الزوجة الثانية تحرِّض شقيقها وابنة زوجها على قتل «ضرتها»

  • 5/12/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في إحدى قرى مصر وقعت هذه الجريمة المروعة، وراح ضحيتها سيدة أربعينية، تعيش مع ابنتها الوحيدة، بعد غياب زوجها الدائم عن المنزل وزواجه للمرة الثانية، وألقت الشرطة القبض على متهمين ثلاثة (الزوجة الثانية وشقيقها وابنة المجني عليها)، وتكثفت التحريات حول دوافعهم للتخلص من المجني عليها، دون وازع من ضمير، وكشفت اعترافاتهم عن حقائق صادمة، وتورط ابنة الضحية في التخلص من أمها، وبعد مرور نحو عامين، قضت المحكمة بمعاقبة الجناة. بدأت أحداث هذه الواقعة الغريبة، عندما تزوج التاجر "كامل" من إحدى بنات القرية، وأنجب منها ابنتهما "سوسن"، وبعد سنوات فكر في الزواج مرة أخرى، وأصرت زوجته الأولى "فايزة" أن تعيش بمفردها في المنزل، وقالت له:" لن أطلب منك الطلاق، مادمت لم تأت لي بضرة تتغص علي حياتي"، لكنه لم يكترث لطلبها، وبدأ في تجهيز شقة بالطابق الثاني لعروسه الجميلة. وتملك الغضب الزوجة الأولى، وذهبت إلى منزل أهلها، وطلبت الطلاق من زوجها، وتدخل عقلاء الأسرة للصلح بينهما، وأقنعوها أن الشرع حلل للرجل أن يتزوج أربع مرات، وعليها أن تفكر في مستقبل ابنتها، وتضحي من أجل سعادتها، وألزمت التاجر أن يعدل بين الزوجتين، ويطلب من عروسه الثانية عدم إثارة المشاكل مع ضرتها، وانتهت المفاوضات بعودة فايزة مرة أخرى إلى شقتها، واستبدت بها الظنون والأوهام، واعتصر قلبها الألم، وارتضت أن تقاسمها في زوجها امرأة أخرى، دون أن تقوى على رفض هذه الحياة التعيسة. وفي الطابق الثاني، أحكمت الزوجة الثانية "منال" قبضتها على زوجها، وصار لا يرفض لها طلبا، ويغدق عليها بالهدايا، ويقضي معها وقتا أطول من زوجته الأولى، واندلع الشجار بين الزوجتين، وسرعان ما ينتهي بقدوم "كمال" ويلقي باللوم على "فايزة" ويدميها بكلمات قاسية، ويذكرها أنها الأكبر سنا، وعليها أن تكون عاقلة، ولا تفتعل المشاكل مع ضرتها، وتصاعدت تهديداته بأنه سيقدم على تطليقها، والزواج للمرة الثالثة. القفص الذهبي تلاشت أوهام السعادة في القفص الذهبي، وبات كمال يصعد إلى الطابق الثاني، دون أن يمر على زوجته الأولى، وعندما تعترض طريقه، وتذكره أن له ابنة مراهقة تحتاج لرعايته، فيبادرها قائلا: وهل ينقصها شيء؟ ويسارع بمغادرة المنزل، ويتركها واقفة أمام باب شقتها، في وقت تطلق الزوجة الثانية ضحكاتها الساخرة، ويندلع الشجار بين "الضرتين" من جديد. مضت السنوات دون أن تنجب منال وأدركت أن جمالها هو سلاحها الوحيد في عدم طلاقها من كامل، في حين شعر الأخير بشيء من الارتياح لأن عروسه "عاقر" ويكفيه أنه أنجب من زوجته الأولى، ولكنه اعتاد في خلافه مع الثانية، أن يذكرها بعدم قدرتها على إنجاب الأطفال، وعليها أن تكف عن إثارة المشاكل، وتسعد بحياتها معه، ولا تشغل بالها بهذا الأمر، مادام أنه لا يزعجه، بل ربما كان ذلك دافعه الوحيد، لعدم زواجه للمرة الثالثة، وأنه يرغب في التوسع بتشاطه التجاري، والعمل في الاستيراد والتصدير، وسيضطر للسفر إلى الخارج، لعقد صفقات تجارية، وفي تلك الحالة سيغيب عن المنزل لأيام طويلة. بمرور الوقت، اعتادت الزوجتان غياب "كامل"، وكان قد افتتح شركة تجارية خاصة بالقاهرة، ولا يعود إلى منزله بالقرية سوى أيام قليلة، ثم يسافر مرة