قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) : "فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا " إن ما حدث اليوم من تفجير جبان في مسجد الإمام الصادق (ع) بمنطقة الصوابر ما هو إلا دليل واضح على غزو فكري لدولة الكويت، وهو نتاج تهاون الحكومة ومؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الداخلية في تشخيص الإرهابيين وتمويلهم للإرهاب الخارجي والذي انتقل اليوم للأسف الشديد إلى كويتنا الحبيبة. والتجمّع إذ يؤكدا أنه نبّه مراراً وتكراراً إلى القصور الواضح في متابعة من ساهم وما زال يساهم في تمويل جهات "تكفيرية" طالما أعلنت بأن الكويت ضمن حدودها الجغرافية، يشدد على أن الطامة الكبرى أن تقوم بعض الجهات في الكويت بالإعلان عن جمع التبرعات وتجهيز غزاة وشراء أسلحة جهاراً وعلى مرأى ومسمع من الحكومة دون أن تحرك ساكناً، الأمر الذي يعد مخالفة صريحة لقوانين الدولة والأعراف الدولية، ونؤكد أن ما حدث اليوم هو نتاج طبيعي لهذه الأفكار المتطرفة والتكفيرية. والتجمّع يشدد على أن لوزارة التربية دور كبيرة في خلق جيل متطرف، نراه الآن، من خلال تكفير شريحة كبيرة من المواطنين في مناهجها الدراسية، ونطالب فوراً بتعديل هذه المناهج حتى يتم القضاء على هذا الفكر المنحرف المتطرف اللا إسلامي. ويوضح التجمّع أنه على مؤسسات الدولة مواجهة الداعمين والداعين لمثل هذه الأفكار من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والمدارس وأئمة المساجد ومَنْ يسمّون أنفسهم شيوخ دين، هؤلاء الذين يدعون إلى التطرف والتكفير في دروسهم ومحاضراتهم وفي الدواوين والمجالس الخاصة، ونطالب بتفعيل قانون الوحدة الوطنية على الجميع دون تمييز والذي أصبح من الضروريات بعد هذا التفجير الآثم. ونشدد على أنه من الضروري إيقاف الدعم الصريح والعلني لبعض القنوات الفضائية التي تبث التكفير لا سيما للشيعة وتصفهم بالمشركين دون رادع لهم، فقد شاهدنا العديد من الشخصيات الكويتية تشارك في هذه القنوات سواء بالحضور أو الإتصال أو التفاخر بدعم تلك القنوات ولم نرَ أي تحرك من أجهزة الدولة ضد هذه الشخصيات التكفيرية. والتجمّع يؤكد أن المسؤولية مُلقاة على الدولة في المرتبة الأولى لمحاربة الأفكار التي لا تمت لصحيح الإسلام بصلة والقضاء عليها، فضلا عن ضرورة تصدي الكويتيين الشرفاء لمثل هذه الأعمال بالتكاتف والتصدي لهذا الفكر الإرهابي، ونطالب الحكومة بإعلان يوم غدٍ السبت يوم حداد على أرواح الشهداء السعداء. وفي الختام، نبارك لذوي الشهداء السعداء الذين سقطوا جرّاء هذا العدوان السافر ونسأل الله أن يشفي جميع الجرحى وأن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه. "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ" تجمّع العدالة والسلام الكويت في يوم الجمعة 8 رمضان المبارك، الموافق 26 يونيو 2015م
مشاركة :