الدوحة-قنا: دعا المشاركون بالخيمة الخضراء التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة، إلى إقامة مراكز بحثية في الدول العربية تساعد أصحاب القرار في إدارة الأزمات، وتطوير أنظمة الانذار المبكر للتنبؤ بالكوارث التي يمكن أن تحدث مستقبلا. وأكد المشاركون في الندوة أن جائحة كورونا كشفت عن ضرورة تعظيم دور العلم والعلماء وتطوير قدرات البحث العلمي لتسخيرها في مواجهة الأزمات. وأجمع المتحدثون في الندوة من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين الذين ينتمون لمختلف الدول العربية، على أن المحن من سنن الكون، ألمت بالإنسان القديم وستبقى ملازمة للأمم المعاصرة واللاحقة، مشيرين إلى ما يصيب البشرية من الزلازل، والأعاصير والجفاف، والتغير المناخي، والبراكين والانهيارات الأرضية، والفيضانات والمجاعات والسيول والعواصف وغيرها من الأوبئة والأمراض الفيروسية والبكتيرية. واستعرض المتحدثون أساليب إدارة الازمات وتجنب وقوعها أو تصاعد حدتها، بداية من تكوين فريق لإدارة الأزمة وإنشاء أنظمة إنذار مبكر وتدريب العاملين على إدارة الأزمات وتحليلها ومتابعة تنفيذ الخطط الموضوعة لمواجهتها بجانب الشفافية والمصداقية في عرض الحقائق أمام الرأي العام. وأكدوا على أهمية الجانب الأكاديمي والبحثي في مواجهة الجوائح والأزمات وكيفية إداراتها، إضافة إلى تعظيم دور العقول والعلماء لحل المشاكل وتلبية احتياجات المجتمع، داعين إلى رسم السياسات وترتيب الأولويات والتركيز على ما تحتاجه المجتمعات فيما بعد الجائحة والاعتماد على الذات في إدارة الأزمات. ودعا المشاركون إلى وضع تشريعات وقوانين تلائم المرحلة الحالية على أن تعمل هذه القوانين على تنظيم المدن وتحقيق الاستدامة لتلافي الآثار السلبية لأي كوارث أو أزمات قد تحدث مستقبلا، لافتين إلى أن التعامل مع المخاطر والأزمات وكيفية إدارتها من المستجدات في منظومة الأمن القومي العربي، وأن دراسة هذه المخاطر والتنبؤ بها قبل وقوعها يتطلب وضع استراتيجية عربية أو خليجية موحدة لإدارة الأزمات مع نظرة استباقية للتعامل مع الكوارث. وبين المتحدثون أن الكوارث والازمات تأتي فجأة وبطريقة غير متوقعة لذلك فعلى الحكومات الاستعداد ورسم السياسات وتشكيل لجان دائمة ووضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة الكوارث المستقبلية، داعين الدول لأن تكون لديها آليه للتنبؤ بالكوارث المحتملة وتشخيصها والاستعداد لها مع دراسة مخاطرها الاقتصادية والبيئية ومدى تهديدها لحياة البشر.
مشاركة :