتذرع دائماً بتصرف مريض مع طبيب، تصرف غير لائق هذا أمر تعب المرضى منهم جميعاً، فلا يعقل أي شكوى تذيل بالرد عن مشكلة بين مريض وطبيب وتعميمها على جميع المرضى، تعبنا من كثر الألم والكلام عن هذا الإهمال، كما تعبنا من الردود المتشابهة يا سعادة الوزير. حميد مرهون
مشاركة :