الإرهاب الأسود يدمي قلب الكويت بتفجير انتحاري

  • 6/27/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أدمى الإرهاب الأسود أمس قلب الكويت بتفجير انتحاري هو الأول من نوعه أصاب مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر وسط مدينة الكويت، حيث فجر انتحاري نفسه وسط المصلين أثناء تأدية صلاة الجمعة، فتسبب في مقتل 27 شخصاً وإصابة 227 جريحاً بينهم 5 في حالة خطرة نقلوا إلى مستشفيات الأميري ومبارك والصباح. ووسط حالة استنكار رسمي وشعبي واسعين أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي تفقد المسجد عقب الانفجار أن الكويت ستظل عصية على كل من يتربص بها أو يريد لها شرا، معتبراً ما حدث محاولة يائسة لشق وحدة الصف واجتماع الكلمة وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية البغيضة، فيما عقد مجلس الوزراء برئاسة الشيخ جابر المبارك اجتماعاً طارئاً لبحث تداعيات الحادث، معلناً الحداد في الكويت لمدة يوم واحد سيكون اليوم السبت، مؤكدًا أن البلاد لن تشهد تنكيساً للأعلام، مؤكداً أن أمن الكويت خط أحمر، وأن كائنا ما كان لن يستطيع أن يثير الفتنة ويشق صف الوحدة الوطنية، كما عقد مكتب مجلس الأمة (البرلمان) اجتماعاً عاجلاً برئاسة رئيس المجلس مرزوق الغانم الذي أكد أن الإرهاب الأسود ومشروع الفتنة الذي أريد له أن يتحقق في الكويت سيتم وأده وقبره بسواعد الكويتيين جميعاً. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير الإرهابي، وفي بيان منسوب له يقول إن أبو سليمان الموحد هو من نفذ التفجير. وأعلنت وزارة الداخلية عن ضبط عدد من المشتبه بهم في التفجير، وأكدت أن الأجهزة الأمنية التابعة لها تتابع مجريات الحادث لكشف الملابسات المحيطة به، وأعلنت وزارة الإعلام إيقاف بث جميع برامج تلفزيون الكويت المعتادة التي كان يبثها خلال شهر رمضان المبارك وتوحيد البث من غرفة الأخبار لمتابعة تطورات الأحداث. وشدد وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع على ضرورة تضافر جهود العلماء والدعاة ومؤسسات الإعلام الحكومية والأهلية والنخب الفكرية لمحاربة فكر التكفير والتفجير. وفي التفاصيل، أعرب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد عن تأثره البالغ واستنكاره وإدانته الشديدة لحادث الانفجار الذي وقع في مسجد الإمام الصادق، وأكد أن هذا العمل الإجرامي على أحد بيوت الله والذي لم يراع منفذوه حرمة هذا الشهر الفضيل، وما يمثله من خروج عن شريعة الدين الإسلامي الحنيف بسفك دماء الأبرياء الآمنين وقتل النفس التي حرم الله، إنما هو محاولة يائسة وسلوك شرير ومشين لشق وحدة الصف واجتماع الكلمة وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية البغيضة، مشيراً إلى أن وحدتنا الوطنية التي هي السياج المنيع لحفظ الأمن وما يتحلى به إخوانه وأبناؤه المواطنون الكرام من روح وطنية سامية ومشهودة، وبما عرف عنهم من محبة وتفان لوطنهم وولاء له والتفاف حول قيادتهم سيصدون بعون الله تعالى ويفشلون أهداف منفذي هذا العمل الشنيع والجبان. واعتبر الاعتداء فرصة لتعزيز التكاتف والتلاحم والتمسك بروح الأسرة الكويتية الواحدة بما عرف عنها من محبة وتآلف وتآزر، ودعا إلى عدم إعطاء الفرصة لاستغلال هذا العمل