شاركت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أمس في الاجتماع الاستثنائي -عن بعد- للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، حيث سعى الاجتماع إلى مناقشة تأثيرات أزمة وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) على القطاع الثقافي وبحث سبل تجاوز الأزمة والتخفيف من آثارها على القطاعات الإبداعية والثقافية العربية.وجاء هذا الاجتماع بتنظيم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو). شاركت فيه عشرون دولة، إضافة إلى رؤساء منظمات عربية معنية بالعمل الثقافي العربي.وشهد افتتاح الاجتماع كلمات لكل من أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأستاذ الدكتور محمد ولد عمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والدكتورة إيناس عبدالدايم رئيسة الدورة الواحدة والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، إضافة على كلمة إرنستو ريناتو أوتو راميريز المدير العام المساعد لقطاع الثقافة في منظمة اليونسكو.من جانبها، قدّمت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مداخلة حول «آليات وضع استراتيجية عربية موحدة لمجابهة صعوبات مرحلة ما بعد كورونا»، حيث توجّهت في البداية بالشكر إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على دعوتها لعقد هذا الاجتماع -عن بعد- وعملها على توفير مساحة يمكن من خلالها للمسؤولين عن الشؤون الثقافية مناقشة استراتيجية العمل الثقافي للمرحلة المقبلة.وأكدت أن الثقافة تعد من دعائم نمو وتطور المجتمعات وهي فعل مقاومة يمكن من خلاله الانتقال بالشعوب إلى واقع أفضل، وقالت: «علينا كدول عربية أن تكون لنا سياسة ثقافية موحّدة من أجل حفظ الموروث الثقافي والاستفادة منه».وأوضحت أن الانتباه اليوم يتجه نحو المنصات الرقمية التي كان لها دور كبير في تعزيز فعالية الاستجابة الأولى للمؤسسات الثقافية تجاه انتشار وباء (كوفيد-19)، مشيرة إلى أن العالم شاهد كيف تم توظيف المنصات الرقمية لتكون وسيلة لتوفير زيارات رقمية للمواقع والمتاحف والمعارض وغيرها من الأنشطة الثقافية.ونوّهت بتبني استراتيجية موحدة من أجل أرشفة الموروث الثقافي العربي بشكل يمكن من خلاله تعزيز التبادل المعرفي ما بين أرجاء الوطن العربي، بالإضافة إلى أهمية إنشاء منصة عربية افتراضية مشتركة يتم عبرها توحيد جهود الدول لدعم استمرارية العمل الثقافي في ظل الظروف الراهنة وما سيأتي بعدها.وبحث المجتمعون في المؤتمر كذلك التأثيرات المباشرة لأزمة تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) على القطاع الثقافي، وأهم الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية لمواجهة الأزمة وخططها المستقبلية للمرحلة التالية.وهدف هذا الاجتماع الاستثنائي إلى تعزيز استعدادات الدول العربية لمرحلة ما بعد كورونا وجعلها أولوية قصوى من أجل حماية الموارد الثقافية ودعم دورها في التنمية المستدامة، وذلك عبر وضع خطة ثقافية عربية مشتركة ومتكاملة تأخذ بعين الاعتبار الدروس المستفادة من الأزمة وتستثمر تقنيات الاتصالات الحديثة في إنتاج محتوى ثقافي يلائم متطلبات المرحلة وتعمل على تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية الرقمية.وتطرق الاجتماع أيضًا إلى آخر التطورات المتعلقة ببرنامج العواصم العربية الثقافية للفترة ما بين 2020-2026 حيث تم إقرار عواصم الثقافة العربية على النحو التالي: مدينة بيت لحم في فلسطين عام 2021، مدينة إربد في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2022م، مدينة بورت سودان في السودان عام 2023م، مدينة طرابلس في لبنان عام 2024م، مدينة بنغازي في ليبيا عام 2025م ومدينة الكويت عام 2026م.
مشاركة :