معاناة متزايدة للناجيات من الاغتصاب في جنوب السودان

  • 5/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تكافح الناجيات من العنف الجنسي في جنوب السودان اللواتي عانين من أذى بدني ونفسي للوصول إلى الخدمات الصحية، بسبب نقص المرافق الطبية والرعاية المتخصصة، بينما يجبر الوصم الضحايا على التزام الصمت، وفق تقرير حديث لمنظمة الأمم المتحدة. وكانت سوزان تبلغ من العمر 13 عاما فقط عندما تعرضت للاغتصاب، وتشرح كيف وقعت الحادثة باكية. فقد اقتحمت مجموعة من الرجال المسلحين منزلها في جنوب السودان، وضربوا أفراد أسرتها، وهددوا بإطلاق النار عليهم ومن ثم اختطفوها. وتقول “جاؤوا ليلا ووجدونا نائمين. فأيقظونا بركلات قاسية، ركلوني وضربوني. خطفني أحدهم بقوة وأخذني بعيدا على الرغم من مناشدة جدتي له بالتوقف، حتى أنه ضرب جدتي. كان الناس في المنزل يصرخون ويبكون من أجل إعادتي. بعد أن أخذني إلى الأدغال، اغتصبني وتركني وذهب، وعدت إلى المنزل لوحدي. وعندما وصلت كان بعض الجنود قد أتوا للبحث عنه وعني، لكن كان قد تم نقلي بالفعل وكان هو قد رحل”. وسوزان هي واحدة من الآلاف من النساء والفتيات اللواتي تعرضن للاعتداء الجنسي أثناء الحرب الأهلية وما بعدها في جنوب السودان. وهي واحدة من القلائل المحظوظات اللواتي تلقين بعض الرعاية الطبية من مركز صحي غير حكومي. وعن ذلك قالت سوزان، “أخذوني إلى أحد المستشفيات وفحصوني وأعطوني بعض الأدوية لأنهم كانوا يخشون أن يكون الشخص مريضا”. وفي عام 2017، تعرضت إليزابيث للهجوم والاغتصاب أثناء سيرها على طريق بعيد يستغرق ساعتين للوصول إلى منزلها في “لير” في منطقة الوحدة بجنوب السودان. وتقول إليزابيث “بالنسبة لما جرى لي، فبعد أن أمسكوني وضربوني، اغتصبني ثلاثة رجال. ركلوني على صدري بأحذيتهم وعلى ظهري أيضا. بسبب هذا الضرب المبرح، لجأت عائلتي إلى العلاج التقليدي لإزالة الدم الملوث لأنني كنت أتألم. شعرت بعدها ببعض الراحة”. ووثق تقرير جديد صادر عن قسم حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (UNMISS)، نقصا حادا في الرعاية الصحية للناجيات من العنف الجنسي. ووجد أن الحكومة قد أنفقت 1.2 في المئة فقط أي 14 مليون دولار أميركي من ميزانيتها الوطنية في العام الماضي على نظام الصحة العامة. في المقابل، أنفقت 20 مليون دولار أميركي على الرعاية الصحية لأعضاء الهيئة التشريعية الوطنية. وأدى نقص التمويل إلى الاستعانة بمصادر خارجية لاهتمام بالرعاية الصحية في البلاد مثل الجهات المانحة الدولية والأمم المتحدة والوكالات غير الحكومية. وعلى الرغم من الاستثمار المالي الكبير، لا يزال قطاع الرعاية الصحية ضعيفا. يوجد مرفق صحي واحد فقط لكل 10 آلاف شخص. ويعيش حوالي 72 في المئة من السكان على بعد أكثر من خمسة كيلومترات من العيادة. ولا يوجد ما يكفي من الأطباء والممرضات والقابلات الماهرين، وتجبر الحواجز الاجتماعية الكثير على المعاناة في صمت. وقالت موظفة في وحدة الصحة الأولية في اليونيدور هيلين ميردادو، إن “معظمهن يعانين من الشعور بالوصم، ولا يردن أن يعرف أحد عما ألم بهن. يأتي معظمهن إليّ، هو ليس بالأمر السهل. قالت لي إحداهن ذات يوم إنها ستشنق نفسها ولا تريد أن يعرف أحد ما تعرضت له. كان عليّ أن أبقى هادئة وأسمعها حتى تنتهي. هذه نبذة عن الحالات غالبا، الأمر ليس سهلا”. وتقدم بعض المنظمات استشارات في مجال الصدمات النفسية في بيئة تتجنب ثقافيا الحديث المتعلق بالاغتصاب. لكن ضباط حقوق الإنسان يقولون، إن ذلك ليس كافيا، ويجب على الحكومة أن تتخذ خطوات ضرورية. وأكدت سارة جيبسون، مسؤولة حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، أنه “على المدى الطويل، من الواضح أن تطوير قدرات الأطباء والممرضات يستغرق بعض الوقت، ولكن ما نودّ أن نراه هو أن تخصص الحكومة المزيد من الموارد لهذه القضية، وألا ترى ذلك على أنه شيء يقع على عاتق المجتمع الدولي في المقام الأول، بل أن تأخذ ملكية القضية هذه بصفتها المسؤولة عن الحق في الصحة”.

مشاركة :