الإجرامي وتداعياته لبث الفرقة وضرب الوحدة الوطنية وترويج الشائعات المغرضة، مشدداً على أن الكويت العزيزة وأهلها الأوفياء ستظل بإذن الله تعالى عصية على كل من يتربص أو يريد بها شراً، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تتابع مجريات هذا الحادث الأليم لمعرفة منفذيه ومن يقف وراءهم لتقديمهم للعدالة. مجلس الوزراء: سنجتث الإرهابوبدوره، أكد مجلس الوزراء أن الإرهاب الأسود الذي لا وطن ولا دين له ولن ينال من وحدة الشعب الكويتي وعزيمته ولن يمس ثوابت هذا المجتمع أو وحدته الوطنية وستظل الكويت واحة أمن وأمان لجميع المقيمين على أرضها، وشدد على اتخاذ كل ما من شأنه اجتثاث آفة الإرهاب وإعلان المواجهة الشاملة بلا هوادة مع هؤلاء الإرهابيين دعاة التكفير والضلال، وأنه لن يقبل أبداً تهديد أمن الكويت وإرهاب أهلها وتعطيل مسيرتها، وأنه لن يسمح لبذور الفتنة بأن تنمو في أرضنا الطيبة أو بتضليل الشباب المخلصين بالأوهام والافتراءات ولن يتهاون إزاء الانحرافات المهلكة والتجاوزات المدمرة تحت أي مبرر. ووجه مجلس الوزراء في اجتماعه الطارئ أمس الجمعة برئاسة الشيخ جابر المبارك الأجهزة الأمنية بالضرب بكل قوة وحزم على من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن وسلامة المواطنين والمقيمين. وحث وزارة الداخلية لكشف المسؤولين والمتورطين عن هذا الحادث ومحاسبة كل من تسول له نفسه ترويع الآمنين. وبين المبارك للمجلس أن ما حدث خلال تأدية المواطنين والمقيمين لفريضة صلاة الجمعة في الشهر الكريم وفي أجواء مفعمة بالمشاعرة الإيمانية التي جبلوا عليها أبت قلة شاذة ممن امتلأت قلوبهم بالحقد والبغضاء وانعدام الرحمة وخلت نفوسهم من مبادئ إسلامنا الحنيف وتعاليمه السمحاء إلا أن تعكر صفو هذه الأجواء الطيبة وتنفذ أبشع جريمة وهي قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وتستهدف الدمار والتخريب وترويع الآمنين والعبث بأمن الوطن واستقراره. وقدم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد تقريراً عن الحادث استعرض فيه تفاصيل الانفجار ومجرياته والإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية لكشف ملابساته وتحديد مرتكبيه والمشاركين فيه والمحرضين عليه، كما بين أن جميع رجال وزارة الداخلية وكل الأجهزة الأمنية مستنفرة للذود عن أمن البلاد وتأمين جبهتها الداخلية وحماية أرواح جميع من يعيشون فوق ثراها، كما عرض الإجراءات الاحترازية الفورية التي اتخذتها وزارة الداخلية بالتنسيق مع الجهات المعنية لحماية دور العبادة والمساجد. وأكد رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك أن المستهدف هو جبهتنا الداخلية وثقتي كبيرة في الشعب الكويتي ووعيه، وفي رجال الأمن فوحدتنا الداخلية خط أحمر لا يمكن المساس بها، وأكد أن الحادث لن ينال من وحدتنا الوطنية، وأوضح خلال تفقده موقع الحادث أن هذا الحادث الآثم يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية التي هي خط أحمر لكنه يستعصي عليهم تجاوزه وسنبقى أقوى من ذلك بكثير، وشدد على الثقة الكاملة في الشعب الكويتي ووعيه وحسه الوطني لتفويت الفرصة على كل من يحاول شق صفوفه أو إشعال الفتنة فضلاً عن كامل الثقة في رجال الأمن ودورهم في التصدي لمثل هذه