متابعة: جيهان شعيب أثار اختيار شركة «فيسبوك» لليمنية توكل كرمان، بين أعضاء مجلس الأشراف العالمي، أو مجلس الحكماء، لمراقبة محتوى ما ينشر على منصتي «فيسوك»، و«إنستجرام» للتواصل الاجتماعي، والبت في المضمون الخلافي عليهما، وتحديد شكل المحتوى عامة، انتقادات واسعة بالنظر إلى سيرة هذه الناشطة التي تعتبر بوقاً إخوانياً، وعرفت بالتحريض على الفوضى والتطرف، وهي حقائق لا تخطئها العين. التطرف ونار الكراهية يقول د. محمد حمدان بن جرش، الكاتب والباحث الاماراتي، إن شركة «فيسبوك» تعتبر من أكبر شركات التواصل الاجتماعي، وتتيح فرصة نشر الإعلانات، والصور، والفيديو، والمحادثات، وتملك قاعدة بيانات ضخمة من مستخدمي «الفيسبوك»، وال«إنستجرام»، ولكن مع قرار اختيارها لتوكل كرمان، المعروفة بانتمائها وولائها لتنظيم «الإخوان المسلمين» كي تكون ضمن مجلس مراقبة المحتوى الخاص بالموقع، يثير العديد من التساؤلات التي يقتضي بموجبها أن تراعي شركة «فيسبوك» ما تمر به الشعوب من قلق وتوتر بسبب جائحة كورونا، ومحاولة التصدي له، وصرف الأموال من أجل إنشاء المستشفيات، والأدوية والمواد العلاجية والطبية. والعالم توحد في البحث عن الخلاص من هذا الوباء، وفي ظل الظروف الحرجة نجد أن اختيار الشركة يزيد العالم دماراً، بل هذا الاختيار يشعل نار الكراهية، والذي قد يساهم في بث وباء التطرّف ينسف قيم الإنسانية، ويجعل موقع «فيسبوك» مسرحاً لصناعة المحتوى السام الموجه، بهدف زعزعة الأمن، وانهيار الدول والمجتمعات، واندلاع الصراعات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، والتحريض على تدفق المحتوى الدموي، بلا رحمة، والعالم ليس بحاجة إلى من يزيده ألماً، ويشتت ترابط الأمم والشعوب، ومن الحكمة أن تتفحص شركة «فيسبوك» قراراتها، ورؤيتها، وما تصبو إلى بلوغه. ومع قراءة متأنية لما قامت به توكل كرمان خلال مسيرتها، ونشاطاتها السياسية، نتلمس مدى التطرّف الفكري، وانتهاك حرمة الاستقرار السياسي في الدول، والذي عادة ما يفضي إلى النزاعات، واستنزاف الاقتصاد، وكل هذا تحت عباءة حرية التعبير، بل هي تبحث عن نافذة كي تمرر فكرها المتطرف، وتبث خطاباً سياسياً معادياً للاستقرار، بهدف زعزعته، وبالتالي تشتعل الحروب الطائفية، والعنصرية، والعاقل يعي ما يحل بالوطن من هلاك بسبب ويلات ثورات لا تأتي إلا بالجوع، والفقر، والصراع، والتخلف. ومن هنا، فإن وجودها في شركة راقية مثل «فيسبوك» قد يتسبب بحدوث صدمة تاريخية للشركة ستدرك خطورتها مع الأيام في حال استمرارها، ونرى أن مستقبل الشركة في مهب الريح، وقد تنزلق نحو هاوية الاندثار، وتفقد سمعتها، ومكانتها. ونتمنى أن تعي الشركة خطورة قرارها في تعيين كرمان، حتى لا تنفض غبار الحسرة، وتتأزم علاقة الشركة بالمستخدمين والداعمين لها، فلن يقبل المستخدم أن يتعامل مع جهة تحمل فكراً متطرفاً، وتكفي العالم المآسي، والمواجع، والوباء. فكر متخلف ويقول د. عبد الله بن حمودة، إن اختيار اليمنية توكل كرمان، مشرفة ضمن مجلس الحكماء للإشراف العالمي والعربي لمراقبة محتوى «فيسبوك»، و«إنستجرام»، هل هو محض صدفة، أم أن المؤامرات تعدّت حدود الواقع لتنخر في العالم الافتراضي الآخر. ويضيف إن هذا الإعلان لم يُصب الكثيرين بالدهشة فقط، بل أصاب عقولهم بالشلل، ودفع الكثيرين للتساؤل عن المقاييس والأسس التي اعتمدتها الشركة في تعيين هذه السيدة مسؤولة عن المحتوى الذي ينشر على المنصتين، وهي كما عهدها الأغلب، داعية للخراب، وبوق للمجحفين، والتي اشتهرت كثيراً بدعمها المتواصل للإرهاب، والتطرف. كذلك عُرفت توكل كرمان بتحريضها المستمر على الثورات، والفوضى، وأعمال العنف، وإراقة الدماء في الدول العربية، والإسلامية من جانب، أما من الجانب الآخر، فهي لا تُعارض الاعتداءات الوحشية التي تنفذها الميليشيات الحوثية ضد الأهداف المدنية، سواء في اليمن، أو السعودية، كذلك لم تعارض التجاوزات الإنسانية والمجتمعية للإخوان في مصر. عين إخوانية أحمد سبيل، من مشاهير وسائل التواصل، يقول شر البلية ما يضحك، فالإخوانية ستراقب محتوى التطرف والكراهية. وبسبب هذا التناقض ضج العالم، فكرمان المقيمة في تركيا معروفة بالتحريض على العنف، إضافة إلى ارتباطها بقطر، وتركيا، وما تتلقاه من تمويل منهما، ما مكنها من تكوين إمبراطورية مالية في الخارج بتأسيس قناة بلقيس، بجانب مؤسسة توكل كرمان المستخدمة كستار لتحركاتها في خدمة تنظيم الإخوان، وهذا أكبر تأكيد على تغلغل الإيديولوجيات المتطرفة في المنصات الإعلامية، وازدواج المعايير، وتقديم المطامع المالية على المعايير المهنية، لذا فاختيار هذه القذرة ماهو إلا مشروع زراعة عين للإخوان في «فيسبوك»، وهذه بحد ذاتها جائحة جديدة.
مشاركة :