توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بالرد على الولايات المتحدة بإجراءات مماثلة في حال فرضت عقوبات جديدة ضد مشروع الغاز "نورد ستريم 2". وبحسب "الألمانية"، من المقرر أن يبدأ عمل خط غاز نورد ستريم، الذي يعمل على توصيل إمدادات الغاز الروسية مباشرة إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق، خلال الأشهر المقبلة. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي وافق على فرض العقوبات هذا الأسبوع، وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي" سنرد بالمثل.. هذا بالطبع سيؤثر في العلاقات بين حكومتينا". وانتقد الكرملين في وقت سابق العقوبات، ووصفها بالمحاولة غير العادلة لاستمرار الوجود الأمريكي في سوق الغاز الأوروبية. وشدد الرئيس الروسي على أن بلاده ترغب في مواصلة نقل الغاز الطبيعي عبر الجارة أوكرانيا بعد بدء تشغيل خطي أنابيب جديدين يمران بعيدا عن الأراضي الأوكرانية. وأشار إلى أن: "الأمر يتعلق بحجم الغاز العابر والجداول الزمنية.. رغم مد مشاريع بنية تحتية جديدة مثل "نورد ستريم" و"نورد ستريم 2" و"ترك ستريم"، فإننا سنواصل الضخ عبر أوكرانيا". ومن المقرر أن يجتمع ممثلون روس وأوكرانيون في برلين لاستئناف المحادثات حول استمرار ضخ الغاز عبر أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، إذ ينتهي الاتفاق الحالي في غضون أسبوعين. من جهة أخرى، ذكر الرئيس الروسي أنه "لا أحد يعرف" أسباب التغير المناخي، وذلك في تصريحات تشكك فيما إذا كان الاحتباس الحراري من صنع الإنسان، مؤكدا أنه يمكن أن يكون نتيجة عمليات كونية. وقال بوتين للصحافيين "لا أحد يعرف أسباب التغير المناخي.. نعرف أنه في تاريخ الأرض كانت هناك فترات من ارتفاع الحرارة وانخفاضها، ويمكن أن يتعلق ذلك بعمليات في الكون". وأضاف أن "زاوية صغيرة في محور دوران الأرض أو مدارها حول الشمس يمكن أن تدفع العالم نحو تغيرات مناخية خطيرة". إلا أن بوتين أقر بأن الاحتباس الحراري قضية مهمة وقال "علينا أن نبذل أقصى الجهود لضمان عدم تغير المناخ بشكل دراماتيكي". وفيما تشهد موسكو طقسا دافئا غير معتاد في شهر كانون الأول (ديسمبر)، أشار بوتين إلى أن وتيرة الاحتباس الحراري في روسيا "أعلى 2.5 في المائة من أي مكان آخر في العالم.. بالنسبة لبلدنا هذه العملية خطيرة للغاية.. وسنبذل الجهود لتقليص تبعاتها على بلادنا". لكن بوتين أشار إلى أن انبعاثات الكربون في بلاده أقل بكثير من مثيلاتها في الدول الغربية، وأنها ستفي بالتزاماتها بموجب اتفاق باريس للمناخ. وعد بوتين أن التغير المناخي يشكل خطرا خاصا على المناطق الروسية التي شيدت فيها المباني على الجليد السرمدي، الذي يمكن أن يتسبب ذوبانه بتبعات كبيرة جدا. وسجلت محطة مناخية في شمال موسكو درجات حرارة 5.4 درجة مئوية أول أمس، ليكون أكثر الأيام دفئا في البلاد خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) منذ قرن.
مشاركة :