الابتسامة .. مفتاح سحري لراحة القلوب

  • 6/27/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين: حظيت الليلة الثامنة من مهرجان بشائر الرحمة الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني في قاعة أسباير بحضور كبير.. وجاءت الليلة بعنوان " أخلاقنا والإرادة "، وتحدث تحت هذا العنوان الدكتور عمر عبد الكافي، حيث أفاض في الموضوع وشرحه شرحًا يسيرًا مصحوبًا بالقصص من الأثر والسنة والنبوية ومن تراث العرب. وقال د. عمر عبد الكافي إن الشعائر الإسلامية مكانها المسجد مثل الصلاة، كما أننا في المسجد نتكلم عن الزكاة وأحكام الصيام، وعن الحج والحجاب وفضل مجالس العلم وهكذا، أما الشرائع الإسلامية فهي التي تعمّ العالم كله، وأولها الخلق.. وقال إن عدد آيات العبادات في القرآن الكريم بين 110 إلى 130 آية، بينما تجد عدد آيات الخلق في القرآن الكريم نحو 1504 آيات من جملة آيات القرآن، وقال في هذه الأثناء "حسابيًا تمثل آيات الخلق ربع كتاب الله، تبدأ بأن بـ " أن تلقى أخاك بوجه طلق مبتسم" وتبسمك في وجه أخيك صدقة .. وقال إن هذه القاعدة هي أول خطوة من خطوات الأخلاق الإسلامية. وقال المحاضر إن لقاء الناس بوجه مبتسم ينطبق على الزوجة والأولاد والخدم وغيرهم وينطبق مع كل من نقابله في يومنا .. ودعا إلى إلقاء السلام بوجه طلق لا بوجه عابس اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي ما رؤي إلا مبتسمًا وقصّ العديد من القصص التي تبين أخلاقه صلى الله عليه وسلم النموذجية. وأكّد د. عمر أن الابتسامة هي المفتاح السحري للقلوب، ولفت إلى أن المسلم عبارة عن عجينة طيعة تتقولب مع الأحداث وليس جامدًا، وشبّه المؤمن بنبتة القمح التي تميل مع الرياح ثم تعود إلى حالتها الطبيعية وشبه المنافق بشجرة الأرز الجافة الثابتة التي لا تتحرك يمينًا أو يسارًا تكسرها الريح القاسية. وقال إن المؤمن عبارة عن كتلة من العواطف، مشيرًا إلى أن عيني رسول الله كانتا تترقرقان بالدموع عندما وجد أحد أحفاده ينازع، فقال: " إنها رحمة وضعها الله في قلب من يحب". وقال إن منظومة الأخلاق تبدأ بإرادة العبد ألا ينسى فريضة غائبة، وهي فريضة إدخال السرور على المسلم، كما يفعل الرجل مع الزوجة ومع أولاده، ولفت إلى قصة الرجل الذي جاء يتولى ولاية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأراد عمر أن يختبره وطلب من خادمه أن يدخله عليه عندما يجيء في الغد فدخل عليه فوجد أبناء وأحفاد عمر يركبون على ظهره، وهو على أربع ويدور بهم في البيت فوقف الرجل متفاجئًا مما رآه وأخذ الدرس قبل أن يتولى المهمة التي كلفه بها عمر رضي الله عنه. وشدّد المحاضر على التعامل بالابتسامة.. وقال إنها أول إرادة من إرادات الخلق ولفت إلى أن الأخلاق في الإسلام فريضة لا فضيلة.. وقال إن المعاملة الطيبة بين الناس يجب أن تكون فريضة لا فضل منا.. ودعا إلى ترك متابعة عيوب الناس وقصّ قصة الرجل الحافظ للقرآن الذي ضحك الناس عليه عندما تتعتع في قراءة الإخلاص فظن الناس أنه جاهل بالقرآن وقاموا بتصحيحه كل من جانبه، فغضب الرجل فأسر في نفسه أنه لابد أن يعلمهم الأدب فصلى بهم فريضة أخرى فقرأ بهم الأعراف وطول فيها حتى بدأ الناس يتململون من طول القراءة وتعلم الناس من الدرس. وحذّر الدكتور عمر عبد الكافي من التسرع في انتقاد الآخرين.. وقال إنه ليس من الأخلاق في شيء، لأننا قد نصدر اللوم جزافًا ويكون مع من نلومه العذر الواضح. وقال إن الكارثة في منظومة أخلاقنا أننا لا نريد أن نغير مفهوم كيف تفكر زوجاتنا، كما أن الزوجات لا يردن أن يغيرن فهمهن لكيفية تفكير الرجل وتعامله مع المرأة والآخرين.. وشرح جوانب علمية في مخ الزوجة تجعلها تفتح العديد من الموضوعات في وقت واحد، بينما الرجل لا يستطيع أن يفتح غير صفحة واحدة في مخه، وبالتالي لا يفتح إلا موضوعًا واحدًا. ولفت إلى أن المسلم الصادق يتأسى بالرسول صلى الله عليه وسلم، وأشار في هذه الأثناء لقصة الفارسي الذي يسكن بجوار النبي، ودعا الرسول إلى حساء ليشربه معه، ولكن الرسول سأله إن كانت عائشة رضي الله عنها ضمن الدعوة، فقال الفارسي لا وكرر الفارسي الدعوة ثلاث مرات، وكان الرسول يرفض دون عائشة، وذلك قبل نزول آية الحجاب. وقال إن إرادة الخلق تحتم عليك فتح صفحة جديدة وأن تنظر للمشكلة من ناحية إيجابية. وقال في هذه الأثناء أن الرجل الذي تكون زوجته عصبية لماذا لا يجعل منها مشروع آخرة يدخل بها الجنة بصبره على أخلاقها، كما هو الحال بالمشروعات الخيرية التي يبنيها الناس طلبًا لدخول الجنة. وقال في هذه الأثناء إذا صبرت على زوجتك سيئة الخلق، فإنك تعطى كما أعطي أيوب على صبره، وقال في هذه الأثناء إن جينات الأخلاق تورث أبناء وبنات هذه الخلق أي خلق الصبر. وأكّد أن الإرادة تحتاج إلى عزيمة وإرادة الأخلاق في أي موقف تحتاح إلى عزيمة مثل أن تعلو عليك زوجتك بصوتها، فقل قبل أن ترد لو أن الرسول مكاني ماذا كان سيصنع ؟، هل يضرب أم هل يلطم وهل يهدد أم ماذا ؟، وقال إنه لما ضربت عائشة رضي الله عنها الصحفة غيرة من زوجة أخرى، ماذا قال الرسول: غارت أمكم غارت أمكم .. فلم يكتم معاني الغيرة عند المرأة، وفي نفس الوقت قال لعائشة، هذا ليس موقفًا خلقيًا أن تكسري الصحفة، فأمرها أن تأتي بصحفة جديدة تعيدها إلى زوجته الأخرى.

مشاركة :