قال المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن العالمَ توجهت انظاره في الرابع من فبراير 2019، إلى أبو ظبي -عاصمةِ دولةِ الإماراتِ العربيَّةِ المتحدةِ- حيثُ كان اجتماعُ قداسةِ البابا فرنسيس، بابا الكنيسةِ الكاثوليكيَّةِ، وخلفَه تراثُ القدِّيس فرنسيس، وجهودُه في التعرُّفِ على الآخَر، وبناءِ جُسورِ المَحبَّةِ والسلامِ، مع أخيه فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ أحمد الطيب، شيخِ الأزهرِ الشريفِ، ومن خلفِه أكثر من 1080 عامًا كان، ولا يزال، الأزهرُ فيها قبلةَ العِلمِ، وشعاعَ التنويرِ والوسطيَّةِ والسَّلامِ للعالمِ أجمع، وفي ظَهرِ القامتَيْن الدِّينيَّتَيْنِ الأبرزِ في العالمِ كان أبناءُ حكيمِ العَرَبِ الشيخِ زايد آل نهيان -رحمه الله- وأبناءُ رِفاقِه حُكَّامِ الإماراتِ، الذين ارتكَزُوا على تُراثِ أبيهِم خالدِ الذِّكرى الذي زَرَعَ بُذُورَ التسامحِ والتعايُشِ والإنسانيَّةِ وتعميرِ الإنسانِ قَبْلَ البُنيانِ على هذه الأرضِ الطيِّبةِ.وتابع خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي مساء اليوم، هذا اللقاءِ التاريخيِّ وَقَّعَ الرمزانِ «وثيقةَ الأخوَّةِ الإنسانيَّةِ» والتي تُعَدُّ أهمَّ الوثائقِ الإنسانيَّةِ في العصرِ الحديثِ، واستِلهامًا لمبادئِ وثيقةِ الأُخُوَّةِ، وسَعيًا لتطبيقها بشكلٍ عمَليٍّ على أرضِ الواقعِ، أَطلَقَتِ اللجنةُ العُليا للأخوةِ الإنسانيَّةِ دعوةً لجميعِ الناسِ في العالمِ أن يَتوجَّهُوا إلى اللهِ بالصلاةِ والدعاءِ في 14 مايو الجاري، وهي دعوةٌ لاقَتْ ترحيبًا دوليًّا واسعًا من جانبِ عددٍ كبيرٍ من القياداتِ والمؤسساتِ الدينيَّةِ والسياسيَّةِ والشعبيَّةِ حولَ العالمِ، يتَقدَّمُهم فضيلةُ الإمامِ الأكبرِ أحمد الطيب، شيخُ الأزهرِ الشريف، وقداسةُ البابا فرنسيس، بابا الكنيسةِ الكاثوليكيَّةِ، إلى جانبِ شخصيَّاتٍ سياسيَّةٍ من بينها قادةٌ وملوكٌ ورؤساءُ ورؤساءُ وزراءٍ، ووزراءٌ حاليُّون وسابقون، ومُفتونَ، وقياداتٌ دينيَّةٌ، وشخصيَّاتٌ سياسيَّةٌ وإعلاميَّةٌ وشعبيَّةٌ مُؤثِّرةٌ، ومُؤسساتٌ تعليميَّةٌ مرموقةٌ.وأشار إلى أنَّ هذ الدعمَ والترحيبَ بالمبادرةِ لهو دليلٌ واضحٌ على أنَّنا قادرون –خاصةً في مواجهةِ التحدِّياتِ المشتركةِ- على تَنحِيةِ خِلافاتِنا؛ للاتحادِ تحتَ مِظلَّةِ أُخوَّتِنا الإنسانيَّةِ.. وهذا الإيمانُ بإمكاناتِنا الإنسانيَّةِ المُشتركةِ كان بمَثابةِ المُحرِّكِ لنا نحنُ أعضاءَ اللجنةِ العُليا للأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ؛ للمُضِيِّ قُدُمًا للإعلانِ عن الدعوةِ للصلاةِ والدعاءِ والصومِ وعملِ الخيرِ من أجلِ تخليصِ الإنسانيَّةِ جمعاءَ من هذا الوَباءِ وتَبِعاتِه المُختلفة.