خلال الوضع الاستثنائي الذي نعيشه هذه الأيام مع أزمة كورونا خلال شهر الشهر الكريم أصبح تناول الطعام يشكل المتنفس الوحيد بعد قضاء فترة صيام طويلة بشكل مضاعف عن ما كان عليه الأمر في بداية العزل المنزلي، ويرى الكثير أنهم لا يجدون ما يفعلونه طوال الوقت بعد أداء الشعائر الدينية من صلاة التراويح وقراءة القرآن والتواصل مع الأحبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي بات فيه الكثير من الكبار والصغار يشكون من زيادة أوزانهم جراء البقاء في البيت طيلة أسابيع وازدياد وقت جلوسهم أمام شاشات التلفزيون لمتابعة مسلسلات رمضان وألعاب الفيديو وتصفح الإنترنت، وتصر السيدة مريم الموسى - 40 سنة - على إغلاق مطبخها لعدة ساعات محددة وقت افتتاحه في موعد محدد للإفطار والسحور فقط من أجل تجنب الأفراط بالأكل جراء الحجر المنزلي ونمط شهر رمضان، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأسر السعودية التي يتسابق أفرادها إلى المطبخ بعد وجبة الإفطار لتناول حصص متتالية من الأكل دون توقف، بعد أن توقفت جميع أنشطتهم اليومية بشكل مفاجئ إلى سلوك يشعرهم بالرضا ولو بشكل مؤقت، وهذا رد فعل طبيعي للجسم عند مقاومته لحالتي القلق والإحباط والملل وساعات النوم الطويلة في رمضان وترى اختصاصية التغذية العلاجية أبرار البابطين، أن الأكل العاطفي فخ يمكن للكثير الوقوع فيه خلال فترة الحجر الذاتي ناهيك عن شهر رمضان الذي يتسم بنوعيات غذائية سيئة لدى أغلب الأشخاص، لأنه يحدث نتيجة التفكير السلبي والشعور بالإحباط والفراغ والملل، مضيفة أن الجسم يتفاعل مع هذه المشاعر ويمنح العقل شعورًا بالجوع، وأن الطعام سيكون مصدرًا للراحة، ولكن بعد تناول الطعام يبدأ الكثيرون في الشعور بالذنب لما حدث؛ لأن كثرة الطعام تتسبب في زيادة الوزن سريعًا، وتشير البابطين أن النساء يتعرضن إلى الأكل العاطفي أكثر من الرجال، وهذا يفسر إقبالهن على تناول الطعام كثيرًا خلال فترة جلوسهن طويلًا في المنزل، أو شعورهن بالحزن والمشاعر السلبية وتشير البابطين إلى أن هناك حلولًا للتخلص من الأكل العاطفي خلال الحجر المنزلي، وتعتمد على طريقة التعامل مع الجسم خلال لحظات التوتر والمشاعر السلبية، ومنها تدوين المشاعر التي يمر بها الفرد في ورقة وذلك يساعد في التخفيف من حدة التفكير السلبي، أو قراءة كتاب مفضل، كما يمكن أن تكون ممارسة التمارين الرياضية بعد أداء صلاة التراويح داخل المنزل من خلال المشي أو الركض في المكان ذاته من شأنها أن تقلل من مستوى التوتر والخوف والقلق والاكتئاب، وهناك طرق أخرى، مثل تدوين جميع الأطعمة التي تم تناولها على مدار اليوم منذ وجبة الإفطار وحتى السحور في ورقة ووضعها على الثلاجة لرؤية كمية الطعام الذي دخل الجسم عند الشعور بالجوع، وفي حالة عدم القدرة على السيطرة، يمكن الاستسلام للجسم ولكن عدم منحه أطعمة إلا الخضراوات أو الفواكه أو الفشار بين وجبتي الفطور والسحور، لأن هذه الأطعمة قليلة السعرات الحرارية ولن تسبب السمنة.
مشاركة :