أخرى، ويستغرقه نشاطه الجديد، وأحيانا لا يجد الوقت لمهاتفة "فايزة ومنال" ولكنه تكفل بكل متطلباتهما، ووعد كلا منهما على حدة، أنه سيأخذها لتعيش معه في القاهرة، لكنه لم يفِ بوعده، وتركهما في حالة ترقب لوصوله، واشتعلت نيران الغيرة بين الزوجتين، وكلتاهما تغلق بابها دون الأخرى. نيران صديقة في ذلك الوقت، فقدت فايزة السيطرة على جموح ابنتها، وتغيبها عن المنزل ساعات طويلة، وحين كانت تهددها بأنها ستبلغ والدها بالأمر، تبادرها سوسن ساخرة: "وأين والدي أنا نسيت ملامحه"، وساءت علاقتهما تماما، عندما فوجئت الأم بصعود ابنتها إلى الطابق الثاني، والجلوس مع ضرتها ساعات طويلة، وحاولت أن تمنع ذلك بالقوة، ولكن سوسن زادت من عنادها، وأصرت على زيارتها الدائمة لزوجة أبيها. لم تتوقع فايزة أن ترتد إليها نيران صديقة من ابنتها الوحيدة، وحاولت أن تقربها إليها دون فائدة، بينما وجدت منال فرصة سانحة، لتثير جنون ضرتها، وفتحت بابها لابنة زوجها، بل انها سمحت لها بالمبيت معها، وكفت الزوجة الأولى عن طرق باب الثانية بعنف، وتأمر ابنتها بالنزول إلى الطابق الأول، فترد عليها ببرود قاتل: "أنا سأنام عند أبلة منال، فهذا بيت والدي وليس رجلاً غريباً" وأجهزت عليها لطمة أخرى من غريمتها: "منال مثل ابنتي لا تخافي عليها، ومن حقها أن تختار المكان الذي ترتاح فيه". فقدت فايزة السيطرة على انفعالاتها، واشتعلت نيران الحقد في صدرها، وانهالت على ابنتها بالضرب والسباب، واستدارت لتلقن ضرتها درسا قاسيا، ولكنها أفلتت منها، وساعدتها سوسن على دفع أمها خارج الشقة، وأغلقا الباب دونها، بينما تعالت صرخاتها، وهبطت إلى شقتها، وقد جن جنونها، وتعالت صرخاتها "الحرباء سرقت ابنتي مني" وأجهشت بالبكاء، وحاولت مهاتفة زوجها الغائب دون فائدة. رفض كامل الإنصات لزوجته الأولى، وقاطعها قائلا: "ما الضرر أن تبيت سوسن عند منال، طالما أن أمها تعاملها كزوجة أب، ولم تستطع أن تحتويها"، وهنا أطلقت فايزة ضحكة هيسترية، وقالت: "وماذا عن الأب الذي نسيت ملامحه، ولا تعرف سوى اسمه في شهادة الميلاد" فقال في هدوء: "أنا أعمل من أجل أن أؤمن مستقبل ابنتي وهذا ليس عيبا، والأم الحقيقية تتحمل المسؤولية، وتكون أكثر نضجا، بدلا أن تستعدي ابنتها عليها، وتدفعها للابتعاد عنها"، وطلب منها أن تعيد النظر في سلوكها العنيف مع سوسن، وأن تكف عن الغيرة من زوجته الثانية. فارس الأحلام اختفى كامل مرة أخرى، واعتادت فايزة أن تبقى وحيدة في شقتها، بينما ابنتها تقيم مع غريمتها، ولكنها فوجئت بدخول سوسن مبتسمة، ولم تدر حينها هل تنهرها أم تحتضنها، وبادرتها سوسن قائلة: "أريد أن أتحدث معك في موضوع مهم"، وصمتت الأم في انتظار أن تكمل حديثها، فقالت الابنة: "هناك عريس يريد أن يتقدم للزواج مني"، اضطربت مشاعر الأم بين الفرح والترقب، وسألتها: "من هو؟"، فقالت: "سامي جارنا"، فخبطت الأم صدرها بكفها، وقالت: "هل ترغبين في الزواج من عاطل ومدمن مخدرات" فقالت: "لقد وعدني أن يبحث عن عمل ويمتنع عن تعاطي المخدرات، ثم انه من عائلة ثرية ولا ينقصه شيء". باءت محاولات سوسن بالفشل، ولم تستطع إقناع أمها بالزواج من سامي، وبدورها أكدت لها الأم أن والدها لن يوافق على هذه الزيجة، وأن عليها أن تنتظر حتى يطرق بابها العريس المناسب، وحين استشعرت الفتاة النهاية الحزينه لقصة حبها مع ابن الجيران، عادت مرة أخرى للإقامة مع غريمة أمها، وأوهمتها منال أنها قادرة على إقناع أبيها بالموافقة على فارس أحلامها، وأنها ستفاتحه في الأمر، عندما يأتي من السفر. لم يكن سهلاً إقناع كامل بهذه الزيجة، وطلب من منال ألا تتدخل في هذا الأمر، ووقفت سوسن أمامه في انتظار استجوابه لها، وسألها: "كيف عرفت أن سامي يريد الزواج منك؟"