لا شك أن المسحرتي يعد من علامات شهر رمضان المبارك منذ القدم، حيث كان أول من نادى بالتسحير هو والي مصر لدى المنتصر «عنبسة بن إسحاق» في سنة 238هـ، وكان يسير على قدميه من مدينة "العسكر" إلى جامع عمرو بن العاص بالفسطاط مناديًا: «عباد الله تسحروا.. فإن في السحور بركة».وفي كل ليلة عندما يحضر المسحراتي يحضر معه البهجة والسرور للكبار والصغار، حيث ينتظر الأطفال "المسحراتي" على شرفات منازلهم ويوجد من ينزل لكي يتجول معه أثناء قيامه بالنداء، ومن المفترض أن يذكّرهم هذا الرّجل الّذي يستخدم الطبل لإيقاظ أهالي الحي لتناول وجبة السحور التى تكون قبل الفجر.ومثل كل عام يتجول المسحراتي في القناطر الخيرية من عشرات السنين ولا يزال ينزل معه الأطفال لكي يمرحوا فهو له طابع خاص يضيف البهجة لهم وللجميع.وقد رصدت عدسة صدى البلد مسحراتي القناطر الخيرية، حيث يقوم بالتجول والقيام بالنداء لإيقاظ النائمين ومعه بعض من أطفال الحي. وكادت مهنة المسحراتي أن تختفي للا بد، لولا تدخل "الظاهر بيبرس" فقد عين أناس خصيصا من عامة الشعب وصغار علماء الدين للقيام بها، ليتحول عمل المسحراتي إلى علامة من علامات الشهر الكريم، وخاصة للأطفال الذين تجذبهم أغاني المسحراتي ويسعدون بصوته وطريقة أدائه، وغالبًا ما كان هؤلاء الأطفال يحملون الهدايا والطعام والمال التي يرسلها أهلهم بها له.
مشاركة :