حوار: محمد حمدي شاكر بعد انقطاع عن الدراما العام الماضي، يقدم النجم الكوميدي الإماراتي عبدالله زيد هذا العام، مسلسله «خاشع ناشع»، ويشاركه بطولته الفنان جمعة علي، الذي تجمعه به علاقة صداقة قوية، إلى جانب انسجام فني كبير، ما جعلهما ثنائياً تحظى أعماله التلفزيونية والسينمائية بإشادة الجميع. يركز زيد دائماً على الأعمال التراثية الكوميدية، لشعوره بأنها عودة للزمن الجميل، إلى جانب أن الجمهور دائماً ما يحب وجبة خفيفة من الكوميديا بعد الإفطار، وهذا ما يراعيه صناع الأعمال الدرامية الرمضانية. وعن مسلسله الحالي، وأعماله المستقبلية، كان هذا الحوار مع الفنان عبدالله زيد. * هل الشخصية الشريرة التي تقدمها في «خاشع ناشع» موجودة في المجتمع؟ - خاشع هو الشرارة الأولى لأي مشكلة ومصيبة تحدث في «الفريج»، ودائماً ما يكون ضحية المشاكل صديقه، ونسيبه «ناشع»، الذي يجسد شخصيته صديق عمري الفنان جمعة علي، فأنا العقل المدبر لكل المصائب التي تحدث، ويدفع هو ثمنها باعتباره الشخص البسيط، المغلوب على أمره، وصاحب الشخصية المتقلبة بين البكائية، والابتسامة في ظرف ثانية، وهذا هو الموجود في المجتمع، فدائماً ما يكون الشخص الطيب هو الضحية في كل شيء. * اسم العمل يوحي بأنه قائم على شخصيتي خاشع، وناشع فقط، وبقية الأحداث مجرد إضافة. - نهائياً، فكون العمل يحمل اسمي شخصين من الأحداث لا يعني أنه قائم عليهما، فالمشاركون الآخرون في المسلسل إضافة كبيرة له، بل ومحرك أساسي للأحداث، وجميعهم أساتذتي، ولهم فضل كبير علي، وعلى العمل بشكل كبير، ولكل شخصية خطها الدرامي الكامل في الأحداث، وعلى رأسهم الفنان أحمد الأنصاري، الذي يجسد شخصية مرزوق، وهو «نوخذة الفريج»، وأيضاً الفنان محمد السلطي بشخصية سلطان، وموسى البقيسي في دور سويلم ضابط الشرطة، وأيضاً نجمة البحرين سلوى بخيت، وهي شخصية رئيسية في العمل، إلى جانب الفنان خالد المعني، مطوع الفريج، والنجم علاء مرسي، ناظر المدرسة بيومي، إلى جانب عدد من المشاركين الأجانب من أوكرانيا، وبريطانيا، وأمريكا، والذين يجسدون شخصيات الأطباء في المستشفى، أو العاملين في محطة الكهرباء الجديدة، عندما دخلت إلى «الفريج». * «خاشع ناشع» ثاني عمل من تأليفك، ماذا عن ردود الأفعال عليه بالنسبة إليك كممثل، ومؤلف؟ - الحمد لله، ردود الأفعال أكثر مما توقعت، وأكبر دليل على ذلك أن اسم المسلسل وردود الأفعال عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة «تويتر»، و«إنستجرام» جاءت قوية، وتخطت المليون تغريدة، ومنشور، وجميعها إيجابية، وهذا فضل من عند الله، ونتاج مجهود طاقم العمل بأكمله، وليس أنا فقط. * هل انتهيتم من تصوير المسلسل قبل أزمة «كورونا»، أم أن هناك مشاهد صورت في ظل الأزمة؟ - نحمد الله أن كل المشاهد تمت قبل أن تدخل الأزمة ذروتها، وكان المتبقي بعض أعمال المكساج والمونتاج، وجميعها لا تحتاج إلى أماكن خارجية، وأنجزت داخل الاستوديو. * هل هناك جديد سينمائياً بعد تجربة «فلفل أبيض»؟ - انتهيت من كتابة عمل جديد من تأليفي بعنوان «كيفما تسمعني أجب»، وننتظر انتهاء الأزمة الحالية لنبدأ في اختيار طاقم العمل، والمخرج، وأماكن التصوير. * هل سنراك في الفترة المقبلة كاتباً لأعمالك؟ وهل من الممكن كتابة نص لفنانين آخرين؟ - أحببت الكتابة، وأحاول إتقانها أكثر، ومثلما يقال «القلم سحب»، ولن أتوقف عن كتابة نصوص، سواء كانت سينمائية، أو درامية. أما في ما يخص كتابة نص لفنان آخر، فأرى أن هذا سابق لأوانه، حتى أتمكن أكثر من الكتابة، وأزيد خبرتي، سأكتفي الآن بكتابة بعض أعمالي. * ما الأعمال التي تتابعها في رمضان؟ - أعجبني كثيراً مسلسل «الشهد المر»، لما يتضمنه من قصة، وتوليفة جميلة من كبار الفنانين، أضف إلى ذلك أنه دليل على اهتمام المسؤولين في مؤسسة «أبوظبي للإعلام». * لماذا اهتمامكم فقط بالأعمال التراثية والكوميدية في رمضان؟ - نحن حريصون على تقديم العمل التراثي لأنه جزء من هويتنا، وثقافتنا، ودائماً ما نريد أن يصل هذا للجميع محلياً، وعربياً، وعالمياً. والكوميديا، بشكل عام، مطلوبة في رمضان وتعتبر وجبة خفيفة على المشاهد. و«خاشع ناشع» ليس عملاً كوميدياً خالصاً، ففيه رسائل وطنية كثيرة، تمس الإمارات، وعاداتها، وتقاليدها، وعلاقات أهالي المناطق بولاة الأمر في الماضي، وتحديداً في عام 1969، أي قبل قيام الاتحاد، وفترة دخول الكهرباء بالمجان إلى بعض المناطق النائية، وكيفية تعامل أهالي المنطقة معها، إلى جانب الاهتمام بالصحة، وتوصيل المياه، واستقطاب المعلمين من مصر، وتسليط الضوء على علاقتها بالإمارات منذ القدم، إلى جانب تعليم «السنع»، والعادات، والتقاليد بين الأسرة والولاء للوطن، والأرض، وحقوق المرأة قبل الاتحاد، وبعده. وتدور كل هذه الرسائل والتطورات في تلك المنطقة النائية في قالب كوميدي. نقلة درامية ظهر مكان أحداث العمل كأنه حقيقي على الرغم من بنائه بالكامل في حوالي شهرين. وما يؤكده الفنان عبدالله زيد، هو أن جهة الإنتاج لم تبخل على المسلسل نهائياً، وأن مجهوداً جباراً بذل لتخرج القرية بالشكل الذي يراه المشاهد وكأنها حقيقية. ويقول زيد: «أعدنا الزمن من 2020 إلى 1969 بكل تفاصيله، والفضل يرجع لكل القائمين على مؤسسة «أبوظبي للإعلام» وفي مقدمتهم د. سلطان الجابر، رئيس مجلس الإدارة، وعبد الرحيم البطيح، مدير التلفزيون، وجمعة السهلي، ووائل السهلي، رئيس قسم الدراما وغيرهم. ولا شك في أن الجابر أحدث نقلة جميلة في الدراما الإماراتية هذا العام، واهتم كثيراً بالفنان الإماراتي والدراما، فالمؤسسة تعرض أكثر من 14 عملاً، من بينها خمسة أعمال محلية من إنتاجها، وهذا يدل على الاهتمام بالفنان والدراما الإماراتيين»
مشاركة :