روائع الفن القديم تعوّض غياب المومياوات بالمتحف المصري

  • 5/11/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ظل المتحف المصري بميدان التحرير (وسط القاهرة) على مدار أكثر من قرن من بين أكثر الوجهات السياحية والأثرية المصرية، التي يفضل السائحون الأجانب زيارتها بشكل متكرر، لما يضمه من مقتنيات نادرة أبرزها المومياوات الفرعونية التاريخية، وقطع من مجموعة توت عنخ آمون وغيرها من المقتنيات المميزة، لكن بعد نقل قطع توت عنخ آمون من متحف التحرير إلى المتحف الكبير بميدان الرماية (غرب القاهرة)، بجانب الاستعداد لنقل المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة المصرية بالفسطاط خلال الفترة المقبلة في حفل مهيب، يتساءل متابعون: كيف سيجتذب المتحف المصري بميدان التحرير الزوار بعد نقل كل تلك القطع المميزة منه؟صباح عبد الرازق المديرة العامة للمتحف المصري بالتحرير، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «حاولنا التغلب على هذا الأمر عبر خطة تطوير وترميم يشارك فيها تحالف دولي مكون من 5 متاحف عالمية، لإعادة عرض روائع الفن المصري القديم بداية من فترة ما قبل التاريخ، وحتى العصرين اليوناني والروماني».ووفق عبد الرزاق، فإنه تجري حالياً دراسة عرض مجموعة «بورتريهات الفيوم» في قاعة المومياوات الملكية بعد نقلها إلى متحف الحضارة القومي، كما سوف تتم إعادة عرض بعض التماثيل النادرة على غرار «الملك زوسر، وتمثال خوفو، وتمثال خفرع، وتماثيل ثالوث منكاورع، وتمثال شيخ البلد كاعبر، وتمثال رع حتب ونفرت، وأوز ميدوم، وتمثال منتوحتب الثاني، وتماثيل سنوسرت الأول»، لتعويض غياب مجموعة توت والمومياوات.ويحتفظ المتحف المصري الذي تم افتتاحه عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، كذلك بتمثال رأس الملكة حتشبسوت، وتمثال تحتمس الثالث، وتماثيل أخناتون ونفرتيتي، ورمسيس الثاني ممثل بهيئة طفل مع المعبود حورون، وتمثال رمسيس الثالث ممثل مع حورس، بحسب عبد الرازق، التي أكدت عرض «روائع فن النحت فى العصر المتأخر واليوناني الروماني، بالإضافة إلى المجموعات المهمة مثل كنوز تانيس وآثار يويا وتويا».وتوصف «بورتريهات الفيوم» بأنها أقدم لوحات تصوير الوجه البشري، ويعود تاريخ تلك البورتريهات إلى حقبتي الدولة الرومانية والعصر القبطي، تم اكتشافها عام 1888 في منطقة هوارة بالفيوم (جنوب غرب القاهرة) تحت إشراف عالم الآثار البريطانى فليندرز بيتري.ولم تكن هذه البورتريهات مجرد رسوم جنائزية تقليدية، وإنما رسوم شخصية تظهر ملامح الشخص المدفون داخل التابوت، تميل إلى الفن الإغريقي الروماني، كما تتميز بنظراتها الهادئة الخالدة، ما جعل الفيلسوف والروائي الفرنسي «أندرية مالرو» يصفها بأنها وجوه تتطلع إلى الحياة الأبدية، بل إنه يعتقد أنها وجوه حقيقية تطابق الواقع، وتعد تلك اللوحات مزيجاً بين الحضارات الثلاث؛ الفرعونية، واليونانية، والرومانية.وتعمل طريقة العرض المتحفي الجديدة التي يجري العمل عليها حالياً على إبراز جمال القطع الأثرية، وتخفيف تكدس القطع الأثرية بمتحف التحرير الذي كان يوصف بأنه بمثابة مخزن وليس بمثابة متحف يجذب الزوار لرؤية روائع الحضارة المصرية القديمة.

مشاركة :