كوري جنوبي من مواليد الكويت يؤسس شركة انترنتية عالمية للترجمة | أخيرة

  • 6/27/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من الرائع أن «يترجم» المرء قدراته ومواهبه إلى نجاحات ملموسة، لكن الأمر يصبح أكثر روعة عندما تكون تلك «الترجمة» بجميع لغات العالم. وهذا بالضبط ما فعله الكوري الجنوبي الشاب «سايمون لي»، الذي أبصر نور الحياة في الكويت في العام 1983 وعاش فيها مع أسرته حتى العام 1987 ثم انتقلت الأسرة إلى بريطانيا ثم إلى الولايات المتحدة ثم إلى السعودية ثم إلى كوريا الجنوبية، وهي الدول التي واصل الطفل سايمون اكتساب مزيد من اللغات الجديدة فيها حتى أصبح يتقن ستة لغات إتقانا تاما ألا وهي العربية والانكليزية والفرنسية والصينية واليابانية ولغته الأساسية الكورية. سايمون، البالغ من العمر 32 عاما، قال لموقع هيئة الإذاعة البريطانية إنه سيواصل سعيه إلى تعلّم وإتقان المزيد والمزيد من اللغات كي يتمكن من توسيع نطاق نجاحه الباهر الذي حققه وما زال يحققه على مستوى العالم من خلال شركته الالكترونية غير التقليدية التي تحمل اسم «Flitto»، وهي الشركة التي تعمل عبر شبكة الانترنت ومتخصصة في تقديم خدمات الترجمة بجميع لغات العالم تقريبا. ويقول سايمون إنه استلهم فكرة إنشاء تلك الشركة خلال فترة دراسته الجامعية في جامعة سيؤول حيث كان زملاؤه يعرفون أنه متعدد اللغات وكانوا يلجأون إليه كي يساعدهم في أداء فروضهم (واجباتهم) في اللغات الأجنبية المختلفة، مشيرا إلى أن شركته التي أسسها وأطلقها في سبتمبر 2012 حققت نجاحا وانتشارا هائلا منذ ذلك الحين حتى أصبح لديها الآن أكثر من 5 ملايين مستخدم حول العالم كما أنها باتت تحقق إيرادات سنوية يبلغ صافيها 2.1 مليون دولار أميركي. ويكمن إبداع شركة «Flitto» في أنها لا توظف مترجمين بشكل مباشر مثلما هو حال معظم شركات ومكاتب الترجمة الاحترافية التقليدية حول العالم، بل تعتمد أساسا على توجيه الدعوة إلى أفراد الجمهور العام ممن يعرفون أكثر من لغة كي يعرضوا خدماتهم في مجال الترجمة عبر موقع الشركة الانترنتي وعبر تطبيقها الالكتروني الذي يعمل عبر الهواتف النقالة. وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها في بداياتها التي كانت بطيئة نسبيا، فإن الشركة أصبح يعمل لحسابها الآن نحو مليون مترجم حُر في 170 دولة حول العالم ويقدمون خدمات ترجمة عبر الانترنت من وإلى 17 لغة على الأقل. ووفقا لنظام عمل الشركة فإن كل مترجم يحصل على أجر متفق عليه سلفا عن كل قطعة يترجمها، وهو الأجر الذي يتم تحويله الكترونيا إلى حسابه المصرفي في أي مكان في العالم بينما يتحصل سايمون على نسبة معينة تذهب إلى إيرادات شركته التي تحقق ازدهارا يوما بعد يوم دون أن يرى «موظفوها» بعضهم البعض إلا من خلال وسائط التواصل الاجتماعي. وبينما تتلقى الشركة نحو 70 ألف طلب ترجمة يوميا عبر الانترنت ويتم تنفيذ معظم تلك الطلبات من خلال شبكة المترجمين الموزعين حول العالم في مقابل ما يوازي 10 سنتات أميركية (نحو 30 فلسا كويتيا) كحد أدنى عن كل 25 حرفا، فإن مقرها الرئيسي الذي يوجد في العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول لا يعمل فيه سوى 34 موظفا بدوام كامل تحت إشراف سايمون. وحتى الآن وصل إجمالي عدد طلبات الترجمة التي تلقتها الشركة ونفذتها عبر موقعها الالكتروني حوالى 11 مليونا و 419 ألف طلب. ويستبعد سايمون أن تتسبب خدمات الترجمة الالكترونية (على غرار ترجمات موقع غوغل مثلا) في تهديد نشاطات وإيرادات شركته، إذ إنه يرى أن تلك الخدمات الآلية لن تكون في نفس دقة الترجمة البشرية.

مشاركة :