قصور مصر|| سراي الجيزة.. أفخم قصور الخديو إسماعيل

  • 5/10/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تميزت مصر منذ فجر التاريخ بالعمارة، إذا خلفت العمارة المصرية القديمة العديد من الآثار التى تدل على حرفية وإتقان الفنان المصرى عبر العصور، وقدرته الفائقة على تشييد القصور، إذا كشفت الحفريات في مدينة تل العمرانة، والأقصر عن عدد كبير من القصور، واستمر الوضع عبر العصور والحضارات المتعاقبة على مصر فمرورًا بالعصر البيزنطى، والقبطى، والإسلامى، وحتى الدولة العلوية، فبدأت القصور في مصر تأخذ العديد من الطرز المعمارية، وفى هذه السلسلة من الحلقات والتى تستمر على مدى شهر رمضان الكريم سنتعرف على أهم القصور في مصر المحروسة.بعدما أمر الخديو إسماعيل من بناء «سراى الجزيرة» قام بتشييد «سراء الجيزة» في الوقت ذاته، فكان شغفه بحب البناء لا يمكن وصفه، وذلك في العام ١٨٦٣، وكانت في بداية الأمر قصرًا صغيرًا، أمر ببنائها سعيد باشا، وبعد رحيله قام الخديو إسماعيل بشراء القصر وما حوله من أراضي، والتى بلغت مساحتها ٣٠ فدانًا. ومن ثم قام إسماعيل بتوسيع السرايا من جهة البحر، وزاد في المباني، كما أحضر أفضل الأسطوات من الأستانة ليقوموا بتنظيم البستان، وقاموا بفرش الممشى الخاص بالسراى وطرقاته بالزلط الملون المجلوب من جزيرة «رودس» وقام بتنظيمه بأشكال مختلفة، رائعة الجمال، ما جعلوا فيه جبليات وبركًا متسعة وأنهارًا عليها قناطر، وأكشاك للجلوس، كما صنعوا أقفاصًا واسعة للطيور، وتم توصيل مياه النيل المرفوعة بواسطة وابور مخصص، وتم توزيع فوانيس الغاز.كما تم تكليف مهندس أجنبى لعمل سلاملك من الحجر النحيت، وأنشأ بستانًا ثالثًا عرف بالأورمان، وتم جلب أشجاره من الجزائر الروم، بعد أن تم ردم الأرض بطمى النيل بارتفاع مترين، كما تم ردم الأرض المجاورة بهذه السرايا، وبلغ ما ردم نحو ثلاثمائة فدان، وبلغت تكلفة السرايا شاملة أجر الصنايعية والمفروشات والنقوش نحو ألف وثلاثمائة وثلاثة وتسعون ألفا وثلاثمائة وأربعة وسبعون جنيهًا.وأصبحت سرايا «الجيزة» من أفخم السرايات التى أنشأها الخديو إسماعيل، وأولى السرايات من حيث المساحة، إذ كانت تضم المنطقة من كوبرى عباس حتى كوبرى الجامعة بكافة المنشآت الموجودة حاليًّا، ولكن هذه السرايا بدأت في الاندثار والتجزئة بعدما قررت الأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل التى كانت تسكن هذه السرايا أن تتنازل عن جزء من ملحقاتها لإنشاء الجامعة المصرية، وكانت كلية الآداب جامعة القاهرة هى أولى المبانى ثم توالت إقامة الكليات الأخرى على الملحقات، كما تم فصل حديقة الحيوان وحديقة الأورمان من السرايا وأصبحت السرايا تتقلص حتى انتهت ولم يبق منها شيء سوى ذكراها، ولقد لوحظ أن أحد ملاحق هذه السرايا موجود حتى الآن ويتم ترميمه وتجديده وتطويره من وقت لآخر، وهذا الملحق هو المقر الحالى لإحدى الشركات الاستثمارية، والتى تعمل في مجال الصناعات الغذائية، والذى لم يلق أى اهتمام من الجهات المسئولة.

مشاركة :