سمعنا أخباراً عن جامعة الكويت وجامعة الشدادية والجامعة العربية المفتوحة وجامعة الخليج والمحيط، ولم نسمع أي خبر عن جامعة الدول العربية. فيبدو أن وجه الشبه بين الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هو أن كليهما يعرب عن قلقه لما يحدث في المنطقة فقط. وإذا كنا أعطينا في مقال سابق جائزة الأوسكار إلى الأمم المتحدة كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الراقصة والسياسي»، على هيئة «طاسة» مصنوعة من الرصاص المطلي بالدم السوري والفلسطيني عيار «24 كلاشنكوف»، فيسعدنا أن نسلم جائزة الأوسكار لجامعة الدول العربية كأفضل «ممثل» يشارك في الأحداث الدولية عن طريق دورها الصامت في فيلم «شعوب تحولت إلى خبر عاجل». وبينما كنت أقرأ في سجل مكتب الحقوق الفكرية وملكية الاختراعات، وجدت أسماء لامعة واختراعات فذة، ولكن أغربها على الأطلاق كانت ملكية «عبارة» وليست نظرية أو اختراعاً... «نحن نعرب عن قلقنا إزاء...» هي ملكية فكرية وحقوق نشر لجامعة الدول العربية لا ينازعها عليها أحد، وقد دخلت موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية بأكبر عدد مرات في استخدام هذه العبارة. فالجامعة تعرب عن قلقها تجاه ما يحدث في فلسطين من قتل وتشريد على يد ورجل الصهاينة، وتعرب عن قلقها من أحداث سورية والتدخلات الإيرانية، واليمن والحوثيين، والعراق و«داعش» و«الحشد الشعبي»، ولبنان و«حزب الله»، ومصر و«الإخوان»، وتفجير مسجد القطيف والإمام. فيبدو أن قلق جامعة الدول العربية دائماً مشتعل مثل نار لا تنطفىء أبداً مادام مشعلوها يشعرون بالدفء. أنصح الجامعة العربية أن تحول قاعتها الكبيرة لمسرح تؤدي فيه رقصة الفلامنكو الأسبانية! ولعلك تتساءل أيها القارئ الهمام يا من تشكو الزحام وسرقة اللئام عن سبب اختيار رقصة الفلامنكو بدلا من الرقص الشرقي، والسبب أنه حسب المفكر والكاتب الأسباني المسلم (بلاس إنفانتي) رحمه الله فإن مصطلح فلامنكو يرجع إلى «فلاح منكوب» مِن الفلاحين الموريسكيين الذين أصبحوا بلا أرض، فاندمجوا مع الغجر وأسسوا ما يسمى بـ«الفلامنكو» كمظهر من مظاهر الألم التي يشعر بها الناس بعد إبادة ثقافتهم، وهذا مناسب جدا لوضع الجامعة... ولنا أيضا. وإذا لم نجد مدربين جيدين لتعليم هذا النوع من الرقص، فعلينا أن نعرض مقتنيات هذه القاعة الكبيرة لأي بائع محترف، ثم نستثمر هذه الأموال للشعوب العربية المنكوبة، وأعتقد أن هذا أكثر نفعاً من الإعراب عن القلق أو حتى الإعراب النحوي الذي ندرسه في مدارسنا. **** قصة قصيرة: حكم عليه القاضي بستة عشر عاماً لأنه ردد في الميدان العام «تسقط الجامعة العربية»... وجاء في حيثيات الحكم: «إن القضاء لم يقضِ بهذا الحكم القاسي بسبب إهانة الجامعة العربية... ولكن بسبب إفشاء أسرار الأمة العربية. كاتب كويتي moh1alatwan@
مشاركة :