غادة طنطاوي “جائزة نوبل للسلام”

  • 5/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جائزة نوبل للسلام، هي إحدى الجوائز الخمسة التي أوصى بها العالم ألفريد نوبل، ولا نعرف إلى يومنا هذا أسباب اختياره للسلام كأحد مواضيع جوائزه. فمثلًا يمكن تفسير جائزة نوبل في الكيمياء أو الفيزياء لكونه مهندس كيميائي. و يقترح البعض بأن نوبل أراد أن يعوض تنامي القوة المدمرة، فهو مخترع الديناميت، و يتم اختيار المترشحين للجائزة من قبل هيئة يعينها البرلمان النرويجي، حيث يتم منحها للذين قاموا بأكبر قدر أو أفضل عمل للتآخي بين الأمم، من أجل إلغاء الجيوش الدائمة ومن أجل الحفاظ على السلام وتعزيزه. و لنتذكر بأن السلام في اللغة هو الانسجام بين مختلف الفئات الاجتماعيّة التي تتميّز بعدم العنف أو الصراع بين السلوكيّات، و اصطلاحًا هو اسم مشتق من فعل سلِم، يعني أمِن من كل ما يؤذيه أو يقلق باله وضميره..!! و لنقف جميعًا عند كلمة الضمير..!! و اسمحوا لي بأن أستعرض معكم بعض تلك الأسماء التي تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام و حصلت عليها، بدءًا من منظمات عالمية إلى روؤساء دول. في عام ١٩٧٨ مُنِحَت الجائزة لمناحم بيجن، سياسي إسرائيلي مؤسس حزب الليكود و سادس رؤساء وزراء إسرائيل، ثم في عام ١٩٩٤ حصل عليها شمعون بيريز، أحد أهم الرموز السياسية في إسرائيل منذ نشأتها عام 1948، شغل تقريبًا كل المناصب العامة، بما فيها مناصب رئيس الوزراء، والرئيس، رغم أنه لم يقد أي حزبًا للفوز بانتخابات. ثم حصل عليها اسحاق رابين، سياسي إسرائيلي، جنرال عسكري سابق في الجيش الإسرائيلي و هو خامس رئيس وزراء إسرائيلي. و قبل أن أكون عربية مسلمة فأنا إنسانة..!! و تلك الأسماء لم ترتبط في عقلي بأي معنى ايجابي، لا للسلام ولا للإنسانية..!! ولا أتذكر عند سماعها سوى جرائم الحرب التي أُدينوا بها من مجلس الأمن، و حروب تطهير العرق في مجازر قانا، صبرا و شاتيلا، مذبحة دير ياسين و مقتل الطفل محمد الدرة، الذي قتل على أيدي الصهاينة دون أي ذنب.. فأي سلام..؟؟ و أي انسانية تحلى بها أولئك المجرمين و حازوا على تلك الجائزة؟؟ أما على صعيد المنظمات العالمية، فالقائمة تطول، لكن دعوني أذكر مفوضة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام ١٩٨١، والتي بسبب قصورها مازال هناك الكثير من اللاجئين مشردين، دون سكن و لا رعاية، و قوات حفظ الأمن و السلام التي حصلت على الجائزة عام ١٩٨٨، و بالنظر إلى ما يجري في العالم حاليًا.. سواءً في فلسطين، سوريا، العراق و مع مسلمين الروهينغا أي أمنٍ و أي سلام تتحدثون عنه..؟؟ العالم العربي للأسف ذاكرته قصيرة المدى..!! كذاكرة الذبابة و السمك..!! نحن ننسى التاريخ بسرعة.. و لا نتذكره الا بمؤثرٍ خارجي.. كمسلسل أم هارون.. اعترض البعض على المسلسل فقط لأن وقت عرضه لا يتلائم مع الوضع السياسي الراهن..!! و محرقة هتلر..!! فنحن نتذكر هتلر لأن اليهود نجحوا في تذكيرنا بجرائمه في كل فرصةٍ وجدوها سانحة، ليتذكر العالم مأساتهم المصطنعة و يشعر بالأسى تجاههم!! مع أن هناك الكثير غير هتلر أجرموا في حق الإنسانية و لم يأتي التاريخ على ذكرهم، مثل ماو دي تونج، الإمبراطور الصيني، الذي قتل نحو مليار انسان في فترة حكم تقارب ال٢٥ سنة فقط لميولهم الغريبة، جوزيف ستالين الروسي، قاتل ٦٠ مليون انسان لم يموتوا في الحرب، بل ماتوا من حروب تطهير العرق و ارسال كل معارضيه إلى مخيمات العمل العسكرية في سيبيريا، و بالطبع لا يأتي التاريخ على ذكر ليوبولد الثاني ملك بلجيكا الذي اشترى دولة الكونغو و قتل أكثر من ١٠ ملايين أفريقي انذاك..!! و هذا بالطبع لأن ذكر تلك القصص تتعارض مع صورة الرجل الأبيض في ذاكرة العالم و تفوقه التاريخي على الأعراق الأخرى..!! و هذا هو الفرق بيننا و بين الغرب.. نحن لم نخطط للفشل و هم أصابوا فلم يفشلوا في التخطيط..!! عندما اكتشف العالم مخطط توكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل في عام ٢٠١١ طالبوا بنزع الجائزة منها..!! أمر مثير للسخرية..!! لأنهم نسوا أسماء أهم من كرمان يجب أن تُنتَزع منهم الجائزة.. وهنا الشاهد..!! فإن جائزة نوبل لا يحصل عليها من يسعى للسلام بقدر ما فاز بها من أجاد الكلام عن السلام. Ghada_tantawi@

مشاركة :