بات بقاء المدربين الأجانب أهم الملفات المطروحة على طاولة اهتمامات كبرى الأندية حاليا استعدادا لاستئناف منافسات الدوري عقب السيطرة على فايروس كورونا. وفي الأيام الأخيرة، اهتم أغلب المسؤولين في مختلف الأندية بوضعية المديرين الفنيين باعتباره الملف الذي يأتي على رأس الأولويات بحثا عن حسمه. نجحت العديد من الأندية السعودية في إقناع مدربيها الأجانب بالاستمرار في مناصبهم لموسم مقبل، يتصدرهم فابيو كاريلي مدرب الاتحاد ولويس غارسيا المدير الفني للشباب وفيتور كامبيلوس مدرب التعاون ودانيال كارينيو المدير الفني للوحدة مع بدء البحث عن صفقات جديدة لتدعيم الصفوف في المستقبل. في الوقت نفسه، احتوى مسؤولو نادي الهلال التسريبات التي خرجت عن إمكانية رحيل رازفان لوشيسكو المدير الفني بالإبقاء على الأخير والاتفاق معه على ضرورة إكمال مشروعه في الدفاع عن لقب بطل دوري أبطال آسيا في النسخة الجارية. ونفى نادي الهلال الأنباء التي ربطت مدربه الروماني، بالرحيل تجاه أحد الأندية التركية. وقال مصدر بنادي الهلال في تصريحات صحافية، إن العلاقة مع رازفان ممتازة، وإن المدرب الروماني يعتز بتجربته في تدريب كبير أندية آسيا، ويكفي أنه بادر قبل الجميع وأعلن بمحض إرادته ودون ضغوط من الإدارة تخفيض راتبه الشهري إلى 50 في المئة لتخفيف الأعباء المالية. وكانت تقارير رومانية قد سلطت الضوء في الأيام الماضية على انتقال المدير الفني لنادي الهلال الروماني رازفان لنادي فناربخشة التركي مقابل دفع 2 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي في عقده مع الهلال. وفي سياق متصل، لا تزال المفاوضات مستمرة بين إدارة نادي النصر مع البرتغالي روي فيتوريا المدير الفني لإقناع الأخير بتمديد تعاقده لموسم آخر على الأقل، خاصة في ظل توقف العروض التي تلقاها من أندية أوروبية للرحيل إلى أحداها مستقبلا والرهان على قدرته إحراز لقب بطل الدوري لموسم ثاني. وفي المقابل يدرس الاتحاد السعودي تقليص عدد المحترفين الأجانب الموسم المقبل إلى 4 لاعبين لكل ناد بسبب الأزمة المالية التي تسبب بها فايروس كورونا المستجد في المملكة. ونشرت صحيفة “الرياض أونلاين” تقريرا أشارت فيه إلى أن هذا التوجه جاء بسبب التأثيرات الاقتصادية لجائحة كورونا والتي تتطلب تخفيض رواتب اللاعبين وعددهم. وأشارت الصحيفة إلى أن الأندية أرجأت النظر في ما يتعلق بتجديد عقود اللاعبين الأجانب الذين قاربت عقودهم على الانتهاء، انتظارا لتأكيد القرار. وتمنح لوائح الاتحاد السعودي للعبة الفرصة أمام أندية المحترفين لقيد ثمانية لاعبين أجانب. وفي الوقت نفسه، منحت وزارة الرياضة السعودية أندية دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين 80 مليون ريال؛ لمساعدتهم على مواجهة الآثار المترتبة على توقف الدوري السعودي بعد انتشار فايروس كورونا، والانخفاض الكبير في عائدات الأندية. وبدأت الأندية السعودية في اتخاذ بعض القرارات الخاصة للتجهيز لاستئناف الدوري السعودي للمحترفين، كحال معظم دوريات كرة القدم في العالم. وكانت وزارة الرياضة السعودية قد أعلنت في منتصف شهر مارس الماضي، تعليق النشاط الرياضي وفي مقدمته الدوري السعودي للمحترفين بسبب انتشار فايروس كورونا. ووفقا لياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، فإن شهر أغسطس المقبل سيشهد بشكل مبدئي استئناف جولات الدوري الـ9 المتبقية. وفي سياق متصل وصف المغربي جلال الداودي الدوري السعودي بالأقوى عربيا نظرا لحدة وقوة المنافسة ووجود العديد من الأسماء الأجنبية المميزة في صفوف الأندية، كما أشار إلى أن قضية استئناف المنافسات من عدمها بعد تلاشي أزمة كورونا مازالت ضبابية ولا يمكن التنبؤ بها في الوقت الراهن. وقال إن اللاعب السعودي يملك المؤهلات للاحتراف خارجيا، وضرب مثالا بلاعبين مثل سالم الدوسري وسلطان الغنام ورائد الغامدي، مشيرا إلى أنهم يستطيعون الاحتراف في الدوريات الأوروبية مستقبلا. وعن تجربته الاحترافية مع فريق الرائد ، قال الداودي “أعتبرها تجربة ناجحة بنسبة 100 في المئة لأنها أول تجربة لي بالدوري السعودي للمحترفين. شعرت بالتجانس والتأقلم مع زملائي اللاعبين، الأمر الذي كان له دور كبير في تحقيق نتائج مميزة ، وأتمنى أن يكون حافزاً لنا لمواصلة التألق لتحقيق مركز متقدم في الدوري”. وعن استئناف فعاليات المسابقة في الموسم الحالي، قال اللاعب “موضوع إلغاء الدوري أو استمراره مرتبط بالوضع مستقبلا. لا يمكن التكهن بما سيحدث. معظم دوريات العالم متوقفة حاليا في ظل استمرار فايروس كورونا كما أن اللاعبين يوجدون في منازلهم ويطبقون الحجر الصحي. من وجهة نظري الشخصية، حياة الإنسان تبقى أهم من أي شيء، ونتمنى التغلب على هذا الفايروس. وبعد ذلك لكل حادث حديث”. وعن مستوى الدوري السعودي للمحترفين، قال الداودي “كلاعب سبق وأن شاركت في الدوري المغربي أرى أن الدوري السعودي يعتبر أفضل من بعض الدوريات الأوروبية وهذا الكلام ليس مجاملة. المستويات التي تقدمها الفرق السعودية مع وجود نخبة من المحترفين الأجانب أضف إلى ذلك المحترفين السعوديين يتميزون بالإمكانيات والمهارات، وهذه المستويات أظهرت التجانس والتنافس بين الفرق حتى أصبح الدوري السعودي من أفضل الدوريات العربية”. ولدى سؤاله عن رأيه في وجود 7 لاعبين أجانب بكل فريق في الدوري السعودي، أجاب اللاعب “قرار وجود سبعة أجانب أو تقليصهم ليس بيدي كلاعب، ولكن من وجهة نظري إذا كان اللاعب الأجنبي يعطي إضافة فوجود الأجانب سيكون قرارا إيجابيا”.
مشاركة :