وتابع:لقد بَدَا الأمرُ وكأنَّه حُلمٌ؛ أنْ يتَّحِدَ البَشَرُ جميعًا حَوْلَ نداءٍ إنسانيٍّ مُتعلِّقٍ بخطرٍ داهَمَ الجميعَ، شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، وذاقَ مَراراتَه الطفلُ والجَدُّ، والرجلُ والمرأةُ، ولم يُفرِّقْ بين إنسانٍ وآخَر.. استَهدَفَ البشريَّةَ كلَّها، فأصابَ وقَتَلَ الكثير، وألزَمَ الجميعَ بُيوتَهم، في مشهدٍ لم يَتوقَّعْه أكثرُ المُتَشائِمين!وقال: لكنَّ المِنَحَ تأتي في طَيِّ المِحَنِ؛ فقد أسفَرَ المشهدُ العالميُّ في المُقابلِ عن حالةٍ استثنائيَّةٍ من التلاحُمِ العالميِّ، بالتضامُنِ وإرسالِ شُحناتِ الأدويةِ والمُعدَّاتِ الطبيَّة، وتَبادَلَ الناسُ عَبْرَ العالمِ الدعواتِ لبَعضِهِم بشَغَفٍ، خاصَّةً حِينَ وصَلَتْ بلدانُهم لذُروَةِ انتشارِ الوَباءِ، في حالةٍ إنسانيَّةٍ أَنْسَتِ الجميعَ خلافاتِهم، وأكَّدت أنَّنا كلُّنا واحدٌ.. ومصيرُنا واحدٌ.. ولا سبيلَ للخُروجِ من هذه الجائحةِ إلا باتِّحادنِا، مُتضرِّعين إلى اللهِ تعالى بأن يَرفَعَ هذا الوباءَ عن الجميعِ؛ استجابةً لنداءٍ يَحمِلُ المَحبَّةَ والسلامَ لجميعِ الناسِ... نداءُ الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ.وأكمل:"دعوني أُخبِرُكم أنَّ هذا النداءَ هو دعوةٌ رُوحيَّةٌ تستهدفُ تحريكَ الطاقاتِ الإيجابيَّةِ في جميعِ البشَرِ حولَ العالمِ، التي لا يَخلُو منها أيُّ إيمانٍ بعقيدةٍ.. وأنَّ المشاركةَ هنا تَعني التوجُّهَ إلى اللهِ الخالقِ، كلٌّ حَسَبَ عقيدتِه وطُقوسِه الدينيَّةِ المُتوافقةِ مع مُعتَقدِه، فيَشتركُ الجميعُ في التضرُّعِ إلى اللهِ بالدعاءِ، بأنْ يَرفَعَ عن البشريَّةِ كُلِّها هذا الوباءَ، وأن يُوفِّقَ الأطبَّاءَ والعلماءَ في الوصولِ إلى دواءٍ أو لقاحٍ لهذا الفيروسِ الخطيرِ.وشدد إنَّها لحظةٌ تاريخيَّةٌ لوَحدةِ العائلةِ البشريَّةِ حولَ المُشتَركاتِ الإنسانيَّةِ، مع احترامِ كُلِّ عضوٍ في هذه العائلةِ لعقيدةِ الآخَر.واختتم الشكرُ العميقُ باسمي وباسمِ أعضاءِ اللجنةِ العُليا للأخوَّةِ الإنسانيَّةِ لكُلِّ القادةِ والرُّموزِ والدولِ والمؤسساتِ والشخصيَّاتِ التي دعَّمَتْ وتبنَّتْ مُبادرةَ «صلاةٌ من أجل الإنسانيَّة»، ودعَتْ للمُشاركةِ في هذا اليومِ التاريخيِّ.. كما نتوجَّهُ بالشكرِ لجميع الأطقُمِ الطبيَّةِ والأطقُمِ المُساعِدةِ التي كانتْ وما زالتْ خَطَّ الدفاعِ الأوَّلِ في التَّصدِّي لهذا الوباءِ، مُؤكِّدين تَضامُنَنا مع جميعِ أُسَرِ الضحايا حَوْلَ العالمِ، ومُتَضرِّعين إلى اللهِ بالشفاءِ العاجلِ للمُصابِينَ.وبهذه المناسبةِ، فإنَّنا نُعلن أيضًا إطلاقَ الموقعِ الرسميِّ لمُبادرة «صلاةٌ من أجلِ الإنسانيَّة»، الذي سيُمثِّلُ قناةَ تواصلٍ فاعلةٍ لجميعِ المُشاركينَ في هذه المبادرةِ، وسيكونُ بمَثابةِ التوثيقِ الرقميِّ للبياناتِ والفعاليَّاتِ ومُشاركاتِ الناسِ من جميعِ أنحاءِ العالم، التي تَسبِقُ المبادرةَ وتُواكِبُها، وكذلك ليكونَ النَّواةَ لأرشفةِ جميعِ المُبادراتِ والفعاليَّاتِ والأنشطةِ والأحداثِ المُستقبَليَّةِ الخاصَّةِ باللجنةِ العُليا للأخوَّةِ الإنسانيَّةِ.
مشاركة :