مصدر الصورةGETTY IMAGESImage caption قالت كرمان إنها تتعرض "لحملة تحريض واسعة النطاق" تناولت صحف عربية اختيار الناشطة اليمنية توكل كرمان عضوة في "مجلس الإشراف العالمي لمحتوى فيسبوك وإنستغرام"، بعد أن أثارت الخطوة جدلا واسعا في العالم العربي، بين مؤيد ومعارض لها. كما أعلنت شخصيات إعلامية سعودية بارزة مقاطعة فيسبوك احتجاجا على اختيار كرمان، التي قالت إنها تتعرض "لحملة تحريض واسعة النطاق"."الخطيئة المروعة" يقول خالد السليمان، في صحيفة "عكاظ" السعودية: "فيسبوك عندما تنصّب توكل كرمان كأحد قضاتها لتحديد المعايير الأخلاقية للمحتوى المنشور على صفحاتها، فإن ذلك يعني أحد أمرين إما أنها تجهل حقيقة نشاط كرمان القائم على التعصب الفكري والانحياز الحزبي والإقصاء لكل المخالفين، والتحريض على ممارسة العنف والإيذاء ومخالفة القوانين، أو أنها تعرف حقيقتها وتجد فيها فائدة لتحقيق أهداف مشبوهة". ويضيف الكاتب: "في كلتا الحالتين تخسر فيسبوك المصداقية والثقة لدى جمهور عريض من مستخدميها في العالم العربي الذي قاسى الكثير من نتائج الفوضى والتدمير التي نتجت عن نشاطات تنظيم الإخوان المسلمين وفكره الذي تتبناه كرمان وأعماله التي تدعمها". وتقول أحلام أكرم، في موقع "إيلاف" اللندني: "كنت أتمنى كامرأة أن أستطيع الافتخار بوصولها لهذا المنصب. كنت أتمنى تهنئتها. ولكن خوفي من أفكارها ومن تبنيها للفكر الإخواني يحتمان عليّ الموضوعية، لأني تبنيت الهوية الإنسانية التي لا يؤمن بها الإخوان ولا السيدة كرمان؟؟ هويتي الإنسانية التي ترفض العنف بكل أشكاله والاغتيال لأي سبب والفوضى الفكرية التي ساهم بها الفكر الإخواني". وتتساءل الكاتبة: "هل تعيين كرمان يأتي لصالح القيم الإنسانية العالمية.. أم لصالح أمل وهدف الإخوان في الوصول للحكم؟ وفي أسلمة المجتمعات التي فتحت لها أبوابها؟ هل ستعمل على تعزيز القيم الإنسانية العالمية التي بدأها فيسبوك بحرية التعبير أم ستعمل على ترويج الخطاب الإخواني المستند إلى كتم الحريات".مصدر الصورةGETTY IMAGESImage caption حث كاتب إدارة فيسبوك على "المسارعة بتصحيح هذه الخطيئة المروعة، واستبعاد الإرهابية توكل كرمان من مجلسها" ويقول محمد إبراهيم الدسوقي، في صحيفة "الأهرام" المصرية: "هل ضاق الشرق الأوسط على رحابته فلم يجد فيسبوك فيه شخصية تمثله في مجلسه الموقر سوى توكل كرمان بكل ما عليها من ملاحظات وتحفظات جديرة بعدم التفكير من الأصل في ترشيحها لهذا المكان؟" ويضيف: "على إدارة فيسبوك المسارعة بتصحيح هذه الخطيئة المروعة، واستبعاد الإرهابية توكل كرمان من مجلسها، فالفضيحة أكبر من السكوت عنها"."إرهاب فكري" وقال مالك ونوس، في صحيفة "العربي الجديد" اللندنية: "كثيرون ممن عبّروا على مواقع التواصل الاجتماعي عن معارضتهم لتعيين الناشطة اليمنية، توكل كرمان، في مجلس الحكماء لتحديد شكل محتوى فيسبوك وإنستغرام لم يشرحوا سبب معارضتهم لها... لا لوم على هؤلاء، فجميعهم عاشوا في ظل أنظمة قمعيّة سيطرت على البلدان العربية عقودا، وغيّبت دور المؤسسات، حيث يضع الفرد المسيطر في هذه الدول القوانين والأنظمة على مقاسه، لتحدِّد للمواطنين طريقة عيشهم والآراء التي عليهم اعتناقها". ويضيف الكاتب: "إدارة فيسبوك اكتشفت أن توكل كرمان صارت موضوع إرهابٍ فكري طاولها من لحظة الإعلان عن تعيينها في منصبها الجديد. والإرهاب الفكري الذي وقع عليها هو ذاته الإرهاب الذي دفع هذه الإدارة إلى إيجاد المجلس لمنع ظهوره على صفحات فيسبوك وإنستغرام، وتأثيره على مشتركي الموقعين، فكيف الآن وقد طاول كرمان، حتى قبل أن تستلم مهامها". وقال: "يمكن ببساطة أن تلاحظ الإدارة حجم التنمُّر الذي طاول منسوبتهم على صفحات الموقع والمواقع الشبيهة، وهذا لن يدفع الإدارة إلى طردها، بل سيدفعها إلى التمسّك بها وتوفير الحماية لها، لأنها ستوقن أن تنمُّراً من هذا القبيل يمكن له أن ينقلب إلى تهديدٍ يطاول حياة الموظفة لديها".
مشاركة :