الأحداث. وأعربت وزارة الداخلية عن شجبها واستنكارها للعمل الإجرامي الجبان إثر الانفجار الذي وقع أثناء تأدية المصلين صلاة الجمعة، مؤكدة عزمها على ملاحقة وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة بأقرب وقت ممكن. وأضافت أنها ستكشف تباعاً التفاصيل المحيطة بالحادث الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الدينية والإنسانية فور انتهاء أجهزة التحقيق وجمع الأدلة والمعلومات من أداء عملها حول النتائج التي أسفر عنها الحادث الإرهابي الدنيء. وأكد وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع أن المصاب الجلل الذي تعرضت له الكويت من جراء هذا العمل الإرهابي لا يمت إلى الإسلام بصلة ولم يراع حرمة المسجد والشهر الفضيل ولا حرمة دماء المسلمين، وأعرب عن استنكاره لهذا العمل المروع الذي يتنافى مع القيم الإنسانية، مبيناً أنه نتيجة عقيدة فاسدة متجذرة في عقول أولئك الإرهابيين كان نتيجته ازهاق أرواح الأبرياء الذين نحسبهم شهداء عند الله وعدد آخر من الإصابات. وأضاف: إن علينا أن ندرك جميعا أن الأعداء يغيظهم ما يرونه متحققاً في الكويت من تماسك ووحدة في الصف جعلها تشهد بفضل الله أماناً ورخاء واستقراراً يقل نظيره لكن أعداء الأمة يتحينون الفرصة المناسبة لبث السموم والأحقاد وإثارة النعرات الطائفية محاولين بذلك تشتيت الصف وتفريق الكلمة، وذكر أن تلك الجريمة النكراء هي جريمة بشعة لما فيها من هتك لحرمة الأنفس المعصومة وهتك لحرمة الأموال المحترمة وهتك لحرمات الأمن والاستقرار، مضيفاً: أن هذا يؤكد لنا أن الإرهاب لا دين له، وشدد على ضرورة تضافر جهود العلماء والدعاة ومؤسسات الإعلام الحكومية والأهلية والنخب الفكرية لمحاربة فكر التكفير والتفجير بمختلف الوسائل والسبل حماية مجتمعاتنا الإسلامية من خطر هذا الفكر الدخيل. وقال وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود إن ما حصل يعد عملاً إرهابياً جباناً يستهدف أمن الكويت واستقرارها. وأضاف الكويت ستبقى أقوى من هؤلاء الجبناء، معرباً عن تعازيه ومواساته لأسر الشهداء والضحايا، وأكد استمرار الإجراءات الأمنية وتكاتف جميع الجهات وتعاونها لتمثيل وحدتنا الوطنية وتفويت الفرصة على من يستهدف شق الصف وأمن واستقرار بلادنا، مشيراً إلى أن زيارة الأمير للمسجد تؤكد تماسك الكويت ووقوفها صفاً واحداً لمواجهة الإرهاب. وقال:إننا نعمل ونجتهد للحفاظ على أمن واستقرار وسلامة الكويت وان قلوبنا مع أهالي وأسر الشهداء والمصابين. إدانة نيابية وقال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم: إن الإرهاب الأسود ومشروع الفتنة الذي أريد له أن يتحقق في الكويت سيتم وأده وقبره بسواعد الكويتيين جميعا. ودان نائب رئيس مجلس الأمة مبارك الخرينج الحادث الإرهابي الجبان، وأكد أنه لن يزيد الكويتيين إلا تكاتفاً ولحمة . ومن جانبه أكد النائب فيصل فهد الشايع أن تلك الأعمال الجبانة لن تؤثر في وحدة وتماسك شعبنا الكويتي العظيم،و قال النائب سعود الحريجي: علينا جميعا الالتفاف حول القيادة السياسية وتوحيد جبهتنا الداخلية لإفشال مخطط إشعال الفتنة بين أبناء المجتمع الكويتي.