، ولم تستطع الإجابة، فصرخ فيها أن تنطق، فقالت: "شقيقته قالت لي إنه يريد أن يتقدم لخطبتك؟ فقال: "لا أريد أن أسمع شيئاً عن هذا الموضوع مرة ثانية، وإلا فسيكون حسابك عسيراً". تبددت تطلعات سوسن في الزواج من فارس أحلامها، وأدركت أن والدتها أوغلت صدر أبيها ضد عريسها المنتظر، ووجدت منال فرصتها، لتسدد الضربة القاضية لغريمتها، وتقطع الخيط الرفيع الذي يربط فايزة بابنتها، وقالت لها: "والدك لا ذنب له، بل يريد مصلحتك، ولكن أمك حرضته على عريسك وحطمت قلبك". وكان لكلماتها وقع السحر، حين أجهشت الفتاة بالبكاء، واحتضنتها زوجة أبيها، وأدركت الأخيرة أنها حققت فوزا ساحقا على غريمتها. انقطعت صلة سوسن بأمها، وباتت تقيم عند زوجة أبيها، ونقلت متعلقاتها من الطابق الأول، وكفت فايزة عن الشجار مع غريمتها، واستسلمت للأمر الواقع، بينما منال لا تكف عن تأجيج مشاعر الكراهية في صدر الفتاة ضد أمها، حتى لا يلين عنادها، وترق لحال المرأة التي تعيش في عزلة تامة، ولعبت برأسها أفكار شيطانية في التخلص نهائيا من ضرتها، وأن تحول ابنتها لأداة جريمة، وأن تلعب هي دور المحرض من خلف الستار، وحينها تتخلص من الاثنتين بضربة واحدة، وتصبح الوريث الشرعي الوحيد لممتلكات زوجها. واستطاعت منال أن تحيد سوسن في خلافاتها مع ضرتها، بل أنها حرضت الفتاة على أمها، وطالبتها بألا تتخلى عن حلمها بالزواج من ابن الجيران، وقالت لها: طالما أمك مصرة على رفض سامي، فلن يوافق والدك"، فقالت سوسن:" ماذا تقصدين؟" فأجابتها منال: "أنا زوجة أبيك ولست أمك، ومع ذلك أريد سعادتك، وعليك إقناعها بالموافقة، وفي هذه الحالة ستفعل المستحيل ليوافق كامل على زواجك من سامي، فأمك عنيدة وقوية وليست ضعيقة مثلي". تعالى صراخ فايزة من جديد، وتركت ابنتها واقفة في ذهول، وصعدت إلى الطابق الثاني، وطرقت باب غريمتها في عنف، وحين فتحت لها نشبت أظافرها في وجهها، وتدخلت سوسن لتفض بينهما، ولكنها أزاحتها عن طريقها، وهي تصرخ: "هل تعرفين مصلحة ابنتي أكثر مني أم أنك تريدين تدمير مستقبلها لأنك عاقر" وعاد الباب ليوصد في وجهها من جديد. أجهشت منال بالبكاء، وتوعدت غريمتها بالانتقام، بينما سوسن تضمد جراحها، وتهدئ من غضبها، وهنا قالت: "لا يوجد حل سوى التخلص منها... أرأيت ماذا تفعل بنا... هذه لا يمكن أن تكون أما... حطمت قلبك وأهانتني ولم يبق سوى أن نقتلها قبل أن تقتلنا"، وفوجئت منال بابنة زوجها تقول: "أنا موافقة" وساد الصمت بينهما، وتسللت سوسن إلى غرفتها وأغلقت عليها الباب. صعد شقيق منال إلى الطابق الثاني، وأخبرته بما فعلته فايزة، ونادت على سوسن التي أكدت صدق روايتها، فقال: "وأين زوجك من كل هذا؟"، فقالت: "كامل لا يأتي إلا يومين كل شهر، وحياتي أصبحت جحيماً، وأنا خائفة من هذه المرأة أن تقتلني أو تقتل ابنتها" وتلاعب الشيطان برؤوس الثلاثة، وهم يخططون لجريمتهم، وبعد دقائق هبطوا إلى الطابق الأول، وتصاعدت طرقاتهم على الباب المغلق.

مشاركة :