تكدست الدموع في عيني الطفل زيد وهو يرى الشارع الفسيح للمرة الأولى منذ تطبيق الحظر الجزئي، فمنذ 24 مارس الماضي وحتى اليوم 10 مايو ولحظة تطبيق الحظر الكلي وزيد لم يبرح مكانه، إذ التزم والده معلم اللغة العربية علي الياسين القاطن في الجهراء في منطقة القصر بالتعليمات الصحية ولم يسمح لأطفاله الخروج من المنزل.وعندما أراد الياسين الخروج للتريض مستغلا ساعتي السماح فضل أن يصطحب «زيده» معه لأنه شعر بأن الصغير بحاجة ماسة إلى «يكفخ» بذراعيه في فضاء الفرح والنشوة، فقد ظل حبيسا يسمع صدى صوته في شقته الصغيرة طوال الأيام الماضية، ولكنه قبل ساعة كان بجوار الممشى المحاذي لنادي الجهراء، يركض الهوينا لأن رجليه الصغيرتين غير قادرتين على حمله، فيستعين بأبيه تارة ويركب «الدريفة» تارة، أما والده معلم اللغة العربية فكان مبتهجا «مرفوع»الهمة، «منصوب» القامة، استخدم «الكناية» ليعبر عن عمق الأزمة، ولجأ إلى «السجع» لينسى وجع الأزمة، والياسين الذي يعرفه أهل الجهراء لقربه من الأبناء قبل الآباء كان من الأوائل الذين خرجوا في ساعتي السماح وقال لـ«الراي»: مع هذا الجو الجميل نشكر وزارة الداخلية التي سمحت لنا بمزاولة الرياضة للمحافظة على الصحة وطرد الفيروسات والشعور بالتفاؤل ومكافحة الفيروس ونسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد ويحفظ الكويت وأميرها.
مشاركة :