وقال النائب عسكر العنزي: ندين ونستنكر بشدة التفجير الآثم الذي وقع في مسجد الإمام الصادق وهذا العمل الجبان سيزيدنا وحدة وتلاحماً في مجابهة المعتدين وعلينا الوقوف خلف القيادة السياسية وتوحيد جبهتنا الداخلية ولا نعطي الفرصة لأعداء الوطن والدين لتنفيذ مخططهم القذر بإشعال الفتنة بين أبناء الوطن. من جانبه قال النائب سلطان اللغيصم: ندين وبشدة العمل الإرهابي الذي استهدف بلدنا الآمن وعلينا التمسك بالوحدة الوطنية لقطات دموع الأمير زار الأمير الشيخ صباح الأحمد موقع التفجير، وغلب على سموه التأثر وذرفت عيناه الدموع على الشهداء، ودعا إلى عدم إتاحة الفرصة لاستغلال العمل الإجرامي وتداعياته لبث الفرقة وضرب الوحدة الوطنية. كما زار ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الموقع، واطلع على بعض التفاصيل، ووجه المسؤولين إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية المناسبة لكشف تفاصيل العمل الإرهابي ومعالجة الجرحى بأقصى اهتمام. حجز كلي للقوات أصدر وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد أمراً بحجز كلي لرجال الأمن والقوات الخاصة، وتواجدت قوات الأمن بكثافة عند المساجد، وإغلاق بعض الأبواب الجانبية وحصر دخول المصلين من خلال الأبواب الرئيسية للمساجد. عزاء موحد أعلن وزير الأوقاف يعقوب الصانع أنه سيتم تلقي تعازي ذوي الشهداء في المسجد الكبير بعد التنسيق مع ذوي الشهداء. استهداف الصفوف الخلفية أعلن إمام مسجد الإمام الصادق الشيخ عبدالله المزيدي، أن التفجير الإرهابي الذي شهده المسجد استهدف الصفوف الخلفية من المصلين الذين كان يقارب عددهم ألفي شخص في الصالة الرئيسية للجامع أثناء سجودهم في الركعة الأخيرة من الصلاة، بعد الانتهاء من خطبة الجمعة، وذكر أن المصلين واجهوا صعوبة في الخروج من المسجد بعد وقوع الانفجار نتيجة لسقوط ديكور المسجد وعدد من ثريات الإضاءة. توافد المئات للتبرع بالدم أعلن بنك الدم أن عدد المتبرعين بالدم بلغ نحو 300 شخص، مبيناً أن الفصائل السالبة هي الفصائل الأكثر طلباً من المستشفيات. وقالت مراقبة الخدمات الطبية والتوجيه في إدارة خدمات نقل الدم المركزي، الدكتورة رنا العبد الرزاق إنه ليس هناك أي نقص ملحوظ في مخزون بنك الدم، مضيفة أن مخزون البنك يفي بالغرض لكن هذا لا يمنع من استقبال التبرعات تحسباً للظروف. إيقاف برامج التلفزيون أعلنت وزارة الإعلام إيقاف تلفزيون الكويت جميع البرامج المعتادة التي كان يبثها خلال شهر رمضان المبارك، وتوحيد البث من غرفة الأخبار لمتابعة تطورات انفجار المسجد. تراجع الدويسان عن الاستقالة أعلن النائب فيصل الدويسان تراجعه عن استقالته من عضوية مجلس الأمة والعودة إلى مقعده من أجل مواجهة الفتنة مصدر أمني: خلال ساعاتسنكشف هوية الإرهاب الكويت ــ الخليج: أكد مصدر أمني لـالخليج: أنه خلال ساعات قليلة سيتم الانتهاء من تحليل الحمض النووي للإرهابي الذي فجر نفسه في المسجد لتحديد هويته، كاشفاً عن إلقاء القبض على نحو 18 شخصاً من قبل رجال المباحث كانوا تحت المراقبة منذ مدة لتعاطفهم مع داعش، مبيناً أن هناك حملات أمنية مكثفة تجري في مناطق تيماء والصليبية والرقة، ولفت إلى أنه من بين الذين تم إلقاء القبض عليهم صاحب جيب لاندكروزر ذهبي يحمل لوحة سعودية، وتم القبض عليه بجانب منطقة الرقة، حيث ستبدأ إجراء التحقيقات مع المشتبه فيهم.

مشاركة :